لا تخلو حياة إنسان من لحظات صعبة، وأزمات كثيرة، تحتاج في كثير من الأحيان إلى حكمة وصبر وتبصر حتى يمكن تجاوزها بسلام. كما أن الأزمات لا تمر بحياة الإنسان وحده، ولكن أيضاً الشعوب والدول، والشركات، والمؤسسات، والهيئات، تمر هي الأخرى بكثير من الأزمات. وإذا تواجدت الأزمات فلابد أن يتواجد من يستطيع أن يواجه تلك الأزمات سواء كان فرداً أو مجموعة من الأفراد تشكل فريقاً لمواجهة الأزمة. وهؤلاء الأشخاص هم من يتمتعون بسرعة إيجاد حلول، وأسلوب تطبيق الحلول، والعبور إلى بر الأمان. وبذلك هناك دائماً حاجة إلى القائد: من القادة من يتعامل مع المشكلة فيتأثر بها وتوقفه وتعوقه ويستسلم لها ومن القادة من يتعامل معها: يقول د. نورماث فينست بيل: «إن الإنسان يكون على قدر من المشكلات التي تستوقفه, ويدين العالم كثيراً لأولئك الذين ارتفعوا فوق مشكلاتهم التي تدهمت غيرهم –فأعجزتهم وأوقفتهم– فبهم فقط يتقدم العالم».. وكما قال القائل: «إن الضربات التي لا تقسم الظهر، تقويه». وعندما نناقش مسألة القيادة والأزمة تبرز إليها مسألة، هل من يتقدم الصفوف ويطلب القيادة، قد أخطأ أم قد أصاب؟ فرق بين أمرين أن ترغب قيادة الناس لرغبة دنيوية بحتة، وبين طلب العلا والقيادة مع القدرة عليها لتقديم ما ينفع الناس؛ فأما الأولى فمذمومة إذا طلبت لذاتها وأما الثانية فمرغوبة. وبهذا تكون الخطوة الأولى في حل الأزمة هي توافر القائد الذي لديه القدرة على التعامل مع هذه الأزمة، وإذا رأى أي شخص في نفسه قدرة على قيادة الآخرين لعبور أزمة من الأزمات، فعليه أن يتقدم، لا أن يصمت، حيث إن من لديه الثقة بالنفس والقدرة على تجاوز الأزمة، تنتقل منه هذه الثقة إلى من حوله، فيشكلون بذلك مساعدة قوية له، ويتمكن من الانتقال إلى الصفة الثانية من متطلبات عبور الأزمة، ألا وهي تكوين فريق عمل متنوع الأفكار والمهام، وهذا الفريق هو فريق تنفيذي، يتمتع بالقدرة على تنفيذ المهام الموكولة له، واختيار هذا الفريق يقع دائماً على القائد. ويرى أي قائد أنه من الصعب جداً أن الجمع بين الأداء الجيد والمعنويات المنخفضة لهذا كان من أهم مسئوليات القائد الحقيقي تفويض الصلاحيات وتوزيع الأدوار وتحديد الأهداف ومراقبة علامات تدهور أو حتى انخفاض الروح المعنوية بين افراد فريقه، مع اعتبار أنه عندما تشتد المواقف, فالطرق القديمة تؤدي إلى المشكلات الحالية, ولذلك فلزم ابتكار طرق جديدة لا تؤدي لمشكلات. وإذا أراد القائد النجاح فلابد من كسب حب الناس المحيطين به وتأييدهم، لأنه بدون ذلك، لن يتمكن من تكوين فريق عمل قادر على النجاح وعبور الأزمة. إن القائد الذي لا يعاني لا يعيش على أرض الواقع.. فكل معاناة تولد خبرة وكل خبرة تولد نجاحاً.. فالشخص الذي يستحق أن يكون قائداً لن يشكو يوماً من ثقل المهمة ولا من سوء حالة العاملين ولا من عدم تقدير وعرفان الناس له فكل هذه الأشياء بيده ويستطيع تغيير ظروفها، وهي جزء من معترك الحياة الكبيرة ومواجهتها وعدم الاستسلام لها يعد أكبر دليل على القدرة على تحقيق الفوز والتفوق في هذه الحياة. [email protected]