استبعدت مصادر سياسية إسرائيلية استئناف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية الأسبوع المقبل وقالت إن الادارة الامريكية لم تعلن موعدًا محددًا لبدء المفاوضات، لكن الناطق بلسان البيت الابيض «جي كارني» قال في ايجاز صحفي امس، إن المحادثات ستبدأ في الاسابيع القريبة، وإن التاريخ المحدد لم يقرر بعد، لكن النية تتجه ألا يتأخر ذلك عن الرابع من شهر أغسطس المقبل. وأعرب نائب وزير الدفاع الاسرائيلي داني دانون عن معارضته لتعيين مارتن انديك وسيطًا في عملية السلام الفلسطينية الاسرائيلية. وفي رسالة وجهها الى رئيس الوزراء الاسرائيلي، اتهم دانون السفير الأميركي السابق انديك بعدم النزاهة في وساطته، بسبب رئاسته للمجلس الدولي لصندوق اسرائيل الجديد، الذي يقدم المساعدات المالية للمنظمات غير الصهيونية التي تتهم اسرائيل بارتكاب جرائم حرب. كما يتهم الصندوق بتمويل المنظمات التي تشجع على مقاضاة الجنود والضباط الاسرائيليين في العديد من البلدان، بالاضافة الى المنظمات الفاعلة في حركة مقاطعة ومعاقبة اسرائيل. وخاطب دانون نتنياهو قائلًا: «أطالبكم بمطالبة الإدارة الأمريكية بوسيط نزيه لهذه المفاوضات». جو غائم سياسيًا وترى محافل سياسية إسرائيلية أن الجو السياسي غائم بشدة وتظهر السحب على علو منخفض جدًا ما يحجب الرؤية، لدرجة ان التحليق في هذه الاجواء يبدو خطرًا. وعن مصادر ثقات ان عقبات كأداء تقف في وجه العودة للمفاوضات المباشرة، وان الجهود الامريكية لم تفلح في تذليلها بعد، ما حدا بالإدارة الامريكية الى تأجيل موعد لقاء عريقات ليفني الى الاسبوع القادم دون الاعلان عن اشعار محدد. في رسالة وجهها الى رئيس الوزراء الاسرائيلي، اتهم دانون السفير الأمريكي السابق انديك بعدم النزاهة في وساطته، بسبب رئاسته للمجلس الدولي لصندوق اسرائيل الجديد، الذي يقدم المساعدات المالية للمنظمات غير الصهيونية التي تتهم اسرائيل بارتكاب جرائم حرب. ترغيب إسرائيلي وقالت مصادر فلسطينية إن حكومة نتانياهو تبدي استعدادًا غير مسبوق لتوفير جميع انواع الترغيب في وجه الرئيس عباس والقيادة الفلسطينية من قبيل اطلاق سراح اسرى ولم الشمل ودراسة ملفات مثل عودة مبعدي كنيسة المهد وتسهيلات مالية واجراءات تخفيف على المعابر الحدودية بشرط ان يكون ذلك في اطار الحل المؤقت، اما الرئيس عباس فيرفض ذلك ويطالب ان تطرح جميع ملفات الحل النهائي على الطاولة وفورًا من قبيل القدس والحدود والمياه واللاجئين والنازحين وحق العودة. وصرح المتحدث باسم رئاسة السلطة الفلسطينية نبيل أبو ردينة ان مسؤول ملف المفاوضات صائب عريقات لم يتلقِ بعد أي دعوة أمريكية للقاء الطاقم الإسرائيلي في واشنطن. وأضاف أن زيارة عريقات المرتقبة لواشنطن تستهدف أولًا تحديد إطار المفاوضات. ليبرمان يشكك من جانبه افيغدور ليبرمان شكك في استئناف المفاوضات السلمية ورأى أن «اتفاقًا مرحليًا» طويل الأمد هو الحل العملي الوحيد، وباعتباره رئيس لجنة الخارجية والأمن البرلمانية ورئيس حزب إسرائيل بيتنا، شكك باستئناف المفاوضات مع الفلسطينيين موضحًا أن لقاء واشنطن المرتقب يرمي إلى تحديد جدول أعمال المفاوضات. وجدد ليبرمان رؤيته القاضية بأن اتفاقًا مرحليًا طويل الأمد هو الحل العملي الوحيد مع الفلسطينيين معتبرًا أنهم لما كانوا سيوافقون على إنهاء النزاع حتى ولو وافقت إسرائيل فرضًا على الانسحاب إلى حدود 67 وتقسيم القدس. على الصعيد الداخلي شكك ليبرمان في جدوى طرح أي اتفاق محتمل مع الفلسطينيين على الشعب في استفتاء عام، مرجِّحًا دعم أغلبية المواطنين لهذا الاتفاق على أي حال بسبب ما أسماه بغسل الدماغ الإعلامي، وضغوطات المجتمع الدولي. بولارد في نفس السياق كشف