اليوم - السعودية في السعودية توجد ظاهرة ترافق الإجازات الطلابية وهي ظاهرة «توائم الإجازة»، حيث يتغيب الطلاب في الأيام التي تسبق الإجازة استعداداً للإجازة، ويتغيبون أيضاً في الأيام التي تتلو الإجازة لأخذ قسط من الراحة بعد الإجازة، ولولا الحسومات المالية لكانت أيضاً ظاهرة لدى عموم الموظفين لأنها أصبحت جزءا من الثقافة المجتمعية. ليست ظاهرة «توائم الإجازة» هي قضيتي الرئيسة في هذه المقالة، ولكن كيف نستمتع بهذه الإجازة هو أولويتي، فكثير من الكتاب يسدي النصائح الصعبة والمعقدة التي تفرغ الإجازة من مضمونها، فيسهب في أهمية التخطيط للإجازة واستغلال الأوقات والاستثمار الأمثل مما يشعرك بأنك أمام انتداب وظيفي وليس إجازة وظيفية، وباعتقادي أن الهدف الأهم من الإجازة هو «الإشباع النفسي» والوصول إلى ذروة «الراحة والسعادة»، ولذلك فلا يوجد نموذج وخطة موحدة للإجازة الناجحة، فالناس يختلفون في حاجاتهم وأمزجتهم، ولذلك لا تتعجب من سلوك الرئيس الأمريكي السابق جيمي كارتر عندما أمضى أول إجازة له بعد رحيله عن البيت الأبيض في تقطيع الأخشاب وعمل الكراسي والطاولات الخشبية. «شحذ المنشار» هو نتيجة حتمية للإجازة الناجحة، وهذا المصطلح يتداول بسبب القصة التي تقول: إن رجلاً كان يعمل في الغابات بهمة ونشاط في قطع الأشجار، فسأله أحدهم: (ماذا تفعل)؟ فرد عليه الرجل: (ألا ترى أني أقطع الأشجار)، فرد عليه: (يبدو عليك الإرهاق.. منذ متى وأنت تقطع هذه الأشجار)؟ فرد قائلاً: (أكثر من خمس ساعات.. لقد استهلكت قواي في هذا العمل الشاق)، فقال له هذا الشخص: (حسناً لماذا لا تستريح بضع دقائق لشحذ المنشار، لو فعلت ذلك فسيقطع المنشار الشجرة بسرعة)، فرد عليه الرجل: (ليس لدي وقت لشحذ المنشار، فأنا مشغول تماماً بعملية قطع الشجرة)، وهذه القصة تعلمنا أن الانقطاع عن العمل هو أفضل طريقة للعودة إلى العمل، فنحن لا نستطيع أن نعمل بنجاح دون توقف، ولا نستطيع أن نتوقف بنجاح دون عمل. الإجازة هي فن نثر الأوراق لإعادة ترتيبها بشكل أفضل، وسر الإجازة يكمن في التغيير وكسر الروتين، فإذا أردت أن تتقن إجازتك فعليك «الامتناع» عن ما كنت تفعله، و «فعل» ما لم تستطع فعله. السفر ليس هو الخيار الحتمي للإجازة الناجحة، والسفر إلى «الراحة النفسية» هو المعيار الصحيح لإجازة ناجحة، والتخلص من الشعور السلبي سواء كان من الإرهاق أو غيره هو أهم أهداف الإجازات، ولن تحقق هذه المعادلة حتى تتعرف بوضوح على طبيعة نفسك واحتياجاتها، فالإجازة التي تناسب أصدقاءك ليست بالضرورة هي الخيار الأفضل لك. إذا كنت تحتاج للاسترخاء في إجازتك فتذكر مقولة هنري فورد: (إنني لا أظل واقفاً حيث يمكنني الجلوس، ولا أظل جالساً حيث يمكنني الاستلقاء).