لماذا لم يحضر معالي وزير الإسكان الجلسة التي تحدث فيها الدكتور عبدالله صادق دحلان عن أزمة الإسكان خلال فعاليات منتدى جدة الاقتصادي؟، وهل حقا طلبت وزارة الإسكان سحب هذه الدراسة أو ورقة العمل من فعاليات المنتدى، وما الذي قاله الدكتور دحلان بشكل يجعل مجرد الاستماع إليه أمرا غير مقبول؟. لم يقل الرجل شيئا سوى الحقيقة المجردة بالأرقام، وهذه الحقيقة تعكر مزاج التفاؤل والأحلام الوردية التي تريد وزارة الأحلام أن نعيشها حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا، وزارة الإسكان رومانسية ومتفائلة جدا ولديها أمل بالمستقبل المشرق وتريد منا أن نعيش هذا الجو وأن نكون رومانسيين وحالمين ومفعمين بالأمل، لكن الدكتور دحلان بأرقامه الواضحة يريد أن يعقدنا من الحياة ويعقد وزارة الإسكان التي تتمسك بأن كل شيء تمام التمام وحل الأزمة الإسكانية لم يتبق عليه إلا إضفاء بعض الرتوش الأخيرة. وتعميما للفائدة نعيد أهم ما قاله الدكتور دحلان كي نفسد على الوزارة أجواءها الرومانسية الحالمة، حيث حذر من انفجار أزمة الإسكان خلال السنوات القادمة في حال عدم إيجاد حلول عاجلة وواقعية، كما استغرب من وجود أراض بيضاء كثيرة حصل عليها أصحابها كمنح ثم تركوها كما هي بغرض الاستفادة من ارتفاع الأسعار، وشدد على ارتفاع الفجوة بين العرض والطلب مما أدى إلى ارتفاع الأسعار إلى حد غير معقول. هل تعكر مزاج الوزارة من هذه الكلمات الواضحة؟.. حسنا سوف نعيد نشر بعض الأرقام التي أوردها إمعانا في تعكير الأمزجة الرائقة، يقول الدكتور دحلان إن 67 بالمئة من سكان المملكة يبحثون عن مسكن لائق، وأن هناك حاجة لأراض مساحتها 350 مليون متر مربع لتلبية الطلبات السكنية، في حين أن المتوفر هو 280 مليون متر مربع نصفها يحتاج إلى تطوير، وأن 80 بالمئة من سكان المملكة يعيشون في المدن الرئيسية ما يعني زيادة تفاقم المشكلة الإسكانية كلما ازداد عدد السكان. كم كان بودي لو سمحت لي المساحة بإعادة ورقة العمل كاملة بأرقامها وملاحظاتها كي تتأكدوا بأنفسكم أن الرجل لم يقل شيئا يثير الاستياء، لكننا في «عكاظ» أيضا نعاني من (شح الأراضي)، لذلك سأكتفي بهذا القدر وأظنكم تشاطروني الرأي بأن ما قاله جدير بالاستماع سواء اتفقنا معه أو اختلفنا، فلماذا لم يحضر معالي الوزير الجلسة رغم أنه موجود في هذا المنتدى بغرض مناقشة المشكلة الإسكانية؟، ولماذا لم يرد ويوضح ويناقش ويصحح وينوه ما دام مؤمنا بأهمية مشاركته في هذا المنتدى الاقتصادي البارز؟، هل يعتبر معاليه أن مجرد مجيئه وإلقاء كلمته يعتبر دعما كافيا للمنتدى أم أنه يبحث عن حل حقيقي لمشكلة وزارته المستعصية الذي يتلخص في أن أحلام وزارته الوردية يحول بينها وبين الواقع جدار لا تزحزحه المجاملات والوعود البراقة!.