قال الدكتور خالد بن ناهس الرقاص استاذ مشارك بقسم علم النفس كلية التربية بجامعة الملك سعود أنه "من أبرز المشكلات التي تعيق عملية الاستذكار سواء المتصلة بالطالب نفسه أو بالمحيط الأسري أو ما يتعلق بالمدرسة هي تشتت الإنتباه، السرحان، والنسيان، والشعور بالملل والتعب السريع رغم قلة المجهود الذي يبذله الطالب، والرغبة بالنوم للهروب من المذاكرة، كما ان هناك مشكلات تتعلق بالأسرة كالضغط من قبل الأب أو الأم على الطالب أو وجود خلافات داخل الأسرة، أو مشكلات بطبيعة المادة الدراسية وأسلوب الشرح من قبل المعلم" . وعن أبرز الطرق التي تعين على عملية الإستذكار الفعالة ذكر الدكتور خالد أن"تهيئة المكان للمذاكرة أمر بغاية الأهمية وذلك يكون بالابتعاد عن مشتتات الإنتباه، فيجب جلوس الطالب منفرداً حتى يتم التركيز على المادة المقروءة، كذلك الاهتمام بتهوية الغرفة فالتهوية مفيدة لتجديد النشاط، مع توفير الإضاءة الكافية لأن الضوء الضعيف يجهد العين ويضعف التركيز، كذلك تحديد الأفكار الهامة بوضع تحتها خط أو كتابتها على هامش الورقة لمراجعتها مرة أخرى بعد نهاية الموضوع بترتيب الأفكار منطقياً بالعقل حتى يمكن استرجاعها وقت الحاجة أو يمكن إستخدام طريقة الخرائط المعرفية أو الذهنية لتحويل المادة العلمية على شكل رموز لكي يسهل فهمها ومن ثم استرجاعها، أيضا تقسيم المادة العلمية إلى أجزاء قبل البداية بالمذاكرة وتحديد وقتاً مناسباً لكل جزء والإلتزام به وتحديد وقتاً للنوم والراحة، ومعرفة أن لكل مادة أسلوب لإستذكارها مختلف حيث أن لكل مادة دراسية طبيعتها، وضرورة الإبتعاد عن السهر لما له من تأثير سلبي يرهق الفرد ويؤثر على الإستيعاب والتذكر والتركيز". جاء ذلك تزامناً مع بدء العام الدراسي الجديد حيث قامت وزارة الصحة وضمن البرنامج التوعوي (صحتي.. مدرستي) باستضافة الدكتور خالد بن ناهس الرقاص استاذ مشارك بقسم علم النفس كلية التربية بجامعة الملك سعود وذلك من خلال مركز معلومات الإعلام والتوعية الصحية بوزارة الصحة وعبر الهاتف المجاني8002494444وموقع وزارة الصحة على تويتر @saudimoh للرد على أسئلة االطلاب بخصوص تزويد هم بأهم وأنجح الطرق والأساليب لإعانتهم على المذاكرة والحفظ، وزيادة قدرتهم على استرجاع المعلومات بكل سهولة ويسر بإذن الله. وعن الطريقة الصحيحة للتعامل مع عزوف الأبناء عن الاستذكار وآداء الوجبات اليومية قال الدكتور خالد:" أن دور الآباء مؤثر جداً لأنه يتطلب منهم بذل مزيد من الجهد في هذا المجال كاستخدام أسلوب التعزيز المادي ( جوائز، هدايا، رحلات، الذهاب إلى الملاهي ....الخ) أو استخدام التعزيز اللفظي القائم على عبارات المديح والثناء، فضلاً عن التعاون في الشهر مرة على الأقل مع المدرسة وذلك يكون من خلال زيارة المدرسة لمتابعة الإبن أو الإبنة" . وعن الخطوات المطلوبة لتهيئة الأبناء لتحمل مسؤولية المذاكرة والحفظ,وفي أي مرحلة دراسية يجب أن يتعود الابناء على المذاكرة المستقلة أجاب الدكتور خالد الرقاص : "أنه لا بد من التدرج في تدريب الطلاب على تحمل مسؤولية المذاكرة، حيث يتم تدريب الطلاب بمواد بسيطة ليتم الإعتماد فيها على النفس وإكسابه الثقة بقدرته على النجاح وتحمل مسؤولية المذاكرة والحفظ, ومتابعة نتائج تحصيله ومكافأته عند اجتياز المرحلة التي تحمل فيها مسؤولية المذاكرة". وعن علاج الخوف الإجتماعي أكد الدكتور خالد أن " التقليل من هذه المخاوف يكون من خلال تكوين شبكة من العلاقات الإجتماعية, وتعزيز مهارات الثقة بالنفس, وتكوين التوقعات الإيجابية الذاتية وعن الآخرين، أما إذا كانت المشكلة مستمرة وتعيق الشخص عن ممارسة حياته فيكون لا بد من مراجعة استشاري نفسي". كما أجاب الدكتور خالد على أسئلة متابعين وزارة الصحة على حسابها في تويتر إذ ورد الكثير من الأسئلة بخصوص مدى فاعلية دورات تقوية الذكاء والذاكرة وقد أكد الدكتور خالد في هذا المجال أن "هنالك دورات تدريبية تحسن مهارات التذكر واسترجاع المعلومات, لكن في الذكاء لم تثبت الدراسات حاليا القدرة على زيادته او تحسينه بشكل قاطع، لكن ممكن اكساب الطالب وتنمية مهارات التفكير المختلفة لديه، مشدداً على أن "طريقة المذاكرة حسب طبيعة المادة العلمية فمثلا مادة الرياضيات 10% حفظ ,30% فهم , 60% تدريبات ، في حين أن مادة الانجليزي 30% حفظ , 30 فهم , 40 % تدريبات , لذلك يجب المذاكرة حسب طبيعة المادة اولاً ، لكن دائما الفهم يساعد على حفظ المعلومة والقدرة على استرجاعها". أما بخصوص الخريطة الذهنية وعما إذا كانت فعلا تساعد الطالب على المذاكرة واسترجاع المعلومةأكد الدكتور خالد بن ناهس الرقاص استاذ مشارك بقسم علم النفس كلية التربية بجامعة الملك سعود "أن استخدام الترميز من الأساليب المهمة في دراسات علم النفس لتخزين المعلومات في الذاكرة سواء قصيرة المدى أو طويلة المدى، لذلك بعد تحويل بعض الموضوعات في شكل خرائط معرفية تسهل عملية الفهم لتلك الموضوعات".