نتفهم تكليف طواقم حكام اجنبية لقيادة مباريات دوري المحترفين بعد الاخطاء الكارثية التي قام بها الحكم المحلي في اكثر من موسم، وبعد الانتقادات الواسعة تجاهه، وان كنت ضد فكرة التكليف الكامل لكن من غير المفهوم ومن غير المعقول ان يتم تكليف حكام اجانب اقل من المأمول. ومن غير المفهوم ايضا بعض تلك الاختيارات لحكام عاطلين ان صحت المصادر او غير ملمين بالمهنة، كما ظهر في بعض الجولات على مرأى من أنظار كلاتينبرغ الذي بنفسه فشل مؤخرا في ادارة احدى المباريات لسبب بسيط لا يوجد من خلفه مقيم في المباراة، بل هو المقيم وهو القاضي رئيس لجنة الحكام وضع نفسه في هذا الحرج، لا يُعقل ان يكون هو القاضي والمحكوم في نفس الوقت. ضعف صوت الصافرة ان صح التعبير وظلمها لن يرفعه التكليف الكامل للحكم الأجنبي في دورينا، الاخطاء هي نفس الاخطاء التي يقع فيها حكمنا المحلي بل بعضها اكثر فداحة، إلا ان الخطأ الأكبر اننا تعاطينا مع اخطاء حكامنا وكأنهم معصومون من الخطأ، رغم ان نظرية التحكيم وتقييم الصافرة اقل الحكام اخطاء هو افضلهم. نعم دورينا يحتاج لحكام اجانب على مستوى عال جدا يتواكب مع علوه، ويطور قدرات حكامنا ولكن دورينا نفسه يحتاج لحكامنا ايضا، هو من سيطورهم اكثر هو من سيقودهم ابعد لإطلاق صافرتهم في المحافل العالمية حتى نتغنى بهم، التغني بوجودهم ضمن نخبة حكام العالم لا يقل عن التغني بالمنتخب والاندية وإنجازاتها. أين التطوير الذي ننشده؟ كيف سيتطور الحكم المحلي اذا ابتعد كليا عن صوت الصافرة والمدرجات وحتى عن الانتقادات؟ قرار التخلي بالكلية عن حكامنا في الدوري كان قرارا متسرعا بعض الشيء، نتمنى ان نُسارع إلى إعادتهم مستقبلا للدوري وفق استراتيجية مبنية على الثواب والعقاب وعلى خطط التطوير قبل ذلك، وإنشاء رابطة للحكام تربط المسافة بينهم وبين احتياجاتهم ويتم تفريغهم للملعب فقط. حتى وان فقد الشارع الرياضي الثقة في البعض منهم لا يمكن ان نفقدهم جميعا او نهمشهم بهذه الصورة، لمجرد ان هناك من دخل في نواياهم وشكك في قراراتهم وفي قدراتهم بل صبغ صافرتهم باللون الذي يريد، هذه الاتهامات والتشكيكات تحدث في كل دوريات العالم، هكذا هي كرة القدم تحتمل كل التأويلات والتفسيرات ودوما الحلقة الأضعف فيها والاقوى في نفس الوقت هو الحكم.