يتجه عدد كبير من المهندسين السعوديين العائدين من الابتعاث في الخارج إلى العمل بالقطاع الخاص، الذي يقدم لهم رواتب ومزايا وظيفية أعلى بكثير من القطاعات الحكومية، فيما يبحث عدد منهم عن فرص عمل أفضل في دول الخليج المجاورة، التي تقدم لهم بدورها عروضا مغرية. وأقر نائب رئيس هيئة المهندسين السعوديين المهندس سعود الأحمدي بتوجه عدد من المهندسين السعوديين العائدين من الخارج للعمل في دول الخليج المجاورة، لكنه قلل من نسبتهم، مشيرا إلى أن المملكة لديها مشاريع عملاقة كبيرة يشرف على 50% منها مهندسون سعوديون. وتوجه عدد من المهندسين السعوديين العائدين من الخارج وزملاء لهم يعملون في القطاع الحكومي مؤخرا للعمل في الإمارات وقطر بعد تلقيهم عروضا وظيفية للعمل كمهندسين مدنيين ومهندسي حاسب آلي وكهرباء برواتب تقارب 27 ألف ريال في المشاريع العملاقة التي أطلقتها تلك الدول. وقال الأحمدي في تصريح إلى "الوطن" إن رواتب المهندسين السعوديين العاملين في القطاع الحكومي قليلة بالفعل، مقارنة برواتب المهندسين العاملين في القطاع الخاص نتيجة غياب الكادر الوظيفي، موضحا أن هيئة المهندسين السعودية قامت بإعداد دراسة منذ 4 سنوات لوضع المهندسين في الجهات الحكومية بهدف رفع رواتبهم وإلحاقهم بالكادر الوظيفي، فيما شارك بالدراسة لجنة تحضيرية مكونة من 9 جهات حكومية منها وزارات المالية والخدمة المدنية والداخلية و التجارة والصناعة والتخطيط والصحة والعمل، إلى جانب عدد من المسؤولين بجامعة الملك خالد، وتم الاجتماع بين الهيئة واللجنة التحضيرية مرتين. وأضاف إن الدراسة اعتمدت من مجلس الشورى، كما أقرت اللجنة التحضيرية بأحقية المهندسين في الكادر الوظيفي وضرورة رفع رواتبهم. وقال الأحمدي:"نحن مستمرون في متابعة تنفيذ التوصيات الواردة في الدراسة، ولكن كلما سئلنا، قالوا الوعد خير"، وتوقع أن تصدر الموافقة قريبا، وتتم معالجة وضع المهندسين السعوديين الذي يقارب 35 ألفا، بينهم عدد من مهندسات الديكور. ومن بين هؤلاء المهندسين فواز العلي والعائد من بعثة حصل فيها على هندسة الميكاترونكس من جامعة فيلادلفيا. وأبدى العلي استغرابه من ضعف الرواتب الحكومية بعد سنوات عديدة قضاها في الغربة والسهر والدراسة حتى نال الماجستير، وقال ل"الوطن" بأنه عاطل عن العمل، وتساءل:"كيف يمكن أن تستقطب الوزارات الحكومية المهندسين الجدد من المبتعثين العائدين من الخارج برواتب شبه محددة ودون أي مزايا. وأكد المهندس هادي اليامي الحاصل على تخصص حاسب آلي من جامعة فلاديليفا الأردنية أنه تلقى عرضا من شركة قطر للغاز عن طريق أحد أقاربه براتب يتجاوز ال19 ألف ريال، واشترطت الشركة حصوله على الوظيفة بعد تخطيه دورات تدريبية وإثبات كفاءته فيها. من ناحيته قال المتحدث باسم صفحة المطالبة بالكادر على الفيس بوك المهندس نواف الربيعي إن أكثر من 7 آلاف مهندس سعودي من الخريجين القدامى يعانون من ضغوطات الحياة وأصابهم الملل من الانتظار. ويشاركه المهندس سعيد العمودي، الذي قال إنه انضم إلى القطاع الحكومي لشعوره بواجب رد الجميل لبلاده التي ساهمت في حصوله على شهادة الهندسة، لكنه صدم بضعف الراتب الذي يقارب 5800 ريال.