صالح السويلم : من المعروف أن هناك فئة من الناس يصابون بحالات نفسية معينة نتيجة لظروف اقتصادية من المعروف أن هناك فئة من الناس يصابون بحالات نفسية معينة نتيجة لظروف اقتصادية واجتماعية قاسية يتعرضون لها ولكن هناك بالمقابل الأغلبية الكاسحة منهم يصابون بالجنون نتيجة لظروف أقسى، فما إن تتجول في شوارع وأزقة مدينة عدن إلا ويأسرك منظر أولئك المختلين عقلياً، فذاك يتمتم بكلمات غير مفهومة وآخر يتعالى صوته بالسب والشتائم وذاك بثيابه الرثة الممزقة وشعره الطويل وقد تغير لونه بفعل عوامل التعرية وتعرضه للشمس ولفترات طويلة يجوب الشوارع والأزقة ذهاباً وإياباً.. إلى أين لا تعلم، وبكل تأكيد هو أيضاً لا يعلم ، نخاف منهم ونحذرهم ، فكم سمعنا من حوادث انتشرت وبصورة كبيرة في الآونة الأخيرة بسببهم، منها حوادث طرقات ، فتجد الواحد منهم يعبر الشارع بصورة عشوائية ليعرض نفسه لحادثة ما ناهيك عن الخطر الذي يتعرض له الأطفال والنساء نتيجة انتشار المختلين في كل مكان بدون ضابط ولا رقيب ، فقد يرتكب المختل عقلياً جريمة ما في أي وقت وبأي مكان وزمان، مخلفاً وراءه أضراراً نفسية، لدى الصغار والكبار ومخاوف مستمرة تراودهم وقد تنعكس آثارها، مخلفةً أمراضاً مزمنة، كما أن تركهم في الشوارع سيعرضهم أيضاً للمزيد من الأخطار بسبب السخرية والاعتداءات والمضايقات من بعض المارة ذوي النفوس الضعيفة والفهم القاصر مما يتنافي مع أبسط حقوق الإنسان واحترام آدميتهم ، كما أن ترك هؤلاء المختلين يجوبون الشوارع سوف يزيد الأمر سوءً ،فمكانهم الطبيعي هو مستشفى الأمراض النفسية والعصبية وقد يدور في أذهان البعض أن مثل هؤلاء المختلين يفرون من هذه المستشفيات، إلا أن حقيقة الأمر أنهم يتوافدون من مناطق متفرقة وأماكن شتى من المحافظات والمديريات لنجد أعدادهم تتزايد يوماً بعد يوم .