علي مكي - الشرق السعودية بعد منتصف ليلة السبت الماضية، لم يفاجئني احتفاء الناس بالصديق الروائي الكبير عبده خال في مطار الخطوط الأجنبية ونحن نجري إجراءات المغادرة إلى أجمل البلدان “المغرب” لحضور معرض الدارالبيضاء الدولي للكتاب والنشر. في كل مرة كان هناك شخص يسألني هل هذا عبده خال؟ ثم يقبلون رأسه محبة وامتناناً لطروحاته في زاويته اليومية الحافلة بهموم المواطنين وآلامهم وعذاباتهم واحتياجاتهم مدافعاً عنها بقوة. عبده يدرك أن الاحتفاء الذي غمره ليلتها لا علاقة له بالرواية بل بالهم الإنساني، هذا الهم هو النجم الحقيقي وليس الأشخاص! في كازا تذكرت مطر العام الماضي لكن الجو كان أبرد وسألتهم عن المطر قالوا سيأتي لأنه مع المطر يغدو الجو أكثر دفئاً حين يسخن قليلاً وهذا شيء لا يحدث إلا هناك فقط! والمطر هناك يهطل ثم يأخذ مجراه في شبكات التصريف التي عرفت أنها من أيام الاستعمار الفرنسي! قلت لعبده لعل بعض الدول العربية بحاجة إلى الاستعمار الخارجي كي تتحسن وتقوى وتتكامل بناها التحتية! الليلة هي ليلة 14 فبراير (الفالنتاين)، أي عيد الحب، ولا أدري هل لاتزال بعض الجهات تراقب محلات بيع الورود ومصادرة الورود الحمراء التي يتهادى بها المحبون والمحبات! وهل لاتزال الاجتماعات والمشاورات والتباحثات تعقد هنا وهناك لوضع الخطط اللازمة لملاحقة الورود المارقة! قلت من قبل إن الحب (معروف) يجب الأمر به لا النهي عنه، وليس جريمة وإرهاباً فالوردة هي المعروف والقمع هو المنكر! كما أنه ليس كل الحب وكل البنات والورود شهوة وجنس ورذيلة! ثم إن ديننا العظيم هو دين المحبة فلنحاول أن نجعل كل أيامنا حباً ورومانسية وهياماً فالحب والورد جمال خلقه الله لنا لنستمتع به ونتعبد خالقنا من خلال حبنا لمحتويات ظل الله في كونه العظيم “يأخذنا الجمال إلى الجميل”! لهذا، وبعد أن أحتضن هذا الصباح بقوة الإنشاد، أريد أن أغني مع شاعر الغزل الرقيق العفيف العباس بن الأحنف رحمه الله: “أستغفر الله إلا من محبتكم فإنها حسناتي يوم ألقاه”!