التلفزيون الاسرائيلي امس، النقاب عن اقتراح قدمه رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو للمبعوث الامريكي جون كيري، يقضي بأن تطلق امريكا سراح الجاسوس الاسرائيلي «جوناثان بولارد» من السجون الامريكية مقابل موافقته على الافراج عن الاسرى الفلسطينيين القدامى من سجون الاحتلال، لكن جون كيري رفض الاقتراح. وأضافت القناة الثانية من تلفزيون اسرائيل أن نتانياهو سيعقد جلسة طارئة لحكومته اليوم الاربعاء؛ للموافقة على استفتاء شعبي للتوصل لحل مع الفلسطينيين، والثاني منحه الصلاحيات اللازمة لمفاوضة الفلسطينيين. فريق كيري يضع وزير الخارجية الاميركي جون كيري اللمسات الاخيرة على فريقه الذي سيشرف على مفاوضات السلام في الشرق الاوسط ويتعامل مع اعبائها يومًا بيوم، على ما اعلن مسؤول امريكي. ولم تؤكد المتحدثة باسم الخارجية الاميركية جين بساكي او تنف معلومات عن ان السفير الاميركي السابق في اسرائيل مارتين انديك اختير لقيادة فريق التفاوض الامريكي. وكان كيري اعلن في عمان الجمعة في ختام زيارته السادسة الى المنطقة ان القادة الاسرائيليين والفلسطينيين اتفقوا على مبدأ العودة الى المفاوضات المجمدة منذ ثلاثة سنوات. وسيتوجه كبيرا مفاوضي الاسرائيليين تسيبي ليفني والفلسطينيين صائب عريقات الى واشنطن في الايام المقبلة لبدء المفاوضات. وصرحت بساكي للصحافيين «هذه المرة الاولى التي يتفق فيها المفاوضون الرسميون من الطرفين علنًا على اللقاء على هذا المستوى». لكن تعذر عليها تحديد موعد لاستئناف المحادثات مؤكدة ان المسؤولين الامريكيين «على اتصال مع الطرفين في اليومين الاخيرين، لكن ليس هناك معلومات حول التاريخ بعد». وضافت «الآن نواصل المضي قدمًا. تم بذل الكثير من العمل والتسويات والتضحيات حتى الآن». لكنها شددت على أنها ستحترم التزام كيري ابقاء تفاصيل المحادثات سرية لإعطائها أفضل فرص للنجاح. وأوضحت ان كيري يركز حاليًا «على جمع افضل تركيبة للاعبين للعمل مع الاطراف» مضيفة انه لم يتخذ أي قرار حول مفاوض أو مبعوث بعد. وقالت بساكي ان المحادثات «ستكون عملية مليئة بالتحديات ولا يمكن ان يقودها كيري وحده كل يوم بيومه، لذلك نسعى الى تشكيل فريق مفاوضين». وتابعت المتحدثة ان الاسرائيليين والفلسطينيين «أوضحوا أنهم يريدون بدء المفاوضات في أسرع وقت». لكن يرجح أن يتم أولًا مناقشة جدول الاعمال والآلية قبل تطرق الطرفين الى النقاط الشائكة التي ما زالا على خلاف كبير حيالها. وأكد الرئيس الأمريكي السابق جيمي كارتر الذي اشرف على اتفاق السلام في كامب ديفيد في 1979 بين اسرائيل ومصر انه «اكثر تفاؤلًا مما كنت عليه قبل شهر، او خمس سنوات» بخصوص إحراز تقدم. وأضاف في مؤتمر في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي «يبدو لنا ان الوقت مناسب لانه منذ خمس سنوات لم يبرز اي مجهود حقيقي لجمع الطرفين». وأضاف «لا أحد يعرف ما سيحدث. قد يجتمعون مرة أولى ويرجئون اللقاءات. لكن اعتقد ان هناك ضغوطًا من الشعبين الفلسطيني والاسرائيلي لحل هذه القضية». وأكد المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني ان الادارة الامريكية تشعر «بتفاؤل حذر جدًا» بخصوص المحادثات مشددًا على ان الطريقة الوحيدة «لحل هذه المشاكل هي جلوس الطرفين وجهًا لوجه إلى طاولة مفاوضات». وانديك الذي يرأس قسم السياسة الخارجية في معهد بروكينغز دبلوماسي مخضرم في شؤون الشرق الاوسط. وذكرت عدة وسائل اعلام امريكية أنه خيار كيري لرئاسة الفريق الامريكي. وردًا على سؤال عن مؤهلات انديك، قالت بساكي «من الواضح انه محترف يحظى باحترام شديد ولديه خبرة وخلفية كبيرتان». وأضافت «لكن ليست لدي معلومات أخرى حول تشكيله الفريق».