قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب: إنه لا يريد أن يكون اجتماعه مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين مهدرا ولا يفضي إلى نتائج، وذلك ردا على سؤال عن سبب تأجيل قمتهما المزمع عقدها في المجر، وفي حديثه إلى صحفيين في المكتب البيضاوي، قال ترمب إنه لم يتخذ قرارا بشأن الاجتماع، الذي كان الرئيس يريد عقده قريبا في بودابست. هذا ومارس الرئيس ترمب ضغوطا على نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي للتنازل عن منطقة دونباس في شرق أوكرانيا مقابل وضع حد للحرب التي تخوضها روسيا في البلد المجاور منذ العام 2022، وفق ما أفاد الثلاثاء مسؤول أوكراني رفيع. وقال المسؤول، مشترطا عدم كشف هويته، إن ترمب حضّ زيلينسكي في المحادثات التي أجرياها الجمعة في واشنطن على سحب القوات من أراض ما زالت تحت سيطرتها في هذه المنطقة الصناعية، وهو مطلب رئيس لروسيا. وأشار المسؤول إلى أن المحادثات مع ترمب كانت "غير سهلة"، لافتا إلى أن الجهود الدبلوماسية لإنهاء الحرب تبدو وكأنها "تدور في حلقة مفرغة". وعقب اللقاء، كتب ترمب على منصته تروث سوشل أن اجتماعه مع زيلينسكي كان "مثيرا للاهتمام ووديا للغاية، لكنني قلت له، كما اقترحت على الرئيس بوتين، أن الوقت حان لوقف القتل، وإبرام اتفاق!". وجاء في بيان مشترك لقادة دول أوروبية بينها فرنسا وبريطانيا وألمانيا والرئيس الأوكراني "ندعم بقوة موقف الرئيس ترمب حول ضرورة وقف القتال فورا وأن يكون خط الاشتباك الحالي أساسا للمفاوضات". لكنهم شددوا على "تمسكهم بالمبدأ القائم على عدم تعديل الحدود الدولية بالقوة" متعهدين مواصلة دعمهم لأوكرانيا حتى تبقى كييف "بأقوى موقع ممكن قبل وقف إطلاق النار وخلاله وبعده". وقال مسؤول أميركي الثلاثاء إن ترمب لا يعتزم الالتقاء بنظيره الروسي في القريب العاجل، بعد أيام من الإعلان عن لقاء في الأسبوعين المقبلين في بودابست. وكان وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو أجرى اتصالا هاتفيا الاثنين بنظيره الروسي سيرغي لافروف بعدما أعلن ترمب أن الوزيرين سيلتقيان هذا الأسبوع لترتيب قمة في العاصمة المجرية. وقال المسؤول الأميركي "لا ضرورة للقاء إضافي بين وزيري الخارجية، ومن غير المقرر أن يلتقي الرئيس ترمب الرئيس بوتين في القريب العاجل"، لكن المسؤول وصف المكالمة بين روبيو ولافروف بأنها "مثمرة". ومن المقرّر أن يلتقي القادة الأوروبيون الخميس في بروكسل، باستثناء رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، من أجل قمة أوروبية يأملون من خلالها بالاتفاق على دعم مالي مستمر لأوكرانيا. كما قال مسؤولان أميركيان ومصدر مطلع إن روسيا جددت شروطها السابقة لإبرام اتفاق سلام مع أوكرانيا وذلك في بيان خاص أُرسل إلى الولاياتالمتحدة مطلع الأسبوع تحت اسم "الوثيقة غير الرسمية". وأضاف أحد المسؤولين الأميركيين أن البيان أعاد التأكيد على مطلب روسيا بالسيطرة على منطقة دونباس الأوكرانية بالكامل، وهو موقف يتعارض فعليا مع موقف الرئيس ترمب الحالي المتمثل في تجميد خطوط المواجهة في مواقعها الحالية. وقال أحد المسؤولين إن روسيا أكدت أيضا موقفها السابق بعدم نشر قوات تابعة لحلف شمال الأطلسي في أوكرانيا ضمن أي اتفاق سلام. وتأتي أنباء الوثيقة غير الرسمية- وهو مصطلح دبلوماسي يُستخدم للتعبير عن وثيقة غير رسمية الغرض منها إيصال موقف طرف إلى آخر- في الوقت الذي تبدو فيه القمة المقترحة بين ترمب وبوتين في بودابست محل شك كبير، وقال مسؤول في البيت الأبيض أمس إنه لا توجد خطط لعقد هذا الاجتماع "في المستقبل القريب"، ولم ترد السفارة الروسية في واشنطن على طلب التعليق.