مهما تطورت وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي، ومهما كانت قوتها وسرعة تأثيرها على المجتمع، إلا أن خطبة الجمعة تحتل مكانة كبيرة لدى الناس. فمنذ مئات السنين، والمسلمون يعطون خطبة الجمعة أولوية عما يتلقونه من وعظ وتثقيف. حتى أن الله قد خص صلاة الجمعة بآية كريمة فقال سبحانه «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذلكم خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (9)». كل تلك المؤشرات تجعلنا نتساءل عما إذا كان «كل» الخطباء مدركين أهمية ذلك!! ما يجعلنا نطرح هذا التساؤل هو ما نلاحظه في تلك الخطب من تجاهل لمواضيع هامة وحساسة ومؤثرة على كافة الأسر وعلى مختلف شرائح المجتمع، ولما لتلك القضايا من انعكاسات خطيرة على الوطن. من بين تلك القضايا حقوق الوالدين وأهمية الحث على البر بهم والتقرب منهم، وعدم اغضابهم. كذلك تسليط الضوء على دور المنزل في حماية الأبناء من مصائب المخدرات، ومسؤولية العائلات عما يرتكبه أبناؤها من حوادث مرورية قاتلة، أو تعد على الناس وعلى الممتلكات العامة، أو أضرار التدخين، والتعود على «المعسل والشيشة»، ناهيك عما يرتكبه بعض الحمقى بإغلاقهم الشوارع المحيطة بالجوامع، بحجة اللحاق على الصلاة، متجاهلين ما يشكله ذلك من ضرر بالغ على منازل الجيران، وما تشكله تلك التصرفات الحمقاء من خطورة فيما لو تعرضت تلك المنازل أو أحد أفرادها لأي مكروه، فحينها لن تتمكن سيارات الإطفاء والإسعاف من الوصول إليهم ومساعدتهم في الوقت المناسب. التذكير بالنار وبالويل والثبور يصبح بلا تأثير، عندما يتكرر سماعه كل جمعة، في ظل تهميش لآداب المسلم وواجباته تجاه أهله ومجتمعه ووطنه. ولكم تحياتي