قال شهود عيان إن متظاهرين اقتحموا، الأحد 6 مارس / آذار 2011، مقار أخرى لمباحث أمن الدولة بمصر وأحرقوا أحدها، بينما سُمع دوي إطلاق نار قرب مبنى وزارة الداخلية بوسط القاهرة. وقال شاهد إن النار التهمت مقر مباحث أمن الدولة في مدينة كوم أمبو بمحافظة أسوان في أقصى جنوب مصر بعد قيام مئات المتظاهرين يوم الأحد باقتحامه وإشعال النار فيه. وأضاف "نحو ألف متظاهر يقفون الآن أمام المبنى الذي تخرج من طوابقه ألسنة لهب. هناك ثلاث سيارات إطفاء تعمل لكنها عاجزة عن إخماد الحريق". وتابع أن نحو ألفين من المارة تابعوا اشتعال النار في المبنى الذي يتكون من أربعة طوابق دون أن يتدخلوا، وأن أعمال سلب ونهب حدثت في المبنى قبل إشعال النار فيه. وكان المتظاهرون قد هاجموا المقر يوم السبت وحطموا محتوياته بينما اشتعلت النار في بعض أجزائه لكن متظاهرين أخمدوها. وتعرض عديد من مقار مباحث أمن الدولة في محافظات مختلفة للهجوم يوم السبت بعد تردد أنباء تفيد بأن ضباطا فيها يقومون بحرق ملفات تحتوي على أدلة إدانة لهم. ويطالب نشطاء الإنترنت الذين دعوا إلى احتجاجات غاضبة أدت إلى تنحي الرئيس حسني مبارك الشهر الماضي، بحل مباحث أمن الدولة وإلغاء قانون الطوارئ الذي مكنها من اعتقال أشخاص دون محاكمة لفترات طويلة. ويقول مصريون إن الشرطة - خاصة مباحث أمن الدولة - اعتقلت وعذبت ألوف النشطاء المصريين وقتلت بعضهم خلال 30 عاما من حكم مبارك. وقال شهود إن جنودا مصريين أطلقوا النار في الهواء أثناء مظاهرة عند مقر وزارة الداخلية في القاهرة يوم الأحد شارك فيها نشطاء يطالبون بإصلاح قوات الأمن. ويوجد مئات من المتظاهرين بالقرب من المقر الرئيس لمباحث أمن الدولة القريب من مبنى الوزارة ويطلبون دخوله رغم أن قوات من الجيش سيطرت عليه. وقال الناشط الحقوقي مالك عدلي لرويترز "المعتصمون مصرون على الدخول". وأضاف "رمزية دخول هذا المبنى تبقى شيئا مهما للثورة". وذكرت وكالة أنباء الشرق الأوسط أن متظاهرين اقتحموا مقر مباحث أمن الدولة في مدينة شبين الكون عاصمة محافظة المنوفية شمالي القاهرة يوم الأحد، وأن الضباط والأفراد الموجودين فيه غادروه بمجرد اقتحامه. وأضافت أن كميات كبيرة من المستندات وُجدت محروقة أو مفرومة في المقر. ووضع النائب العام عبد المجيد محمود مقرين رئيسين لمباحث أمن الدولة في القاهرة وإحدى ضواحيها تحت حراسة القوات المسلحة بعد أن اقتحمهما متظاهرون. وحاول متظاهرون اقتحام مقار لمباحث أمن الدولة في عدة محافظات يوم الأحد من بينها المنياجنوبيالقاهرة والفيوم جنوب غربي العاصمة. وخلال احتجاجات الغضب التي بدات يوم 25 يناير / كانون الثاني قتل نحو 385 متظاهرا وأصيب ألوف آخرون بأيدي الشرطة التي استخدمت الرصاص الحي وطلقات الخرطوش وقنابل الغاز المسيل للدموع، في محاولة إخماد الانتفاضة التي شارك فيها ملايين المصريين. وبعد أيام من المواجهات اختفت الشرطة من الشوارع وحدث انفلات أمني في البلاد. وقال شاهد في مدينة كوم حمادة بمحافظة البحيرة بدلتا النيل إن متظاهرين يطالبون بتراخيص لدراجات نارية يستخدمونها في نقل الركاب أشعلوا النار في مقر إدارة المرور في المدينة. وأضاف أن النار التهمت دراجتين وأن انفجار مخزني الوقود فيهما تسبب في دوي هائل في المدينة. ويخشى رجال الشرطة العودة إلى أعمالهم في كثير من المدن المصرية.