وهي تستعيد عافيتها الثقافية بعد حقبة طويلة من الانكفاء والجمود، تطلق جامعة الملك سعود مؤتمرها الوطني الأول عن الأمن الفكري. تصنيفاتنا الأمنية مستمرة وتزداد اتساعا مع الزمن فمن الأمن الغذائي إلى الأمن المائي إلى الأمن الفكري.. إلخ. ولا ضير في ذلك طالما هذه الهواجس تسكن في عقلنا الباطن. لا نعرف ماذا سوف يطرح تحت قبة هذا المؤتمر لكن ما نود أن نقوله إن الفكر في نهاية المطاف لا يمكن تجزئته أو ابتساره أو سحبه على إشكالية دون غيرها.. وهنا يكمن أول شروطنا. عندما ينمو الفكر في بيئة ثقافية (صحية) فإنه كفيل بإيجاد التوازن الفكري وهو الضمانة الوحيدة بعد الله للأمن الفكري الوطني.. لا أقل ولا أكثر. لا نريد أن ندور حول المشكلة الحقيقية، ولا أن نسهب في طروحات فضفاضة خارج حدود «الملعب» ولا نريد حلولا فكرية "إرضائية" . لابد أن نسمي الأشياء بأسمائها من منطلقات فكرية لا تحتمل اللبس، وأن يخرج المؤتمرون بتوصية لإشاعة مساحة فكرية كفيلة بإيجاد التوازن الفكري. لا نريد أن يركض المؤتمرون في حلقات أكاديمية ضيقة تنفصل عن السياقات الاجتماعية والثقافية المعاشة، الكل يدرك أبعاد الأزمة الثقافية ومساحة الحراك الفكري.. إلخ. فهل لدى المؤتمرين ما يقدمونه من حلول (عملية) حلول هذه المسألة!!