أعلن قبل أيام عن أكبر وأضخم مشروع سياحي في المملكة، وهو مشروع البحر الأحمر، هذا المشروع يعتبر كنزًا متجددًا طال انتظاره، ونقول كنزا لأن السياحة تدر ذهبًا على إيرادات الدول، ولهذا تحاول كل الدول استثمار وتطوير السياحة. وتستغل كل دولة ما حباها الله من ميزة، فبعض الدول تروّج للأماكن التاريخية، وتروّج دول أخرى للسياحة من خلال المناظر الطبيعية الخلابة، ودول أخرى تستفيد من الأجواء المعتدلة وتقيم المهرجانات والمسابقات للترويج للسياحة. وكما نعلم أن السياحة واحدة من أهم مصادر النقد الأجنبي في كثير من الدول، كما يعتبر قطاع السياحة من المجالات الواسعة التي تستوعب وتوظف الأيدي العاملة الوطنية سواء في الدول الفقيرة أو في الدول الغنية. كما تعتبر السياحة مجالا خصبا لجذب الاستثمارات الأجنبية، فكثير من المشروعات السياحية الضخمة في الدول العربية هي استثمارات أجنبية، ولهذا يقول خبراء الاقتصاد إن السياحة كنز إذا تم استغلاله جيدا. وللأسف رغم توافر جميع شروط النجاح السياحي في المملكة، وذلك بوجود تنوع جغرافي ما بين ساحل وجبال ومرتفعات ومناظر خلابة وأماكن تاريخية ومعالم حضارات بائدة ما زالت آثارها باقية وأماكن دينية ومقدسات تستهوي قلوب ملايين المسلمين، يقابل ذلك شعب كريم مسالم ومضياف، هذه مجتمعة كفيلة بأن تضع السعودية في مصاف الدول الأكثر جاذبية للسياحة، إلا اننا نجد المردود الاقتصادي لا يواكب هذه المميزات. وإذا عدنا الى مشروع البحر الأحمر فسيعتبر هذا المشروع نقلة نوعية على مستوى السياحة في منطقة الشرق الأوسط كلها، فهو سيجذب السياح السعوديين الذين يتهافتون الى الدول القريبة مع كل إجازة سواء كانت قصيرة أو طويلة، وكذلك سيجذب السياح الخليجيين والعرب والأجانب؛ كون هذا المشروع يقام في منطقة ذات مناخ معتدل تفتقده الدول الأوروبية خصوصًا في فترة الشتاء. كما أن البحر الأحمر يعتبر البحر الأغنى بالشُّعَب المرجانية الجميلة والأسماك البحرية النادرة. إن تنفيذ هذا المشروع كما خطط له سيكون له مردود إيجابي على الاقتصاد السعودي، ويعتبر خطوة مهمة لنجاح وتحقيق رؤية 2030م.