إن العقل لنعمة من الله سبحانه ميزنا بها عن سائر مخلوقاته , فكيف لنا أن نعرف الحلال والحرام بدون هذا العقل .فهناك آية قرآنية تنص عن هذا العقل , قال الله تعالى ((إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ)) إن الإنسان جدير بنفسة في جميع تصرفاته , ولكن لا يعني هذا بأن تكون تصرفاته مسيئة للغير أو لنفسه , فكل إنسان خصيم نفسه مهما بعدت به الاسباب , وعليه أن يبتعد كلياً عن المسببات التي تقوده للغضب فأنه قد يحصل ما لا يحمد عقباه , أن لم يتحكم في غضبه , وفي الصحيحين عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَالَ : " لَيْسَ الشَّدِيدُ بِالصُّرَعَةِ إِنَّمَا الشَّدِيدُ الَّذِي يَمْلِكُ نَفْسَهُ عِنْدَ الْغَضَبِ ".. هنا نقف على المجريات التي حصلت مؤخراً من بعض أفراد المجتمع الذين فقدوا السيطرة على أنفسهم وخرجت عقليتهم عن المألوف في تصرفاتهم , مما تسببت في كوارث عظمى , منها من قام قام بقتل الأمريكي بالرياض , وايضاً من قام بقتل ابنته ذات الثالثة عشر ربيعاً قبل أيام قلائل بالرياض , وهناك من قام بقتل عمته بحي السويدي بالرياض وهناك من وجد مشنوقاً في شجرة بعارضة جازان وايضاً من قامت بشنق نفسها في محافظة صامطه ونسمع اليوم عن طفل يبلغ من العمر عشر سنوات يشنق نفسه في محافظة أبي عريش . فلنتسائل هنا ؟ ما الذي دها هذه العقول أن تقوم بمثل هذه الجرائم الشنيعه , وما الدوافع التي قادتهم لهذه الأفعال . الا تلاحظ عزيزي القارئ : أن هذه الجرائم قد كثرت في محيط مجتمعنا , فلا نمسي أو نصبح إلا على كارثة من هذا القبيل والأدهى من كل هذا أن من يقوم بهذه التصرفات أناس من عمر العاشرة الى الثلاثين أيعقل هذا , فمن الواجب على الآباء متابعة ابنائهم في جميع تصرفاتهم , وخاصة مع جلسائهم , فكثير من اولياء الأمور يجهلون تصرفات أبنائهم , فلقد اصبحت ساحة مجتمعنا مليئة بمثل هذه الظواهر . فلابد من توعية المجتمع عن هذه الظاهرة في كل وسائل الإعلام , وأيضاً على المؤسسات التعليمية في جميع مراحلها , أن تقوم بتوعية الطلاب والطالبات , فوالله إننا لنحزن ويؤلمنا مثل هذه الأحداث التي لا تنتسب لديننا . قال ابن كثير عند تفسير قوله تعالى : (( وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً )).