لم يكن يتخيل أكثر المتفائلين من الجماهير السعودية في أحلامهم أن يأتي اليوم الذي يصبح فيه دوري المحترفين وجهة لأساطير ونجوم كرة القدم العالمية، حلم جعلته واقعًا رؤية طموح للمملكة وضعتها قيادة رشيدة. وإذا كانت رؤية المملكة تستهدف الوصول إلى أهداف عام 2030، إلا أن هذه الرؤية بدأت تؤتي ثمارها مبكرًا في مختلف المجالات لاسيما المجال الرياضي وتحديدًا كرة القدم التي شهدت قفزة تاريخية في المملكة خلال السنوات الأخيرة. وجاءت الصفقة التاريخية بانتقال النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو إلى نادي النصر لتفتح الباب أمام المزيد من الصفقات التاريخية المنتظر إبرامها خلال فترة الانتقالات الصيفية المقبلة.. فلماذا اتخذت المملكة هذا المنحى في التعاقد مع أساطير كرة القدم؟ الإجابة عن هذا التساؤل جاءت على لسان وزير المالية السعودي "محمد الجدعان" في حوار سابق لشبكة CNBC حيث قال إن صفقة رونالدو وغيرها من الصفقات المقبلة للأندية السعودية تأتي ضمن خطة رؤية المملكة 2030. وأضاف ردًا على سؤاله عن الفائدة المرجوة من التعاقد مع لاعبين مثل رونالدو وميسي: "جودة الحياة نقطة أساسية في رؤية 2030 أردنا أن نتأكد أن جودة الحياة في السعودية تحسنت والرياضة جزء مهم من ذلك". وأضاف وزير المالية السعودي قائلا: "الفئة الشابة من المجتمع السعودي تتابع الرياضة وتمارسها وأعتقد أن كل ما نفعله لدعم هذه الصناعة سيعود بالفائدة على صعيد جودة الحياة لشعبنا وللذين يعملون في السعودية من الخارج". * الدوري السعودي حديث العالم أصبح الدوري السعودي للمحترفين حديث العالم خلال الأيام الماضية نظرًا لارتباط أسماء العديد من نجوم كرة القدم بالانتقال إلى أنديته، بدءًا من الأرجنتيني ليونيل ميسي المحتمل انتقاله إلى الهلال، والفرنسي كريم بنزيما المنتظر إعلان انتقاله رسميًا إلى الاتحاد، بالإضافة إلى العديد من النجوم الكبار أمثال سيرجيو راموس، سيرجيو بوسكيتس، نجولو كانتي، جوردي ألبا وغيرهم. ولم يكن ارتباط اسم هؤلاء اللاعبين بالدوري السعودي سببًا وحيدًا في حالة الزخم التي يحظى بها عالميًا، حيث كان النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو أكد في أكثر من مناسبة على أن الدوري السعودي سيكون ضمن أفضل 5 دوريات عالميًا خلال السنوات القليلة القادمة. واللافت أن حديث رونالدو يعبر بالفعل عن رؤية المملكة 2030 والتي تستهدف أن يكون الدوري السعودي للمحترفين ضمن أفضل 10 دوريات على مستوى العالم، وذلك في ضوء إطلاق صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود مشروع الاستثمار وتخصيص الأندية الرياضية الذي وضع من بين أهدافه وضع الدوري السعودي في مصاف الدوريات العالمية. * تأثير شعبية النجوم على الأندية السعودية بالنظر إلى بعض الأرقام والإحصائيات فإن انتقال نجوم كرة القدم العالمية إلى الدوري السعودي سيساهم في زيادة شعبية أندية المملكة عالميًا، وليس أدل على ذلك من تلك القفزة التي سجلتها الحسابات الرسمية لنادي النصر على مواقع التواصل الاجتماعي بعد التعاقد مع رونالدو. وقبل التعاقد مع رونالدو كان حساب النصر على تويتر يحظى بمتابعة 800 ألف شخص ليقفز عدد المتابعين في يومين فقط إلى أكثر من 11 مليون متابع. ومن المنتظر أن يحدث انتقال نجوم كرة القدم العالمية إلى الدوري السعودي المزيد من الزخم ويمنح الأندية السعودية شعبية عالمية تتناسب مع تلك الشعبية التي يحظى بها هؤلاء النجوم. * الفوز على الأرجنتين كلمة السر لم تحقق دولة استفادة من انتصار رياضي في المونديال كمثل التي حققتها المملكة بعد الفوز التاريخي لمنتخبها على الأرجنتين في كأس العالم 2022، وهو الانتصار الذي كان حديث العالم بأسره ودفع كبرى الصحف ووسائل الإعلام العالمية لتسليط الضوء على "الأخضر" وعلى كرة القدم بشكل عام. وانطلاقًا من هذا الفوز التاريخي قدمت المملكة نفسها للعالم باعتبارها قوة قادمة في عالم الساحرة المستديرة، ليس فقط على المستوى الفني ولكن أيضًا على الجانب التنظيمي والإداري من خلال تنظيم كبرى الفعاليات الرياضية، فها هي تستضيف لأول مرة في تاريخها كأس العالم للأندية في ديسمبر المقبل، كما فازت لأول مرة أيضًا بتنظيم كأس آسيا 2027. ويرى كثير من النقاد أن كرة القدم أصبحت تمثل قوة ناعمة للمملكة تسير بها بخطى ثابتة نحو مزيد من العالمية لتكون في مصاف الدول صاحبة أكبر الاستضافات الرياضية في العالم، وهو ما يعكس نجاحًا منقطع النظير لرؤية 2030.
