بدأت مصانع رأس الخير للصناعات التعدينية تصدير منتجاتها إلى الأسواق العالمية في وقت قياسي لتدشين أعمالها، لتسهم إلى جانب مدينتي الجبيل وينبع الصناعيتين المتخصصتين في الصناعات البتروكيماوية في زيادة الدخل القومي للبلاد. وقد أسهمت الهيئة الملكية بجهود كبيرة في تحقيق الإنجاز بعد موافقة مجلس الوزراء على قيام الهيئة الملكية للجبيل وينبع بإدارة منطقة رأس الخير للصناعات التعدينية وتوفير الخدمات لصناعات التعدين والصناعات الأخرى. وتنفذ الهيئة حاليا العديد من المشاريع الضخمة لبناء مدينة رأس الخير للصناعات التعدينية، وقد أكملت شركة «معادن» إنشاء أحد أكبر مجمعات الفوسفات في العالم بتكلفة 21 مليار ريال، وبدأ الإنتاج التجاري العام الماضي، فيما تواصل الشركة أعمالها بتنفيذ أكبر مشروع متكامل للألمنيوم في العالم بتكلفة 40 مليار ريال بالإضافة إلى تطوير العديد من المشاريع المتنوعة. حلم ثان يتحقق رئيس الهيئة الملكية للجبيل وينبع صاحب السمو الأمير سعود بن عبدالله بن ثنيان آل سعود يؤكد أن العمل في رأس الخير الصناعية يسير كما خطط له، ويقول: «تستكمل حاليا البنية الأساسية للمشروع، وهناك مشاريع تنفذ بأكثر من 3 مليارات للبنية الأساسية، كما تتواصل أعمال القطاع الخاص في التنفيذ وعلى رأسها شركة معادن، وسوف تتاح الفرص للمستثمرين والقطاع الخاص للاستثمار بالصناعات الثانوية بالمدينة، وهناك مشاركة سابك مع معادن في مشروع الفوسفات والعمل يسير كما خطط له، وسوف تشاهدون رأس الخير بإذن الله كما كانت الجبيل الحلم وأصبح حقيقة يسهم في الدخل القومي للبلاد». ويضيف الأمير سعود «منتجات المشروع من الصناعات البتروكيماوية تتمركز في الأسواق العالمية بكل اقتدار، فيما تواصل الهيئة الملكية أعمال الخطة التنفيذية حيث تمت ترسية عقود العديد من المشاريع المختلفة من أجل إكمال البنية التحتية لإنشاء مدينة عصرية على غرار مدينتي الجبيل وينبع الصناعيتين» موضحا أن أهم أهداف الخطة العامة وضع المملكة في مصاف الدول المصنعة من خلال اعتمادها على الصناعات التعدينية لتكون منافساً عالمياً في هذه الأسواق، وكذلك التوجه نحو الصناعات التحويلية كخيار استراتيجي ما يتيح فتح العديد من الفرص الوظيفية في قطاع الصناعات التعدينية. هناك مشاريع تنفذ بأكثر من 3 مليارات للبنية الأساسية، كما تتواصل أعمال القطاع الخاص في التنفيذ وعلى رأسها شركة معادن، وسوف تتاح الفرص للمستثمرين والقطاع الخاص للاستثمار بالصناعات الثانوية بالمدينة. نقل وتوطين التقنية القيمة النوعية للصناعات التعدينية تفتح المجال لتطوير كثير من الصناعات المصاحبة للنشاط ما يوسع عملية توطين الوظائف وفتح المزيد منها للشباب، ويوضح رئيس مجلس إدارة شركة التعدين العربية السعودية «معادن» المهندس عبدالله بن سيف السيف أن قيام الصناعات التعدينية المتقدمة سوف يسهم في فتح آفاق جديدة من الوظائف للشباب السعودي ويدعم نقل وتوطين التقنية الحديثة، ويحقق أهداف استراتيجيات المملكة لتنمية واستغلال مصادر الثروات التعدينية لتأمين الاحتياجات المحلية من الخامات والمعادن المتوافرة في أراضي المملكة، وتشكيل منظومة من الصادرات السعودية ذات المعايير العالية في الجودة إلى الأسواق العالمية. ويشير السيف إلى أن التقدم الملموس في تنفيذ مشاريع سكة القطار والميناء سيدعم عملية توريد وتصدير المنتجات التعدينية من مجمعات شركة «معادن» الصناعية. تنويع مصادر الدخل ويكشف الرئيس التنفيذي لشركة معادن المهندس خالد المديفر أبعاد القيمة التنموية لمشروع رأس الخير الذي يصفه بأنه رافد من روافد التنمية الاقتصادية في المملكة، ويقول: «للمشروع أهمية كبيرة في تنويع مصادر الدخل الوطني، وتحسين مستوى معيشة المواطنين، وتفتخر «معادن» بقدرتها على تنفيذ مثل هذه المشاريع