تفاءل متخصصون في الشريعة والقانون بالقرارات الملكية ومنها تشكيل لجنة عليا لمكافحة الفساد في إطار المحافظة على المال العام ومحاسبة المتنفذين خيرا، حيث أكدوا أهمية محاسبة كل من يمد يده على أموال الدولة واستغلال النفوذ خارج إطار الصلاحيات المتاحة له بأن يكون له العقاب والجزاء الرادع؛ كي يكون الوطن خاليا من المتسلطين والخارجين على القانون، وأن محاسبة كل فاسد هو أمر حتمي؛ كي يكون رادعا لمن تسول له نفسه العبث بمقدرات هذا الوطن الغالي. وقال وكيل كلية الشريعة والقانون بجامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل د.خالد المريني: بالأمس سجل خادم الحرمين الشريفين حقبة جديدة من مكافحة الفساد قولا وفعلا، وسجل موقفا تاريخيا ستظل تذكره منظمات مكافحة الفساد في العالم، حيث أسس هيئة غير نمطية لمكافحة الفساد، وقد رأى الجميع كفاءتها وفعاليتها بقيادة سمو ولي العهد، وهي تتخذ أسلوبا جديدا في الممارسة الإصلاحية، تقوم على أساس العدالة وعدم استثناء أحد، والتصحيح بدءا من أعلى الهرم، وهذه خير وسيلة ليفهم الجميع، ولتتعلم الأجيال القادمة أن الفساد منبوذ بإطلاق، مهما كان فاعله، فما تم بالأمس كان أكثر وضوحا وإشراقا وكشفا لمفهوم الفساد من تقديم ألف محاضرة وطباعة ألف كتاب مملوء بالثرثرة عن مفهوم الفساد لغة واصطلاحا، فنسأل الله تعالى أن يؤيد جهود خادم الحرمين وولي عهده ويسدد أعمالهما في توطيد أركان الدولة على صلاح وتقوى من الله ورضوان، واجتثاث مكامن الفساد وجيوبه. وقال د.محمد الغامدي الأستاذ بجامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل: الحمد لله على ما وفق الله له خادم الحرمين الشريفين بتكليف ولي العهد شخصيا برئاسة فريق يستهدف معالجة ملفات فساد ظهر أن توجيها كريما وصلاحيات واسعة هي الأنسب.. وكان المؤتمن على قدر ثقة الأمين من فضل رب العالمين. فلم تنقض ساعات إلا وفريق السنا والسناء يباشر عمله بحزم أصبح سمة العهد السلماني وعزم يعد نموذجا في اختصار الزمن الطويل لتهيئة الوطن الأشم ليكون في صدارة الأمم. من جانبه، ذكر د.حامد الفريح الأستاذ بجامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل أن الفساد يهدم ولا يصلح، وأن قرار خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده بمحاسبة قائمة الفاسدين والمتنفذين هو عودة للمال العام الذي سلب من غير وجه حق، والفساد هو تعطيل للتنمية وتأخير في رسم خارطة المستقبل الذي ننشده، وما متابعة هؤلاء الفاسدين إلا أمر حتمي لمعاقبة كل من تسول له نفسه العبث بمقدرات وأموال هذه البلاد الطاهرة، وأن ما جناه في الدنيا سيلقاه في الآخرة والله على كل شيء قدير، وأود أن أشير إلى يقظة رجال هذا الوطن الغالي الذين يتابعون حال المفسدين في فترات ماضية وحالية، وهذا إن دل فإنما يدل على الإرادة والإصرار على تطهير هذه البلاد من أيدي السوء، وأن تكون بلاد الحرمين بلاد عز ورخاء وتمكين بسواعد الأبناء المخلصين، وأن يكونوا هم بناة الوطن ودرعه المنيع من كل شر ومكروه، فقد منَّ الله على هذه البلاد بخيرات كثيرة ونعم جزيلة، فمن حقها علينا أن نحمد الله عليها وأن لا ننكرها أو نتنكر لها، فبحزم الملك سلمان وعزم ولي عهده الأمين ضربت الدولة -رعاها الله- بيد من حديد على كل من مد يده على أموال البلاد، وما هذه إلا بداية لأعمال ترقى بالوطن وبالأمة نحو المعالي.