يقف جبلا أجا وسلمى؛ ليحكيا للعالم عن أمجاد منطقة حائل، التي عرفها العرب والعالم أجمع من خلال حاتم الطائي "سيد الكرم العربي". وفي هذين الجبلين العظيمين قال حاتم الطائي: أرَى أَجَأَ مِنْ وَراءِ الشَّقِيقِ والصَّهْوِ زَوَّجَهَا عامِرُ وقَدْ زَوَّجُوها وقد عَنَّسَتْ وقَدْ أَيْقَنُوا أَنَّهَا عاقِرُ ويُروى أن أجا كان رجلاً من إحدى القبائل، وسَلْمَى كانت امرأة يحبها، وهي تحبه، ثم رفض أهلهما تزويجهما بسبب الأعراف القبلية، ومات كل منهما في جبل سُمي باسمه. ويتخلل السلسلتين من الجبال مجموعة من الأودية والمزارع، تُعتبر من أشهر معالم منطقة حائل. ويستطيع الزائر أن يستمتع بمسطحات خضراء وهواء نقي وسهول وآثار حائل وقصر حاتم الطائي والكثير من الفوهات البركانية العملاقة التي لا مثيل لها. كنوز الجبلين وبالنسبة للجبل الأكبر "أجا" فهو يقع غرب مدينة حائل، وهو عبارة عن سلسلة تمتد لمسافة 40 كيلومتراً، وبعمق يصل إلى 30 كيلومتراً. ويتميز بالأثر الأشهر وهو العقدة، وآثار توارن. والعقدة هي منطقة تقع في عمق جبال أجا، وتشتهر بالمزارع والأودية التي توفر نباتاتها الطبيعية منطقة رعي للمواشي والإبل. ويمكن الوصول بسهولة إلى العقدة من داخل مدينة حائل، وذلك عن طريق اتباع طريق العقدة الممتد من وسط مدينة حائل إلى عمق جبال أجا. قصر حاتم الطائي في توارن وللباحثين عن الآثار والتراث، فإن قرية توارن في عمق جبال أجا من الجهة الشمالية تتميز بأنها تحتضن قصر حاتم الطائي، الذي قامت الهيئة العامة للسياحة والآثار بتجهيزه بمظلات سعف النخل، وكذلك المقاعد الحجرية للاستراحة. جبل سلمى أما بخصوص جبل سلمى فهو عبارة عن سلسلة جبلية متصلة، تقع على مسافة 100 كم في الجنوب الشرقي لسلسلة أجا. ولطالما اقترن اسم سلمى بأجا منذ العصور قبل الإسلام حتى الحاضر. وتُعتبر الآثار الإسلامية لمدينة فيد ودرب زبيدة من أهم مواقع الزيارة في جبل سلمى، إضافة إلى العديد من العيون والمزارع والفوهات البركانية الشاهقة، كفوهة الدارة بالجزء الشرقي لجبل سلمى، وفوهة الهتيمة بالجزء الجنوبي. هذا، وتكتسي فوهة الدارة والجبال المحيطة بها بحلة خضراء بعد هطول الأمطار؛ ما يجعلها متنفساً لسكان المنطقة وزائريها، كما يمكن مشاهدة كامل بلدة الشنان والسهول المحيطة بها من الموقع نظراً لارتفاعه 120 متراً عن الشنان، وفقاً لبيانات موقع الهيئة العامة للسياحة والآثار. وتقع فوهة الدارة في جبال سلمى في أعلى المتنزه، ويظهر فيها قاع الفوهة المملوء بالطين والأملاح المتبقية بعد تبخر مياه الأمطار.
