عبدالله الجميلي - المدينة السعودية قال الضَمِير المُتَكَلّم : اختتم أمسِ في مدينة الرياض المعرض الدولي للتعليم العالي الذي استمر لأربعة أيام ، وشاركت فيه أكثر من ( 300 جامعة محلية وعالمية ) . هذا المعرض الذي يقام للمرة الثانية ، أمانة وإنصافاً قد حققّ الكثير من أهدافه في تعريف الشباب والمهتمين بالجامعات المحلية والعالمية في ظل كثافة من الزّوار ، كما أنه أتاح الفرصة لمسئولي الجامعات السعودية للالتقاء بالقائمين على نخبة من الجامعات العالمية لتبادل الخبرات وعَقْد مذكرات التفاهم !! ولكن الزائر لهذا المعرض يأتي للجانب المخصص للجامعات الأجنبية ؛ فيجد جَوْدَة العرض وبَسَاطته فهناك فقط (جناح صغير قد لا تتجاوز مساحته ستة أمتار ، جهاز حاسب آلي « بروشورات وسيديهات تعريفية « ، موظف أو موظفة حسناء ، والمهمة : تسليط الضوء على الجامعة والتخصصات المتاحة وكل ما يتعلق بالدراسة) !! بعده بأمتار ينتقل الزائر لناحية الجامعات السعودية : فيجد من وزارة التعليم العالي وبعض جامعاتها البذخ الزائد في بناء الأجنحة ورسم الديكورات ؛ فالوزارة مثلاً شيدت مجسماً ضخماً يمثل مبنى الوزارة مكون من عدة أدوار ؛ وهناك جامعات سعودية بالغت في الصرف على أجنحتها بمئات الآف من الريالات في ظاهرة بعيدة عن رسالة المعرض ورؤيته !! وهنا فالانطباع الذي ربما خرج به الزائر لهذا المعرض هو تسابق بعض جامعاتنا السعودية ، وتفاخر مسئوليها في المظاهر بينما يعلم الله (ماهية الجوْهَر) ؛ وكأن ثقافة ( المزَاين ) وصلت حتى للمؤسسات التعليمية والعلمية حيث تُهْدَر عدة ملايين في إقامة أجنحة لا تستمر إلا أربعة ايام ، ثم تهدم وتفنى ؛ أليس الطالب والبحث العلمي أولى بها ؟!! وهنا فالواقع والمنطق ينادي بوجوب أن نتخلص في كل فعالياتنا وبرامجنا العلمية من عُقْدة ( المزَاين ) ، ليكون التركيز على تحقيق الأهداف بأقل التكاليف فالمال العام أمانة تجب المحافظة عليها . ثم لعل هذا المعرض الناجح في رؤيته ورسالته يزور مناطق أخرى حتى تَعمّ الفائدة وعبارة الخِتَام رغم الملحوظات شكراً للقائمين على معرض ومؤتمر التعليم العالي !! ألقاكم بخير والضمائر متكلمة .