لم يخطر على بالي يوماً أن أقرأ يوما أو أسمع عن قصة الطفل تركي الذي عذب عدة مرات! من من؟ من أبيه الذي حاول قتله رمياً من السيارة تارة ، والضرب والعنف تارة أخرى ، حتى لفظ أنفاسه مودعاً براءة طفل كانت حالمة ، تاركاً صفحة سوداء في جبين الإنسانية . بكى العالم بأسرة في مطلع القرن الحالي حينما بثت وكالات الأنباء العالمية مقتل الطفل الفلسطيني محمد الدرة الذي قتل من عدوه أمام أبيه برصاص الغدر الإسرائيلي ، فكانت وصمة عار هزت إسرائيل ، وهزت الغرب والشرق ، فلو شاهد العالم قصة الطفل تركي التي هي أشد و أبشع من مقتل محمد الدرة ، والذي قتل ليس من عدوه الإسرائيلي بل من أبيه المسلم في أبشع قصة للعنف الأسري ، واهتزت لها المنطقة والمملكة. منذ الوهلة الأولى عند سماعي بقصة الطفل تركي حاولت أن أكتب عن هذه القصة لكن قلمي وقف حائراً ، عن ماذا أكتب ؟ وبأي حبر أسطر؟! وبأي عار أخبر؟! وبأي حال أعبر؟! كيف يقتل الأب البشري فلذة كبده ؟! والحيوانات الضعيفة تعرض حياتها للخطر ، بل والموت في سبيل بقاء فلذات أكبادها ، نشر أحد أصدقائي مقطعا فيديو على صفحته في الفيسبوك يتحدث عن حياة أسد أحب صديقه البشري ، حيث يبادله مشاعر الحب والحنان ، في مشهد ليس من إخراج السينما والدراما ، فسبحان الخالق ، فبين عشية وضحاها أصبح الأسد الذي عرف ببطشه وعنفه أرق وأحن من قلب بشر على أطفاله . إن قضية الطفل ليست قضية ذويه فقط ، بل أصبحت قضية جازان الأولى ، وإنها تراقب عن كثب مستجدات القضية ، لكن السؤال الذي لم أجد له جوابا هل قصة تركي هي الأولى من نوعها ؟ أم أن هناك ألف تركي وألف قصة ؟!هل قصة تركي هي الوحيدة الذي لاحت رايتها في سماء الإعلام!؟ أم أن هناك ألف قصة وقصة دفنت مع أصحابها . 1