يختلف العالم اليوم عما كان عليه، ليُلقنهُ عام 2008 بأزمته العاصفة درساً لم ولن ينساه، لكنه اليوم لن ينسى غارقه في أكثر همومه وأشدها بلاءً عليه، محاولاً السباحة والنجاة من شباك هذا الوباء الذي أجبر العالم عن ترك أنانيتهُ والتفكير في ذاته ووطنه فقط، كما كانوا في قمة الدول السبع، والآن تغير الوضع فجمعتهم كورونا بالقوة، لتكون للمملكة العربية السعودية قوة وتحت مظلتها قمة مجموعة العشرين لأكبر اقتصاديات العالم، فكانت قمة القادة بل قمة العالم، التي كان ختامها مسك، بعد استضافة استثنائية بكل المعاني، وافتراضية للمرة الأولى، فهي لا تختص بالدول العشرين فحسب، من نواح عدة أهمها: تكون منصة للعمل التشاركي بين دول العالم من أجل حماية الكوكب من التغير المناخي، فتبنت مبادرة منصة الاقتصاد الدائري الكربوني، وتأكيد الملك سلمان أن المملكة لديها اهتمام وعدد من المبادرات لإلتقاط الكربون، وتحويله إلى مواد خام، ثم الُمسارعة بمساعدة الدول الفقيرة والأكثر تضرراً من جائحة كورونا، بتمديد اتفاق تخفيف أعباء الديون على الدول الأشد فقراً، لمدة خمس سنوات وتزيد عام أخر، بأكثر من 14 مليار دولار أمريكي. لقد تمكنت المملكة بكل اقتدار، من خلال مجموعاتها الفرعية، من ملامسة قضايا تمس السواد الأعظم من العالم، حرصت فيها القائدة العربية والإسلامية أن تكون رائدة عالمية ناجحة باقتدار، لتآسر عقول النُخب من المتخصصين والاقتصاديين وزعماء العالم الاقتصادي والإنسانية أجمع، لتظل ثمارها يُلاقح أفكار المُفكرين حول العالم؛ باختلاف أجناسهم المُتعددة، لأنها ببساطة حملت هموم الأجيال القادمة، والتحديات التي تعترض حياته حتى في أحلك الأزمات، لتضع المملكة ثمار العدالة في توزيع لقاح فيروس «كورونا»، وألا تحرم دولة من اللقاح لعدم قدرتها المالية عليه.، فساهمت المملكة بأكثر من 21 مليار دولار أمريكي لدعم الأنظمة الصحية، وخرجت تطعيماتٌ ناجحة بنسب نجاحٍ تتجاوز 90% ، 95%، بدعم القمة الاستثنائية وقيادة المملكة للوصول لهذا الإنجاز البشري الكبير وتوزيعه بشكل عادلٍ على مليارات البشر. ليكون ضخ أكثر من 11 تريليون قوة ومبلغاُ يفوق ما ضُخ لتخفيف أضرار أزمة 2008 المالية بأربع مرات، وإنشاء شبكة عمليات عالمية لمكافحة الفساد مدعومة بمركز إلكتروني متكامل، واستماع القادة إلى كبار العلماء ليُعلموهم أن الإرهاب ليس من الإسلام والمسلمين، بل هي أنظمة جاهلة، لتقترح المملكةُ إنشاءَ المركزِ الدولي لمُكافحةِ الإرهابِ تحتَ مِظلةِ الأممِالمتحدةِ. لا عجب إذاً أن تأتي كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز-حفظه الله-، بعد بيعته السادسة بأيام، بافتتاح أعمال هذه القمة السباقة، شاملة وافية، لما لحق العالم من زلازل اقتصادية، ليفي بوعده ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في أول يوم من إعلان استضافة المملكة للقمة: «نحن نؤمن أنّ هذه فرصة فريدة لتشكيل توافق عالمي بشأن القضايا الدولية عند استضافتنا لدُول العالم في المملكة"..