المشكلة المتكررة للسيول

الدولة مشكورة أنجزت عددا كبيرا من المشاريع التنموية في بلادنا الغالية من خلال إنشاء البنية التحتية في جميع المدن من شبكات مياه الشرب والكهرباء والهاتف والطرق والصرف الصحي وغيرها، ولكن بعض هذه المشاريع لم تحقق الهدف المأمول منها؛ نتيجة العديد من الأسباب الهندسية أو التشغيلية التي يعود بعضها للجهة الحكومية المسؤولة أو نتيجة للتخطيط الهندسي الخاطئ للمدن وكيفية توسعها عمرانيا.
إن المُشاهد حاليا ل«مشكلة مياه الأمطار» على مستوى المملكة والتي تتكرر سنويا في أغلب مدننا من وجود تجمعات كثيفة للمياه في بعض الأحياء أو الشوارع أو امتلاء الأنفاق أو إغلاق بعض الطرق الرئيسية وأحيانا يصل الأمر إلى أكثر من ذلك بحدوث سيول جارفة وغيرها من التلفيات التي يشاهدها الجميع... ومن الطبيعي أن نتيجة هذه المشكلة تحصل العديد من الأضرار التي تصيب ممتلكات المواطنين مثل غرق المنازل أو انجراف السيارات، بل تصل إلى فقدان بعض الأرواح العزيزة علينا، أضف إلى ذلك ما تسببه هذه السيول من تلفيات كبيرة بالمرافق العامة التي تخدم المجتمع مثل انجراف الطرق والجسور وانقطاع الخدمات وغيرها من ممتلكات الدولة التي بُنيت خلال سنوات طويلة.. ومما لا شك فيه أنه بسبب هذه المشكلة المتكررة سنويا يتم فقدان مبالغ مالية كبيرة سواء من المواطن المسكين الذي تضرر بيته أو سيارته أو غيرها، والخسارة الأكبر هي تلفيات المرافق العامة التي تخدم المجتمع كاملا وتكلف الدولة مليارات الريالات لإعادة إنشائها، خصوصا إذا أخذنا بالاعتبار الموضوع على مستوى المملكة العربية السعودية، ناهيك عن المدة الطويلة التي يحتاجها التنفيذ لإعادة الإعمار، وطبعا خلال مدة الإصلاح تكون هناك إعاقة لحركة السير أو عدم توافر للخدمات العامة.
إن مشكلة السيول بسبب الأمطار تتكرر سنويا وينتج عنها العديد من الأضرار للناس بالإضافة إلى الخسائر المادية للدولة، وهذا الأمر يجب أن يُعالج ليتوقف تماما، وذلك من خلال حلول هندسية عديدة (ليس المجال لذكرها هنا) والبداية تكون بإعادة تخطيط المناطق الجديدة أولا، حتى لا تحدث بها المشكلة أساسا، أما المناطق القديمة داخل المدن أو الخارجية كالقرى والهجر فتنفذ لها دراسات فنية تتوافق مع تضاريسها الطبيعية ومناطق البناء والكثافة السكانية بحيث تُفتح مجاري السيول وتُزال العوائق الموجودة بالأودية وغير ذلك من الحلول الفنية المطبقة في العديد من الدول التي لا تتوقف لديهم الأمطار... وإلى الأمام يا بلادي.
*