مؤخرة الدجاجة

خالد السليمان - عكاظ لسعودية
إذا كانت مؤخرة دجاجة قد كلفت سارقها 14 شهرا سجنا و80 جلدة، فهل كان التهام الدجاجة كاملة سيكلفه رقبته؟!
وقياسا على هذه العقوبة، ما هي عقوبة الذين يلتهموننا ليل نهار، وينهشون لحومنا ويطحنون عظامنا بلا رحمة ودون التقاط نفس واحد؟!
بعضهم يسرق أرواحنا وسلامة أبداننا بالأخطاء الطبية أو المخالفات المرورية أو التزوير في صلاحية المواد الغذائية أو الغش في مواصفات المواد الإنشائية وسلامة الآلات الحديدية، وبعضهم امتطى صهوات المساهمات الوهمية والمشاريع الصورية والاستثمارات الورقية ليشهروا سيوفهم في وضح النهار لينهبوا أموالنا ويصادروا آمالنا و يغتالوا ثقتنا!!
بعضهم لم يكتف بالتهام أموالنا وافتراس مدخراتنا بمشاريعه التي نصب شراكها لنا في بطون الأودية ومجاري السيول بل عاد ليتلهم أرواحنا، عندما جاءت السيول تستعيد حقها في مجاريها الطبيعية التي سلبت منها في غفلة من الضمائر الميتة والعيون النائمة!!
ترى ما هي عقوبة المرتشين والفاسدين الذين سدوا الأبواب وفتحوا النوافذ؟! ما هي عقوبة الذين سحبوا أيديهم من فوق طاولات مكاتبهم ليمدوها من أسفلها؟! ما هي عقوبة لصوص ثروات المؤسسات وخائني أمانته وخاذلي آماله؟! ما هي عقوبة من ظنوا أن الوظيفة الحكومية خلقت لملء خزائن أموالهم وصناعة وجاهتهم واختراع مشيختهم؟!
قد تكون مجرد مؤخرة دجاجة بالنسبة لسارقها .. لكنها بالنسبة لي لم تعد كذلك!!.