لم أتمالك نفسي وأنا أقرأ حوار الزميل الجميل مصطفى الأنصاري مع الشيخ عادل الكلباني إمام الحرم المكي (الحياة 27-1-2009) حتى بعثت برسالة شكر لمصطفى على هذا الحوار الذي يفيض صدقاً وجمالاً. أنا هنا أوجه الشكر للشيخ عادل الكلباني، الذي حدثنا بصدق وشفافية وكأنه يجلس معنا في مجلس شعبي يتناول معنا فيه القهوة والشاي، وربما لاحظ أن بيالة أحدنا أوشكت على الفراغ، فقفز وهو محور الحديث والتميز، ليملأها له، تواضعاً وخُلقاً وتبسطاً، وهذا هو خُلق الإسلام الأول. رفع الله قدر الكلباني بالقرآن، فلم يجد حرجاً ليحدثنا عن تناوله الطعام مع الأمراء والوزراء وكبار القوم، على مائدة الملك عبدالله، الذي يرى الشيخ عادل أنه باختياره له، عبّر عن تنوع في أصول ومناطق أئمة الحرم، مثّل "توجهه في المساواة بين أبنائه". حدثنا الشيخ عادل عن أحاديث القيل والقال، التي تعبئ الناس على فلان وعلاّن، وعندما تقابلهم تجدهم أناساً طيبين يفيضون لطفاً وأنساً ومودة. وأخبرنا ولو بشكل غير مباشر، كيف أن الأحكام المسبقة، والصور النمطية، تجعل المرء يحكم على الناس أحكاماً مجحفة. وتحدث عن تفاصيل إمامته للحرم، وكيف أنه كان مضطرباً في بداية أيام إمامته، ثم ارتاح في بقية الأيام، وهذا سلوك إنساني طبيعي، فللمكان رهبته، وهذه طبيعة الأشياء، والإنسان لا يألف الجديد بسرعة. ولم يجد الشيخ عادل حرجاً من المقارنة بين تولي أوباما الرئاسة في أمريكا، وتعيينه إماماً للحرم، بالنظر إلى أنهما يتشابهان في البشرة السوداء، وبالتأهيل، كل منهما في مجاله. ولم يخل الحوار من الصراحة والنقد البناء، والجريء أيضاً... فهو اعتبر أن أئمة الحرم المكي لديهم أصوات مميزة، لكن "لا يوجد تجويد، ومخارج الحروف فيها الكثير من الأخطاء، وتذهب مع النغمات"، وإن كان استدرك قائلاً:"مع ذلك ليس المهم التجويد المهم الوصول إلى قلب المستمع وهذا حاصل منهم". شكراً للشيخ عادل، "البلبل الأسمر"، وبانتظار الجزء الثاني من الحوار المميز يا مصطفى الأنصاري.