وجَّه فضيلة الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة (الأمين المساعد للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين)، رسالةً إلى رجب طيب أردوغان رئيس وزراء تركيا، طالَبَه فيها بالوقوف بجانب الشعب الليبي مثلما فعل مع الثورة المصرية. وقال العودة في رسالته عبر الموقع الاجتماعي الشهير "تويتر": "أقول لأردوغان مع كامل الاحترام: فلا تكونن ظهيرًا للمجرمين، من حق شعب ليبيا وسوريا أن يَحْصُلوا على الحرية التي حصلتم عليها، فلا تصافح يدًا ملطخة بدماء شعبها". وأضاف: "أقول لأردوغان أنت مُخَيّر إما أن تتحالف مع الماضي أو مع المستقبل، وأرجو ألا نخطئ نحن في القراءة، ولا تخطئ أنت في الاختيار". ومع استمرار مسلسل الدم في ليبيا واليمن وسوريا تساءل العودة، أيُّ ادعاء كاذب يدعيه من يقتل شعبه ويحرق وطنه باسم حبّ الوطن والخوف على الشعب من الفوضى؟ وقال فضيلته: "هل يسمع هؤلاء قول الله: {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا}. ونقلا عن " الإسلام اليوم " فقد أوْضَح أنّ الأنظمة البائدة لا زالت تنتمِي إلى حِقْبَة من التاريخ الماضي في تفكيرها وغير قادرة على التحديث في أسلوب تفكيرها أو معلوماتها. ولا تزال تستخدم الطابعة التقليدية العتيقة في عصر ثورة الكمبيوتر!. ويتواصل الدكتور سلمان العودة بشكلٍ يوميٍّ مع متابعيه وأصدقائه على موقعي تويتر والفيسبوك، وقد أعلن أنه عقد لقاءً مفتوحًا عصر أمس الأحد، مع الشباب المسلم بمسجد الفرقان في مدينة كيب تاون بجنوب إفريقيا. وقد حضر اللقاء عشرات الشباب من السعودية ومصر وليبيا والصومال واليمن، وتطرق العودة في حديثه إلى عددٍ من الموضوعات التي تجمع الكلمة وتوحد صفّ المسلمين فتحدث عن الإخاء والعمل والدعوة، مشيرًا إلى أن هذا اللقاء سيتكرر وينتظم بفضل الله تعالى. وكان قد تظاهر نحو 300 معارض ليبي يحملون أعلام الثورة الليبية اليوم أمام مبني السفارة التركية في وسط القاهرة ورفع المتظاهرون الليبيون- الذين انضمّ إليهم عدد من الأتراك- لافتات عديدة تندِّد بمواقف رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان من الصراع الدائر في ليبيا. وقد حملت لافتات المتظاهرين شعارات بسقوط أردوغان والقذافي. كما رفع المتظاهرون لافتاتٍ باللغة الإنجليزية تعبر عن استنكارهم لمواقف حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا برئاسة أردوغان. وقال أحد المعارضين الليبيين لأحد القنوات الفضائية: إن أردوغان ظهر كانتهازيٍّ كبير من خلال مواقفه المزدوجة للأحداث في مصر وتونس وليبيا وسوريا. بينما ذكر أحد الأتراك الذين انضموا للمظاهرة أنّ أردوغان تدخل في الشئون المصرية أثناء ثورة 25 يناير وطالب بالحرية، بينما رفض أي نوع من المساندة لأحرار سوريا بسبب صداقته للنظام السوري، ورفض التدخل في ليبيا وأعاق عمليات الناتو بسبب مصالحه مع نظام القذافي. وكان أردوغان قد صرّح بأن بلاده مستعدة للتوسط من أجل التوصل إلى تسوية في ليبيا، محذرًا من أن استمرار الصراع لفترة طويلة قد يحولّ البلاد إلى عراق أو أفغانستان جديدة. وقال أردوغان في مقابلة مع صحيفة "الجارديان" البريطانية: إنّ تركيا تحافظ على اتصالاتها مع حكومة الزعيم معمر القذافي والمجلس الوطني الانتقالي الذي أنشأه الثوار.
