لواء.م / محمد بن سعيد الحارثي* الحج للأبد.. ومن المؤسف أن بعضاً من الاجراءات والخطط لا تتناسب وهذا المفهوم وللإيضاح أُشير إلى مراكز التفتيش ونقاط الفرز الموجودة على مداخل مكةالمكرمة فوجودها معيق للحركة وللتواصل مع المدن المجاورة في الحج فرغم أهمية هذه النقاط وضرورتها لتحقيق الأمن للحاج إلا أنها سبب لمعاناة اجتماعية للآلاف من سكان مكة وما حولها الذين يرتبطون بأعمال وظيفية وتجارية تمثل عائقاً لمصالحهم كما ان آلاف الأسر يتوقف تواصلها مع الأقارب والأصدقاء من بداية القعدة فيتعذر على الكثيرين منهم حضور مناسبات الغير في كلا الاتجاهين إضافة إلى تأثر الحركة التجارية وتأخر وصول البضائع لأصحابها فسائقي العديد من الشاحنات مصدر إقامتهم من خارج مكة ويتم التضييق عليهم ومما يزيد الأمر سوءً أن مدينة مثل الطائف والهدا التي يقصدها السياح يصاب موسمها بالشلل فلا أحد يتجه لها حتى إن أهالي الطائف يعزف الكثير منهم عن الاستمتاع بالهدا لوجود نقطة تفتيش تمثل عنق زجاجة يستغرق تجاوزها او تغيير المسار قرابة الساعة وهو ما حدث لي غرة ذي القعدة حيث بدأ الأفراد بالتفتيش مبكراً ورأيي أنه لا ضرورة لها في هذا المكان ويمكن استبدالها بأُخرى في نعمان أسفل الجبل متى ما كان ذلك ضرورياً او الاكتفاء بغيرها مما هو موجود في الطريق وحتى تتحقق تلك الأهداف ويتم منع تدفق غير المصرح لهم وإنهاء المعاناة وتلافي السلبيات اقترح الآتي . 1-إعادة النظر في مواقع نقاط الفرز وإعادة تموضعها وتصميمها بحيث تتعدد المخارج وتتسع المسارات بما يتناسب وحجم المرور لتقليص فترة الانتظار فإذا كان الطريق بثلاثة مسارات فلتكن المخارج عشرة أو اكثر 2- دعم هذه النقاط بالأفراد المدربين وبكثافة وأن لا يترك لهم حرية فتح المسارات او تقليصها مزاجياً وهو ما يحدث في بعض مداخل مكةالمكرمة والتي لا يمر بها المسؤولين 3- وضع لوحات إلكترونية إرشادية لتمييز المسارات لتوزيع المركبات كل مسار حسب نوع المركبة فحافلات الحجاج لها مسار خاص بها وسيارات الأهالي وهكذا بالنسبة للمركبات الأخرى لا كما يحدث الآن من اختلاط بين سيارات الأهالي وسيارات الحجاج 4- الإنذار لغير المصرح لهم والتشهير بمن خالف مع تطبيق العقاب 5- التوسع في استخدام أجهزة الرصد الحديثة لغير المصرح لهم بالدخول إلى مكة والمشاعر والتعريف بتلك الاجهزه بمختلف وسائل الاعلام ليدرك الجميع ان لا تساهل 6- على الجوازات اعادة النظر في اثبات مصدر الاقامة في البطاقة كمكة مثلاً تسهيلاً لرجال الأمن في المراكز وقد أدى ذلك إلى سلبيات تتمثل في الآتي . أ- حدوث شد وجذب بين رجال الأمن وقائدي المركبات في محاولة كلاً منهما إقناع الآخر مما يؤثر على انسياب الحركة وتعطيلها ب- ارتفاع أسعار الشحن إلى مكة وتأخر وصول البضائع إليها باعتبار أن هويات سائقي الشاحنات من خارج مكة ج- ربط الحصول على تصريح الدخول من الجوازات يفتح باباً للرشاوى والتدافع فهل الجوازات مؤهلة باستقبال آلاف المراجعين ولماذا طالما أنه بالإمكان تلافي ذلك والسؤال الذي يفرض نفسه اذا كانت رؤية 2030 والتي يتبناها صاحب السمو الملكي ولي العهد ومن أهدافها زيادة أعداد الحجاج إلى 6 مليون حاج فيما اظن ووزارة الداخليه تخصص في ميزانيتها مبالغ كبيرة لمهمة الحج فهل من المناسب ان لا يكون هناك تناغم وتفاعل مع الرؤية وما تخصصه وزارة الداخلية من أموال طائلة للارتقاء بهذه المراكز ونقاط التفتيش وتطويرها من خلال إدخال التقنية وتعزيزها بكل الوسائل ليتحقق من خلالها الانضباط والتيسير او أن تظل بعض القيادات أسيرة لخطط وإجراءات لا جديد فيها يتم توارثها عاماً بعد آخر تكون سبباً للمعاناة ولزيادة التذمر وتؤثر على الحركة التجارية لمنطقة مكةالمكرمة سلباً خلافاً لما يريده ولاة الأمر أيدهم الله. ولذلك فمن المهم إعادة النظر بمجمل تلك المواقع والخطط وأداء العاملين بها طالما ان الحج للأبد والله من وراء القصد *مدير شرطة العاصمة المقدسة / سابقاً