الالتزام البيئي يطلق غدا التمرين التعبوي في سواحل المنطقة الشرقية    إعادة إعمار غزة.. من المسؤول؟    ترمب يستبعد انتصار أوكرانيا في الحرب الروسية    «عملية نقل الأتربة» إضافة جديدة لجرائم بشار الأسد    واشنطن تضغط لإطلاق المرحلة الثانية من خطة السلام في غزة    سالم الدوسري تألق يتجدد ونجومية مستحقة    نجل كريستيانو رونالدو ينضم لمنتخب البرتغال تحت 16 عامًا    تعليم الطائف يطلق جائزة سمو محافظ الطائف " ملهم" للتميّز التعليمي في دورتها الثانية    ختام المشاركة السعودية في معرض فرانكفورت الدولي للكتاب    العنزي مديرا للإعلام والاتصال    نائب أمير منطقة مكة يستقبل معالي وزير الحج والعمرة    بين الغرور والغطرسة    ألونسو متحمس للمواجهة بين ريال مدريد ويوفنتوس في دوري أبطال أوروبا    اللواء المربع يدشن (4) خدمات إلكترونية للأحوال المدنية عبر منصة أبشر    سلطان بن سلمان يزور المعرض الزراعي السعودي 2025    القبض على 12 مخالفاً لتهريبهم (198) كجم "قات" بجازان    ماريسكا يدافع عن أسلوبه الانضباطي في التعامل مع لاعبي تشيلسي    موقف بنزيما من مواجهة الكلاسيكو أمام الهلال    وزير الخارجية ونظيره الهولندي يبحثان العلاقات الثنائية    سابقة في فرنسا.. ساركوزي يدخل السجن    أسواق العثيم تحصد جائزة المسؤولية الاجتماعية 2025 عن فئة الشركات العملاقة    خام برنت يتراجع إلى 60.71 دولار للبرميل    ROX تطلق سيارتها الرائدة الجديدة ADAMAS SUV من أبوظبي    السعودية تؤكد دعمها الجهود الإقليمية والدولية لتحقيق الأمن والسلم    نائب أمير جازان يستقبل رئيس المحكمة الإدارية بالمنطقة    "دله الصحية" شريك تأسيسي في معرض الصحة العالمي 2025 و"عيادات دله" ترعى الحدث طبيّاً    أمير القصيم يبارك للدكتور الحربي اختياره ضمن اقوى قادة الرعاية الصحية في الشرق الأوسط لعام 2025م    مؤشر سوق الأسهم السعودية يغلق منخفضًا عند مستوى (11545) نقطة    العلا.. وجهة عشاق الطبيعة والفن والتاريخ    انطلاق منتدى الأفلام السعودي الثالث غدا الأربعاء    نائب أمير الشرقية يطّلع على إنجازات وبرامج جامعة الأمير محمد بن فهد    ملتقى سعودي مجري لتعزيز الشراكة الاستثمارية في الرياض    وفد غرفة جازان يفتح قنوات صناعية مع كبرى شركات الإضاءة والطاقة في الصين    بيع شاهين فرخ ب 120 ألف ريال في مزاد نادي الصقور السعودي 2025    محافظ بيش يستقبل شيخ شمل السادة الخلاوية والشابين المبدعين الشعفي    هيئة تطوير محمية الملك عبدالعزيز تعلن اكتشاف شجرة السرح النادرة في وادي الشوكي    جمعية التطوع تطلق مركز (مفاز للإعلام الاجتماعي)    سعد سفر آل زميع للمرتبة الخامسة عشر    التدريبات الرياضية هي أفضل علاج لأوجاع التهاب مفاصل الركبة    القادسية يفتتح مركز الأداء العالي بمعايير عالمية في 6 أشهر    أكدت استمرار الاتصالات.. طهران: المفاوضات مع واشنطن مستمرة لكنها «مشروطة»    في الجولة الثالثة من دوري أبطال أوروبا.. سان جرمان وإنتر وآرسنال لمواصلة الانتصارات وبرشلونة للتعويض    المساعدة القهرية    صانع المحتوى وردة الفعل    مسلسلات وأفلام تغزو بيوتنا وتهدد جميع القيم    بجانب 20 موظفاً أممياً.. الحوثيون يحتجزون ممثل اليونيسف في صنعاء    تسجيل 184 موقعاً أثرياً جديداً في السعودية    تستهدف تصحيح أوضاع العاملين في هذه الأنشطة.. إطلاق اشتراطات أنشطة المياه غير الشبكية    استقبل الفائز بالمركز الأول بمسابقة تلاوة القرآن بكازاخستان.. آل الشيخ: دعم القيادة لحفظة كتاب الله يحقق الإنجازات    استقبل وزير الحج والعمرة.. نائب أمير مكة: العمل التكاملي يعزز جودة خدمات ضيوف الرحمن    نائب ترمب: وقف إطلاق النار أمام تحديات كبيرة    متلازمة المبيض متعدد الكييسات (2)    علماء يطورون ذكاء اصطناعياً لتشخيص ورم الدماغ    أمير القصيم يدشن مشروعي "التاريخ الشفوي" و"تاريخنا قصة"    خطر بطاريات ألعاب الأطفال    جمعية شفيعًا تنظم رحلة تكريمية لطلاب الحلقات الحافظين لكتاب الله من ذوي الإعاقة للمدينة المنورة ومكة المكرمة    نائب أمير مكة يترأس اجتماع محافظي المنطقة لمتابعة مشاريع التنمية وتحقيق مستهدفات رؤية 2030    ولي العهد يعزي رئيس وزراء اليابان في وفاة توميتشي موراياما    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«عنترة» الشيوخ

سمر يسمر سمرة، أي اسمر، ويقال سمر الشخص أي كان لونه بين السواد والبياض، وجمعها سمر. ويحظى السمر في الأدب العربي بمكانة مرموقة، فمنهم الشعراء والمقاتلون الأشداء وحتى الصعاليك، والتاريخ يسجل ذلك، أما في وقتنا هذا فقد تعاظمت حظوة السمر، وباتت السمرة مضرب المثل، وقيل إن رجلاً يدعى محمد عبده فتنه جمال السمر وعذوبتهم في وقت «كانت الأوضاع العربية فيه مستقرة»، فأنشد يقول: «أسمر عبر، زي القمر». وقال آخر: «أنا أحب البيض لكن السمر قتلوني، ويتواصل تدافع الشعراء للتغني بالأسمر إلى درجة حاصرت ذوي البشرة البيضاء الذين يتصفون بالبرود وفقدان الجاذبية ودفعتهم للجوء إلى مستحضرات التجميل ليصبحوا أشد سمرة، بل إن بعضهم لجأ إلى مراكز تجميل عله يزيد السمار في بشرته من خلال ما يعرف ب«البرونزاج» حفظنا الله وإياكم منه، لكن لم يخرج حتى اليوم من يقول «بيضاء من قوم عيس» بل لا زالت سمرا...
