تعيش المعلمة بشائر العمير معاناة وألمًا لفقدان صديقتها المعلمة أنيسة الحسين، التي لقيت مصرعها صباح الخميس الماضي بطريق عنان الرين. وفيما تماثلت بشائر للشفاء، ما زالت ابنتها الطالبة عائشة تتلقى العلاج إثر الحادث، الذي وقع للحافلة التي كانت تقلهن للمدرسة، وما زالت تردد اسم صديقتها «أنيسة» بعد أن عاشت أحداث الحادث المؤلم وشاهدت تفاصيله رغم محاولاتها إنقاذ صديقتها التي تسافر معها على نفس الطريق منذ 7 سنوات بإحدى مدارس القويعية. «اليوم» التقت المعلمة المصابة في الحادث (بشائر العمير) التي قالت، وهي تمسح دموعها: «فقدت صديقتي وأختي المعلمة أنيسة الحسين، يرحمها الله، وتعرضت ابنتي لإصابات، فقد كنا طوال سبع سنوات معًا وعشنا سويًا أثناء التوجه للعمل والعودة في نهاية الأسبوع وكل شيء يجمعنا في الطعام والشراب والملبس حتى الحكايات، سنوات عشناها وكانت أليمة لفراق أهلنا من أجل أن نقدّم رسالتنا في التعليم، سبع سنوات في الغربة ونحن نعيش المعاناة وكل عام نقول سيتم نقلنا، إلا أن ذلك لم يتحقق حتى فارقت صديقتي الحياة». وفي يوم الحادث تحكي بشائر: «خلال السير على الطريق شعرنا في البداية بانحراف السيارة لأكثر من ثلاث مرات وفي المرة الأولى قالت لي أنيسة: «تطمّني ما راح نصدم». وبعد عدة انحرافات شعرنا بانحراف رابع وقوي للسيارة وارتطام ولم نجد أنفسنا إلا ونحن خارج السيارة، وعلمت أننا تعرضنا لحادث وكانت صديقتي أنيسة (يرحمها الله) في جهة بعيدة على الأرض، وذهبت للاطمئنان عليها، وحاولت أن أتحدث معها، إلا أنها لا ترد، ثم ذهبت أبحث عن ابنتي وكانت في جهة أخرى بين صخور وحاولت أن أساعدها حتى بدأت بالكلام ولم نجد في وقتها مَن يسعفنا إلا «راعي غنم»، قام بإيقاف السيارات، وتم نقلنا إلى المستشفى، وقد توفيت صديقتي وأختي أنيسة، وما زالت ابنتي مصابة في المستشفى، كما أنني أعاني من بعض الكدمات والرضوض، وأقول كل ما أتمناه وأطلبه أن أكون قريبة في مقر عملي من أهلي وبيتي». أما زوج المعلمة المصابة عبدالله الرحيمان فقال: لقد أمضت زوجتي وصديقتها المتوفاة «أنيسة» سبع سنوات من العمل معًا، والسفر على طريق يمتد إلى 1000 كم؛ لتأدية رسالة التعليم وكانت هذه هي النهاية. واستطرد الرحيمان: لا يمكن وصف المعاناة التي تحدث لزوجتي وبشكل يومي بسبب الطريق والتنقل، ومن تلك المواقف ما يحدث من عطل في الإطارات والتي لا تجد حتى مَن يساعدها، وقد صادف في بعض الأيام أنني توجّهت من مدينة العيون إلى موقع عملها لما يقارب 500 كم، وتحديدًا على الطريق من أجل إصلاح إطار السيارة التي تقلّها وزميلتها الفقيدة، حتى وقع الحادث الأخير، وكل ما أتمناه أن يتم نقل زوجتي للعمل في محافظة الأحساء.