تظاهرت حشود من مناهضي الانقلاب في مناطق بالقاهرة ومحافظات أخرى متحدين قانون تنظيم التظاهر الجديد وإجراءات الأمن المشددة, وذلك بدعوة من التحالف الوطني لدعم الشرعية ضمن ما أطلق عليه جمعة "القصاص قادم". وخرجت عدة مظاهرات من المساجد إثر صلاة الجمعة في أحياء المعادي والعاشر من رمضان والمهندسين ومدينة نصر والزيتون وشبرا الخيمة, ورفع المشاركون فيها شعارات رابعة, ورددوا هتافات مناهضة للانقلاب. وفرض الجيش والأمن المصريان إجراءات أمن مشددة حول ميداني رابعة العدوية بالقاهرة, والنهضة بالجيزة اللذين شهدا منتصف أغسطس/ آب الماضي مجزرة قتل فيها مئات المعتصمين من معارضي السلطة القائمة. وقال الصحفي أحمد طارق للجزيرة إن عدة آلاف خرجوا من مسجد السلام في مدينة نصر, وشاركوا في مظاهرة جابت شوارع بالحي. ودعا التحالف الوطني لدعم الشرعية في بيان له أمس، كل المصريين إلى التظاهر اليوم ضمن ما سماها جمعة "القصاص قادم" لإحياء مرور مائة يوم على ما وصفها بمحرقة سجن أبو زعبل، التي قتل فيها نحو أربعين من رافضي الانقلاب حرقا أو اختناقا أثناء نقلهم إلى السجن. وفي المقابل, حذرت وزارة الداخلية جماعة الإخوان المسلمين من تحدي قانون التظاهر الذي أقر الأحد الماضي, بعدما كانت هددت قبل ذلك بالتصدي للاحتجاجات بصرف النظر عن الخسائر التي يمكن أن تحدث في صفوف المحتجين وقوات الأمن. وقال مراسل الجزيرة محمود حسين، إن المسيرات في القاهرة الكبرى لم تشهد بعد نحو ساعيتن على انطلاقها أي تدخل أمني, مضيفا أن مظاهرات اليوم تعد اختبارا للسلطة في ما يتعلق بتطبيق قانون تنظيم التظاهر. وكان قانون التظاهر الذي يشترط موافقة وزارة الداخلية قد أثار تنديدا واسعا من قوى سياسية وشبابية. وزاد الغضب في صفوف هذه القوى بعد تفريق احتجاجات نظمتها حركات محسوبة على ما يوصف بالتيار المدني, واعتقال ناشطين بارزين, وصدور أحكام قاسية ضد فتيات شاركن في احتجاج بالإسكندرية. وبالتزامن مع مظاهرات القاهرة, شارك آلاف من معارضي الانقلاب في مسيرة بالإسماعيلية ضمن جمعة القصاص, كما نظمت مظاهرة مماثلة في السويس. وخرجت مظاهرة في بورسعيد, بينما خرجت مظاهرة مماثلة من أكثر من مسجد في أسيوط بصعيد مصر, ردد المشاركون فيها هتافات تندد بقانون تنظيم التظاهر، وبالأحكام القضائية الأخيرة التي وصفوها بالجائرة, مؤكدين استمرارهم في الاحتجاج السلمي الرافض للانقلاب. كما شملت الاحتجاجات محافظات أخرى بالصعيد بينها المنيا وقنا اللتان خرجت فيهما أيضا مظاهرات ضمت آلافا, ورُفعت خلالها شعارات رابعة. وشهدت مدينة السادات بمحافظة المنوفية بدورها مسيرات عدة, كما تظاهر مناهضو الانقلاب في المنصورة بالدقهلية. وفي دمياط, انطلقت مسيرة من أمام المجمع الإسلامي, وقاد هذا الاحتجاج شبان ينتمون إلى ما يسمى "ألتراس نهضاوي". وضمن جمعة القصاص أيضا, نظمت مسيرات في مدينة العريش بشمال سيناء. وكانت القاهرة ومحافظات أخرى بينها البحيرة وبني سويف والغربية قد شهدت الليلة الماضية مظاهرات تندد بالقمع الذي تمارسه الأجهزة الأمنية المصرية. وفي الوقت نفسه, تظاهر ناشطون يساريون في ميدان طلعت حرب بالقاهرة للتنديد بقانون تنظيم التظاهر واعتقال ناشطين. وكانت قوات الأمن اعتقلت الناشط السياسي علاء عبد الفتاح، من منزله بمنطقة الهرم بالجيزة بتهمة التحريض على التظاهر. وقالت شقيقتاه إن قوة أمنية تضم عناصر من وحدات خاصة نفذت الاعتقال, وأكدتا تعرض زوجة علاء للضرب. وكانت النيابة العامة المصرية أمرت في وقت سابق باعتقال أحمد ماهر أحد مؤسسي حركة 6 أبريل للسبب ذاته, وينتظر أن يمثل ماهر أمام النيابة غدا السبت. وقبل أيام, اعتقل الأمن عشرات الشبان من قوى شبابية يسارية خلال مظاهرة بالقاهرة تنديدا بقانون التظاهر, وبمادة دستورية تجيز إحالة مدنيين إلى محاكم عسكرية. من جهتها, أدانت حركة صحفيون من أجل الإصلاح اعتقال كل من مدير قطاع الأخبار بقناة مصر 25 الموقوفة منذ انقلاب الثالث من يوليو/تموز الماضي، ومدير التحرير السابق لموقع اليوم السابع، الإعلامي هاني صلاح الدين، وسكرتير تحرير جريدة الشاهد الوطني، ومؤسس حملة "صحفيون من أجل الشرعية"، وعضو حركة "صحفيون ضد الانقلاب" ومنسق حركة "مسيحيون ضد الانقلاب"، رامي جان، لآرائهما المناهضة للانقلاب. شاهد الفيديو