إذاً هذا ما كان من السمر، خفة الظل، وجمال الروح، وجودة البشرة. وهذه المواصفات اجتمعت جميعها في الشيخ عادل الكلباني، أو عنترة الشيوخ، فهو يمتلك من إقدام «مجنون عبلة» الكثير، هذا الرجل وصل إلى القمة بكل ثقة واقتدار، فهو لا يخضع لرغبات وإملاءات الآخرين على غرار مشايخ «حدثني أحد الثقات»، ولا يشعرك بأي تعالٍ على رغم ما لديه من علم ومعرفة. والكلباني وصل إلى قمة لا يزال كثير من المشايخ يلهثون وراءها، تم تكليفه لإمامة جموع المصلين في الحرم، وهو طموح لا يزال عصياً على «إخواننا المسلمين» التابعين لمرشدهم، وأيضاً لديه أنشطة دعوية، لا تغريبية كما أشار، بل «تشريقية»، وعلى رغم كل ما وصل له هذا الشيخ إلا أنه لم «يهايط» كما وصف «الفرسان الثلاثة»، فهو لم يركب الخيل ويرفع غصن الزيتون، وأيضاً لم يُفتِ على رغم علمه، فهو يتحاشى ذلك، بيد أن ردوده الظريفة والمفحمة التي اتصف بها، تعادل فتاوى شيوخ الفضائيات و«هياط» شيوخ الجهاد.
الكلباني ظاهرة جديرة بالبحث، أحبها العامة وكرهها الإسلاميون، على رغم إسلاميته، وهنا حجر الزاوية، فهو ليس من النوع المتاجر، ويلجأ إلى أيسر الدين، ولا يسعى للصعود على أكتاف الآخرين، شعبياً هو قريب من العامة، يتحدث بلغتهم، بل يتفوق عليهم بأدبه وسخريته اللاذعة، وكمثال على ذلك، شبّه أحد المغردين صورته في «تويتر» بالممثل التركي مهند، فما كان منه إلا أن رد عليه بلؤم «شكراً يا لميس»، لذلك ليس غريباً أن تسمع أن العامة تتداول رداً من الكلباني أو تعليقاً أفحم به أحدهم، أو رأياً ساخراً حيال قضية ما.
على النقيض من ذلك يقف مشايخ آخرون، وبعيداً عن «ستايل فوزية الدريع» «ريحانة قلبي، ومهجتي» التي تستخدم للاستهلاك الإعلامي، فالتعالي والفوقية في الطرح التي تجعلهم وكأنهم خلفاء الله على الأرض تصنع هوة كبيرة بينهم وبين الواقع، ولا أود الدخول في فتاوى شكلت من إسلامنا نكتة يتداولها العالم الخارجي حتى يومنا هذا، على غرار فتوى عدم جلوس البنت مع أبيها، و«عدم الاختلاء بها»، أو فتوى الجهاد وتوريط العباد و«النحشة على غرار السندباد»، إلا أننا مهما حاولنا تناسيها، تبقى مأخذاً علينا وعلى إسلامنا، وبعد أن كنا منبراً للإسلام المعتدل تحولنا بفضل أولئك المشايخ مصدراً للسخرية والاستخفاف. لعل هذا أقل ما يميز الكلباني عن بقية أقرانه، فهو رجل يستحق أن نذهب خلفه ونحن مطمئنون، فلا أطماع مادية تحسب عليه، ولا فرقعات إعلامية يسعى خلفها، دين معتدل وسطي، قريب من نبض الشارع، ظريف، وخفيف دم، «لوك مميز»، شخصياً لو كانت هيئة كبار العلماء تختار رئيسها بالانتخاب لانتخبت الكلباني بلا تردد، وأثق أن الكثيرين سيحذون حذوي، وبغض النظر عن سمرته، التي قد يخرج بها بعض العنصريين لكننا نتحدث عن دين مساواة وعن الأجدر، لذلك «يس وي كان». أما الجنس اللطيف «يا قرة عيني» فلا أعتقد أنه سيأخذ الأمر من باب الكفاءة، لذلك قد يلجأ إلى محمد العريفي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.