من ضمن أحلامي التي أتمناها أن ألتقي رجل دون شوارب الرجولة , ولا أقصد بالشوارب شكلها فقط فهناك الكثير من الرجال يزيلون شواربهم , إنما أقصد طفل عربي تيتم في الحرب فحمل مسؤولية أسرته , طفل شاهد أباه يُقتل أمامه وقبل أن يلفظ أنفاسه أوصاه بكلمات يملؤها الحزن والأسى لا تكاد تفهم منها شيئًا , طفل شاهد أخوته الصغار يبكون أباهم وأمهم الذين رحلا دون عودة , طفل شاهد منزله الذي تربى فيه يُهدم فأخذ يسترجع جمال الأيام التي قضاها في ذاك المنزل وتتردد على مسامعه ضحكاته وضحكات أسرته في المنزل المحطم أمامه , طفل رأى مواقف مؤلمه وشاركته أخته في رؤيتها فحاول أن يتماسك وأن يخفي دموعه وتظاهر بالصمود أمام أخته. هذا في نظري.. شاب دون شوارب أتذكرون أجمل أيام الحياة ؟ لذة الطفولة , الجري هنا وهناك , الاستمتاع بأحضان الوالدين , البُكاء من أجل لعبة , قُبلات الصباح والمساء التي يتلقاها من والديه, كل هذا حُرم منه أولئك الشباب دون شوارب لكِ الله يا كُل أرض عربية حُرم أطفالها من لذة الطفولة , وتجردوا عن وشاح الطفولة ليرتدوا وشاح الرجولة . اللهم مُن عليهم بالنصر وارفع عنهم الظلم والجور وقفة .. رُبما يكون رجل عربي دون شارب أفضل وأشجع من رجل يملك شارب . بقلم .. مها باحاذق