أظهرت تقارير صحافية في المملكة العربية السعودية إصابة 22 سجيناً بفيروس نقص المناعة المكتسب (الإيدز) أصيبوا به نتيجة تعاطيهم الهيرويين داخل إحدى إصلاحيات مدينة الدمام. ووفقاً لصحيفة "الوطن" اليوم الإثنين، فقد تعددت الروايات حول طريقة الإصابة إلا أنها تأكدت بعد تسريب معلومات عن عزل عدد من نزلاء الإصلاحية نتيجة إصابتهم بالمرض الخطير، وتأخذ القصة منحى مقلقاً في أوساط ذوي النزلاء. فيما النزلاء المعزولون حالياً خاضعون لحجر صحي. وذكر التقرير أن هناك 20 سعودياً من مجموع المصابين ال 20، ونزيل واحد سوداني، وكلهم من سجن الدمام. يُضاف إليهم إثيوبي واحد جيء به من سجن الخبر. وقد بدأت إجراءات العزل والحجر قبل ثلاثة أسابيع، بعد سلسلة اكتشافات قدمتها فحوصات طبية. ووسط تحفظات مشدّدة يُقيم النزلاء، إلى حدّ أن بعض ذوي النزلاء لا يعرفون شيئاً عن قصة الإيدز. بدأت القصة، وعلى لسان ثلاثة من النزلاء المعزولين في عنبر خاص بسجن الدمام، وأخذت التفاصيل تعبر عن نفسها تفصيلاً بعد تفصيل في واحدة من أغرب قصص المخدرات التي يُمكن تصديق وقوعها على الوصف الذي سرده ثلاثة من النزلاء لصحيفة "الوطن". وكشف التقرير أن هؤلاء المصابين بالمرض انتقل فيما بينهم، بواسطة إبر طبية اشتركوا في استخدامها لتناول جرعات الهيروين. هكذا ببساطة قالوا، إن "الهيروين هو السبب"، والإبر التي تدار على السجناء في غفلة رجال الأمن هي الناقل. وذكرت الصحيفة السعودية مستغربة "كأن هذا التعبير قيل عفواً أو تلقاءً. كأنه تعبير لا يُشير إلى غرابة غير متوقعة. الهيروين موجود في إصلاحية حكومية إلى حدّ أنه تسبّب في نشر الإيدز بين النزلاء". من أين جاء المرض؟ لم يتم تحديد المصاب الأساسي حتى الآن. لكن الجميع أصبحوا قصة واحدة. وأمام انعدام الفروق بين مصاب ومصاب آخر، تشابهت تفاصيل القصة، وتماثلت الإفادات، وأكد بعضهم كلام بعض. وتحدثوا عن قضاياهم وأحكامهم، ووصفوا نمط الحياة داخل السجن. وحسب الثلاثة الذين تناوبوا على الحديث، فإن سعر جرعة الهيروين يصل إلى 30 ريالاً (8 دولارات)، هذا داخل السجن. أما خارجه فيصل إلى 50 ريالاً (نحو 13 دولاراً). وتذكر الصحيفة السعودية تفاصيل دقيقة حول عالم المخدرات داخل السجن، والذي يفترض أن يكون برنامج إعادة تأهيل للسجناء، لكنه قد يحدث أحياناً عكس ذلك تماماً، فقد يدخل أحد المراهقين السجن "بسبب جنحة تفحيط بسيارة والده، أو مشاجرة مع زميل دراسة، ثم حين يخرجُ منه يحملُ في دمه آثاراً من عقار االكبتاجون أو الحشيش الذي تعاطاهُ في السجن، أو اختلط بمتعاطيه". ووفقاً للصحيفة نفسها، والتي رصدت وأثارت من قبل عدة قضايا من هذا النوع، فقد تبين "أن الإصلاحية مكان لعقد صفقات المخدرات في الخارج، ويتم تنسيق تهريبها إلى المملكة عن طريق سجناء من الجنسيتين الباكستانية والإيرانية، ويتم دخول الشحنة عن طريق البحر حيث، يتم تنسيق الشخص الذي سيتولى مهمة استقبال الشحنة داخل البحر وإحضارها إلى السواحل ومن ثم استقبالها من المروجين الذين لا ينسون نصيب المنسق الأساسي في السجن من تهريب كل مخدر خف وزنه وكان نقياً". وذكرت الصحيفة السعودية أنه قبل سنوات كشفت "قضية ضبط عملية تهريب 6 كيلوجرامات من الحشيش إلى السجن. كانت الكمية محشوة في كيس من التمر في طريقها إلى نزيل. ويتلخص سيناريو محاولة التهريب في قيام شاب بزيارة خاصة لنزيل يقضي عقوبة منذ 27 سنة، وكان كيس التمر الفاخر مريباً للضابط الذي توصل إلى المخدرات المحشوة في التمر".
