ودارت الأيام ... وسنة جديدة تطلُ علينا في نهاية كل عام ... يارب ارحمنا فيها وأرفع غضبك ومقتك والغمة عنا ... فقد اختبرتنا في عامٍ مضى ... وارتضيت لنا الوباء والبلاء الذي حل بنا ... ثم سهلت ويسرت لنا اللقاح وأكرمتنا ... فرضينا وارتضينا وشكرنا بما حل بنا وكتبته علينا ... فكنا لك يارب راضين حامدين شاكرين طائعين لك تائبين ... وأنت بنا غفور رحيم كريم ... عام مضى بكل مافيه من أفراح وأتراح ومآسي وأحزان ففرح من فرح فيه وحزن من حزن وفقد فيه غالين أحبة وأعزاء ... فالعام أحبتي هو العام بشهوره وأيامه وأسابيعه وساعاته ودقائقه وثوانيه ونحن من يتغير فيه وكل ماحصل فيه بأمر الله سبحانه وتعالى وإن الله لايغير مابقومٍ حتى يغيروا ما بأنفسهم وهو على كل شيءٍ قدير إن أراد أمراً قال له كُن فيكون ... فلا نيأس من رحمة الله ولا نسب الدهر ونفرق بين عامٍ مضى وعام جديد فأيام الله واحدة ونحنُ المُتغيرون والسبب منا وفينا والحل عندنا وبين أيدينا فهل من مُتبصرٍ ومُعتبر ...! فلنرجع لله سبحانه وتعالى ونتوب إليه في كل صغيرةٍ وكبيرة من قولٍ أو عمل ونعيد التفكير في سياسات حياتنا وأخلاقنا التي يجب أن نكون عليها وحثنا عليها ديننا الإسلامي الحنيف ونتواصل بجوارحنا مع الله سبحانه وتعالى ونتضرع له ونخاف منه ... ونبث روح الألفة والمحبة والمودة والاحترام وعمل الخير بيننا بعيداً عن الحقد والحسد والنفاق والكذب والغيبة والنميمة وسوء الأخلاق... ونربي أبنائنا وبناتنا على أخلاق نبينا وسيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام ونحب الخير لغيرنا كما نحبه لأنفسنا يقول نبينا محمد صلى الله عليه في حديث أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (لا يؤمن أحدكم حتى يحبَّ لأخيه ما يحبُّ لنفسه). فحب الخير سمةٌ من سِمات المجتمعات الإسلامية المحافظة الراقية الآمنة والتي يجب علينا جميعاً التحلي بها أسوة برسولنا صاحب الخلق الرفيع العظيم يقول الله عز وجل في سورة القلم:(وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ) وهذا مُكملاً للإيمان الحق ورسوخه في قلب كل مسلم واقراراً بما أنزله وشرعه علينا رب العزة والجلال وأرشدنا عليه رسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام ... فتسمو بِه أخلاقنا ونتغاضى عن هفواتنا وسفاسف الأمور وصغائرها ونكون إلى الله أقرب ... ولنعلم جميعاً : أن أي سنة قادمة مهما كانت هي من أيام الله التي يتداولها بين الناس وسترحل كسابقتها لامحالة ولايبقى لنا فيها وفي ماقبلها سوء العمل الطيب الصالح والخلق الرفيع والرضى كُل الرضى بما كتبه الله علينا وقدرهُ لنا فيها ... فالعمر قصير أحبتي والأعوام تتسارع العام تلو العام كالنار في الهشيم ... فاللهم في كل عام قادم أُكتب لنا فيه سترك وعفوك ورضاك ورحمتك وكرمك وإحسانك ومتعنا فيه بالصحة والعافية والسلامة والأمن والأمان وراحة البال وأصلح لنا فيه شأننا كُله ولاتكلنا لأنفُسنا طرفة عين إنك ولي ذلك والقادر عليه.