ذكر تقرير أن أكثر من 15 ألف مواطن سعودي يلقون حتفهم سنوياً بسبب مرض السكري المنتشر في المملكة العربية السعودية التي تسجل إحدى أعلى معدلات انتشار المرض في العالم. ووفقاً لصحيفة "الشرق" السعودية، أعلن مشاركون في الحملة التوعوية لمرض السكر التي اختتمت أعمالها مؤخراً في مدينة جدة السعودية عن وجود ما يقارب 2759600 مواطن سعودي يعانون من مرض السكري بحسب إحصائيات الربع الأول من هذا العام، مشيرين إلى إحصاءات وتقارير الإتحاد العالمي للسكري التي تذكر أن أكثر من 15339 مواطن يموتون سنوياً بسبب المرض ومضاعفاته على مستوى العالم، في حين تتوقع الإحصائيات ذاتها ارتفاع الإصابة إلى 5461900 مريض بحلول العام 2030. وقال استشاري أمراض السكر الدكتور يعقوب حداد إن كثير من المصابين بالسكري، وخصوصاً من النوع الثاني في المملكة ودول الخليج يستمرون في أخذ جرعات السكر دون تعديل للمواعيد والجرعات خلال شهر رمضان، مما يشكل خطورة كبيرة عليهم في حال انخفاض معدلات السكر في الدم، مؤكداً أهمية الالتزام بنصائح الأطباء في هذا الخصوص. من جهته، قال مدير الأقسام الطبية بمستشفى الهدى للقوات المسلحة بالطائف الدكتور سعود السفري إن نقص تناول الأطعمة خلال نهار رمضان وزيادة أداء التمارين الرياضية من أهم العوامل التي تؤدي إلى نقص مستوى السكر في الدم، وبعض الأعراض الأخرى مثل فقدان الوعي والتشنجات والنوبات المرضية التي تتطلب تدخل طبي عاجل. ودعا "السفري" مرضى السكري إلى الالتزام بقياس مستوى الجلوكوز في الدم على مدار اليوم، وبشكل منظم بالإضافة إلى مراجعة الطبيب وطلب المساعدة منه. واتفق المشاركون في الندوة على أهمية الوعي بمخاطر مرض السكر وأهمية تعديل السلوكيات الحياتية اليومية للحد من معدلات الإصابة المرتفعة بالمرض. وبحسب صحيفة "الشرق" اليومية، أفتى مفتي عام السعودية رئيس هيئة كبار العلماء الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ ب "إباحة" الإفطار في نهار رمضان لمرضى السكري الذين يصابون بإغماء نتيجة هذا المرض، وقال في فتواه إن "من لم يستطع صيام رمضان كاملاً بسبب ما يسببه الصيام من ظمأ شديد يتعبه، ويسبب له انخفاضاً أو ارتفاعاً في مستوى السكر بالدم؛ فليفطر رمضان ويقضيه إن قدر، وإن تعذر القضاء فعليه إطعام مسكين عن كل يوم كيلو ونصف أرز"، وختم فتواه قائلاً "فمن شرع الصيام أباح إفطار". ويقول الاتحاد الدولي للسكري وهو منظمة تنضوي تحت لوائها أكثر من 200 منظمة وطنية إن خمساً من الدول العشر التي توجد بها أعلى معدلات لانتشار المرض هي من دول مجلس التعاون الخليجي الست. وتحتل الكويت المركز الثالث بينما تحتل قطر المركز السادس والسعودية السابع والبحرين الثامن والإمارات العاشر. وبقية الدول العشر هي من دول جزر المحيط الهادي ذات أعداد السكان الصغيرة بخلاف لبنان الذي يحتل المركز الخامس. ويقول علماء إن عوامل وراثية فيما يبدو تسهم في انتشار مرض السكري على نطاق واسع بالخليج وهو مرض مزمن يعاني جسم المصاب به صعوبة في امتصاص السكريات المرتبطة بشدة بالسمنة المفرطة. ويمكن أن يؤدي إلى مشاكل في القلب والأوعية الدموية والعمى وجلطات المخ وأمراض الكلى. ومنذ نحو جيلين أو ثلاثة كان الكثير من سكان منطقة الخليج يكسبون قوتهم من خلال العمل في مهن شاقة مثل الصيد ورعي الماعز وصيد اللؤلؤ. وغيرت تنمية ثروة الخليج النفطية نمط الحياة بصورة حادة فأغرى عشرات الآلاف من الناس بالعمل في وظائف مريحة في مؤسسات حكومية تتمتع بتمويل سخي أو تقدم لهم إعانات بطالة كافية. أما الوظائف التي تحتاج لمجهود بدني شاق في دول الخليج مثل العمل في المقاولات وتشغيل حقول النفط فيشغلها بالكامل تقريبا ملايين المغتربين. ويعتقد بعض سكان الخليج إن حرب الخليج الأولى ضد الرئيس العراقي الراحل صدام حسين التي دارت في عامي 1990 و1991 ربما أسهمت بشكل غير مباشر في انتشار السمنة من خلال نشر ثقافة الوجبات السريعة. وازدهرت متاجر الوجبات السريعة في الكويت والسعودية وغيرها من الدول حيث تمركز الآلاف من الجنود الأمريكيين وظلت جزءا من ثقافة الحياة اليومية بعد انسحابهم. وبخلاف التكاليف المالية الفورية فإن مرض السكري قد يهدد خطط التنمية على المدى الطويل لدول الخليج. وتدرك هذه الدول إن اعتمادها على النفط يجعلها عرضة للتأثر بالأسواق العالمية لهذا تسعى إلى تنويع اقتصاداتها وضم المزيد من أبناء شعوبها إلى قوة العمل. وقال خبير صحي غربي بمنطقة الخليج في وقت سابق "كيف تستطيع أن تطور اقتصادك إذا كان خمس شعبك مريض؟".