الضخمة في مدينة رأس الخير للصناعات التعدينية، وقد أكملت إنشاء أحد أكبر مجمعات الفوسفات في العالم بتكلفة 21 مليار ريال، وبدأ الإنتاج التجاري العام الماضي، وتعمل الآن على تنفيذ أكبر مشروع متكامل للألمنيوم في العالم بتكلفة 40 مليار ريال بالإضافة إلى تطوير مشاريع الذهب والمعادن النفيسة». ويضيف المديفر «حققت الشركة خلال السنوات الماضية نقلة نوعية في تطوير مشاريعها التعدينية واستثماراتها الصناعية وخططها الاستراتيجية لكي تنجح في بناء منظومة من الصناعات التعدينية وفق معايير عالمية حتى تصبح الركيزة الثالثة للصناعة السعودية بما يمكنها من المساهمة بإيجابية في التنمية المستدامة وخوض المنافسة بكل اقتدار في الأسواق العالمية، وتعزيز مكانتها بين المنتجين العالميين» مشيرا الى أنه في إطار اهتمام الشركة بالعنصر البشري وتطوير الكفاءات الوطنية لكي تسهم في تعزيز المشاريع التعدينية، عبر برامج تدريبية وتعليمية أسهمت في تنميتهم وصقل مواهبهم، فقد تضاعف عدد موظفي الشركة خلال العامين الماضيين. ويوضح الرئيس التنفيذي لشركة معادن أن الشركة تتبنى هذه الأعمال على أسس مستدامة حقيقية، إذ تعمل على ألا تتعدى جميع عملياتها الحد الأدنى الممكن من الأثر المحتمل على البيئة والصحة والسلامة المهنية، سواء قبل وأثناء أو بعد الانتهاء من الأنشطة التعدينية بمواقع الشركة، كما أن مشاريع الشركة واستثماراتها تسهم بفاعلية في فتح آفاق جديدة من الفرص الوظيفية، ونقل وتوطين التقنية وتطوير المناطق النائية، والعمل كمحفز للاستثمارات الصناعية. جاهزية الميناء وفي جانب حركة المناولة والصادر والوارد التي تربط المشروع بالأسواق العالمية، يوضح مدير عام ميناء رأس الخير الكابتن مسفر القحطاني أن الميناء تم تصميمه ليتسع إلى عدد كبير من الأرصفة سيتم تطويرها وفقا لمتطلبات المجمع الصناعي في مدينة رأس الخير للصناعات التعدينية، ويشير الى أن الميناء استقبل أول سفينة في فبراير 2011م حيث تم تحميلها بأول شحنة من الأمونيا يتم تصديرها، فيما يجري الآن تصدير الأسمدة الكيميائية واستقبال بضائع المشاريع بالإضافة إلى تصدير الأمونيا. ويضيف القحطاني «رغم حداثة الميناء إلا أنه واكب التطور الكبير في المنطقة، واستقبل إلى الآن 84 سفينة، وقد بدأ العمل في تنفيذ الميناء عام 2008م بتكلفة (2,4) مليار ريال، والعمل جار حاليا على إنشاء برج للمراقبة بطول 111م بتكلفة تقدر ب45 مليون ريال» موضحا أن الميناء يتكون من ثلاث بحيرات اصطناعية مساحتها الإجمالية (6,3) مليون متر مربع تقريبا، وهي محمية من جميع الجهات، وقد خصصت البحيرة الغربية لحماية مآخذ مياه التبريد التي تغذي المجمع الصناعي، أما البحيرة الشرقية فهي للتوسع المستقبلي للميناء، ويشغل حوض الميناء البحيرة الرئيسية أو الوسطى وتبلغ مساحتها (3,3) مليون متر مربع وتحتوي على أرصفته. ويستطرد مدير عام ميناء رأس الخير «يحتوي الميناء حاليا على 4 أرصفة، وجار الآن إنشاء الرصيفين رقم (5 و6) على الضلع الشمالي للميناء، وتخدم هذه الأرصفة مشروع (معادن للألمنيوم) كما تم تزويد الميناء بكل ما تحتاج إليه أعمال الموانئ العالمية من مرشدين وقاطرات ومراقبة بحرية والتفتيش البحري وتجهيزات السلامة. السيف: فتح آفاق جديدة من الوظائف للشباب السعودي ودعم نقل وتوطين التقنية الحديثة بنية تحتية متكاملة تخدم مشروع رأس الخير بنية تحتية حديثة ومتكاملة حيث تم تطوير خط سكة الحديد الشمال- الجنوب من قبل الشركة السعودية للخطوط الحديدية «سار» بتمويل من صندوق الاستثمارات العامة التابع لوزارة المالية كجزء من برنامج تطوير الدولة للبنية التحتية الوطنية حتى تستفيد منها كافة الصناعات بالمملكة، وقد وصل أول قطار حاملا المواد الخام من الجلاميد إلى رأس الخير في مايو 2011م وتملكه «سار» ويبلغ طوله نحو (1500)كم. ويربط الخط بين منجم الفوسفات في الجلاميد وموقع منجم البوكسايت في البعيثة بمجمع الصناعات في مدينة رأس الخير للصناعات التعدينية. وتنفذ شركة «معادن» وشريكها في مشروع الألمنيوم شركة «الكوا» الأمريكية مشروع أول مصفاة للألومينا في منطقة الشرق الأوسط، وذلك ضمن مشروعهما المتكامل من المنجم إلى المنتج النهائي لإنتاج الألمنيوم السعودي بمواصفات عالمية في رأس الخير، وستنتج المصفاة عند استكمالها (1.8) مليون طن متري سنويا من الألومينا التي ستتم معالجتها في المصهر لإنتاج (740) ألف طن متري سنويا من الألمنيوم. وستستخدم المصفاة ولأول مرة بالمملكة تقنية هندسة النظام الطبيعي لمعالجة وإعادة تدوير المياه بهدف ترشيد استهلاكها، ويتوقع أن يبدأ الإنتاج من المصهر ومصنع الدرفلة في 2013م ومن المنجم والمصفاة في 2014م. ويشير الرئيس التنفيذي ل»معادن» الى أن تطبيق التقنيات الحديثة في مشاريع الشركة يأتي ضمن الخطط التطويرية التي تنفذها بهدف نقل وتوطين التقنية، وتحسين الإنتاجية ورفع المقدرة التنافسية للمنتجات التعدينية السعودية بالأسواق الداخلية والخارجية، وتعزيز دور هذه المنتجات في تنويع مصادر الاقتصاد السعودي. من جانبها، طورت شركة معادن للبنية التحتية، تابعة ومملوكة بالكامل لشركة معادن، بعض مرافق البنية التحتية الضرورية في مدينة رأس الخير للصناعات التعدينية بما في ذلك الأراضي المزودة بالخدمات والطرق والصرف الصحي والإنارة والسكن والربط بشبكة الكهرباء وتحويل الطاقة وتوزيعها. وسوف تتولى الهيئة الملكية للجبيل وينبع إدارة وتقديم الخدمات المساندة للمنشآت التعدينية والصناعية الاخرى برأس الخير على نمط مدينتي الجبيل وينبع الصناعيتين، وقد بذلت وزارة البترول والثروة المعدنية وشركة معادن والمؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة والمؤسسة العامة للموانئ وعدد من الجهات الأخرى جهودا كبيرة من التخطيط والعمل المميز. المديفر: نعمل الآن على تنفيذ أكبر مشروع متكامل للألمنيوم في العالم 6500 موظف في 2015 تستهدف «معادن» رفع عدد موظفيها الى 6500 موظف خلال عام 2015م وبنسبة سعودة تصل الى 80% من خلال إضافة نحو 900 وظيفة سنويا. وتضع الشركة تدريب وتطوير الكوادر السعودية كركيزة أساسية لتنفيذ استراتيجيتها للنمو، لتصبح واحدة من أكبر شركات التعدين بالعالم، حيت رفعت عدد موظفيها من 900 موظف في 2006م الى 3000 موظف حاليا، 63٪ منهم سعوديون، وستستمر في النمو بزيادة نحو 900 موظف سنويا لتصل بنسبة السعودة الى أكثر من 80٪ من خلال برامج التأهيل والتدريب التي أسستها الشركة مع الكليات والمعاهد المحلية، حيث أهلت الشركة ما يزيد على 1000 شاب سعودي، وتعمل في السنوات القليلة المقبلة على تأهيل 1500 شاب، للمساهمة في التنمية الشاملة والمتوازنة بين المناطق وتحقيق العيش الكريم للمواطنين. الطريق الى رأس الخير تقع منطقة رأس الخير على ساحل الخليج العربي على بعد 130 كلم شمال مدينة الجبيل الصناعية، ويمثل قربها من الجبيل الصناعية ومرافق إنتاج وشحن النفط والغاز في المنطقة الشرقية من المملكة ميزة استراتيجية ولوجستية. ويجري العمل حالياً لاستكمال طريق رأس الخير- الجبيل المختصر بطول 75كم وإنشاء طريق رأس الخير- أبو حدرية بطول 26 كم، وكذلك طريق آخر خاص بالشاحنات لربط المنطقة الصناعية برأس الخير بطريق أبو حدرية حتى يتم تخفيف الضغط عن شبكات الطرق الأخرى. وتبذل الهيئة الملكية جهودا جبارة لترسية عقود جميع مشروعات البنية التحتية لرأس الخير التي تشتمل على إنشاء محطات الكهرباء، ومعالجة الصرف الصحي وشبكات المياه والمردم الصحي، كما سيتم استكمال تطوير المناطق المساندة للصناعات والخدمات اللوجستية والمباني الخاصة في الهيئة الملكية والجهات الحكومية.
