يقال: لا أحد يتجرأ بإصدار الأحكام وترويج التوقعات لسيناريوهات مثيرة وغامضة ومتداخلة.. ومن الصعب التكهن بمن سيتسلق نحو هرمي صدارة المجموعتين الآسيوية التأهيلية لمونديال روسيا (2018) واحصاء الضحايا ونعوش المغادرين خاصة وأن التصفيات ستمتد لنهاية الشهر التاسع من العام القادم الجديد (2017)، لكن أقول، وبمنتهى البساطة والصراحة وبعد عملية حسابية دقيقة، إن فوز المنتخب السعودي على مستضيفه المنتخب الياباني بعد ظهر الثلاثاء المقبل، سيكون انقلاباً مدوياً وسيفتح الطريق أمام الأخضر لضمان 75% من الوصول إلى مونديال موسكو يعني مفتاح طوكيو يؤدي لبوابة موسكو. * نعم الفوز على منتخب العيون الضيقة سيزيد من تمسك المنتخب السعودي بحبال الصدارة والتأهل وسيرفع رصيده في حال فوزه الى (13) نقطة مع انتهاء رحلة الذهاب.. والعملية الحسابية تقول إن المنتخب الذي يبلغ النقطة (18) من أصل (30) نقطة نهاية التصفيات.. سيصل بكل تأكيد ومباشرة إلى نهائيات كأس العالم في روسيا.. ولا أعتقد أن انتزاع خمس نقاط فقط من خمس مباريات في جولة الاياب مهمة شاقة أو مستحيلة على المنتخب السعودي الذي يكفيه فوزان وتعادل واحد ليضمن مقعده. * ومباراة الثلاثاء المقبل والمقامة بعد الظهر هي مواجهة صعبة وحرجة ومفصلية وشديدة الخطورة على المنتخبين الاخضر والساموراي.. وهذا اللقاء سيعمق التحدي الحاد بين الفريقين.. وفوز الاخضر سيعطيه دفعة قوية جداً للاقتراب نحو مونديال موسكو.. وإذا لم تخدمه الظروف لتحقيق طموحات الفوز فعليه -بالحد الأدنى- أن يتعادل.. ولا ننسى أن أربع مباريات في جولة الإياب من أصل خمس مباريات سيلعبها الأخضر خارج أرضه والأكثر خطرا أننا مقبلون على اللعب في طقوس باردة وأمطار غزيرة وملاعب موحلة وهناك منتخبات متعودة على هذه الطقوس حيث تعتبره فضاءها وأسلحتها ورأس حربتها وهذه الأجواء ستعيق المنتخبات الخليجية.. أما الخسارة -لا سمح الله- فستُدخل الاخضر في حسابات معقدة ومتشابكة.. وخسارتنا ربما تعيد ثقل منتخبات استراليا واليابان والامارات وتكون رافعة لهم للتقدم والمزاحمة على التأهل خاصة وأن حظوظ هذه الاطراف التي ما زالت متقدمة وتختلف في أجندتها وفرصها وقدراتها. * وفي الوقت الذي التفّت جماهير الأندية الرياضية السعودية بكل انتماءاتها وأطيافها حول منتخبها الأول لكرة القدم والمتصدر لمجموعته والمقبل على مباراة هامة ومصيرية أمام منتخب الساموراي الثلاثاء القادم.. تم الإعلان عن نتائج توثيق تاريخ البطولات الرياضية للأندية السعودية.. واستيقظت أحلام قديمة بعد نوم وصيام عشرات السنين لتفصح عن هذا التوثيق، لذا جاء التوقيت غير موفق.. واشعل معارضة رياضية وجماهيرية وإعلامية عارمة.. وأثار سخط غالبية الأندية المعنية. * ونخشى ألا يعد تأهل الأخضر إلى المونديال قضية مركزية وأولية وطنية.. ونخشى أكثر من انتخابات مجلس إدارة جديد للاتحاد السعودي لكرة القدم الشهر المقبل، الذي ربما يُحدث تحولاً بالغ الأهمية، ويعكس صورة عما سيؤول إليه مشهد انتقال قيادة وسلطة اللعبة من إدارة قديمة إلى إدارة جديدة، ربما تؤثر -لا سمح الله- على مسار المنتخب في مبارياته التأهيلية لجولة الإياب.. ونسأل الله ألا تنعكس بلبلة الانتخابات على مسيرة الأخضر... وإلى اللقاء.