أوجاع النخبة وبركان القمة !

تقول دروس تاريخ المتصارعين على مسارح البطولات والزعامة، ان الصدارة وقتية ومؤقتة (لو دامت لك.. ما وصلت لغيرك)، وستكون الاسابيع المقبلة بعد انتهاء فترة التوقف الحالية لدوري جميل قاسية ومريرة.. وستبقى درجات سلم الترتيب مفتوحة عبر فضاء واسع مع تضارب في الاجندات والحسابات والمطاردات والمفاجآت التي صارت جزءاً مرتبطا في صميم ملفات دوري جميل 4، وإلا ماذا تعني هزائم النخبة الاهلي والاتفاق والهلال والنصر والشباب فيما لم يخسر الاتحاد المتصدر والفيصلي الرابع وإلى عناوين الجولة الرابعة.
̧ رغم رهبة وحساسية ومخاوف دربي جدة قدم الاهلي والاتحاد لوحة جمالية استثنائية رائعة.. وأظهر كل فريق وجهه الحقيقي الناصع وأبرز قدرات لاعبيه المهارية والجماعية المبدعة مع التوازن الخططي الدفاعي والهجومي في سرعة الانتشار والارتداد والتغطية والمد الطولي المتقن من الطرفين والذي امتع خمسين ألف متفرج في ملعب الجوهرة وملايين المتابعين وراء الشاشات وانتهت المباراة بالتعادل (1/1) وبقي العميد متصدراً وسقط الاهلي إلى الخامس.
̧ كاد فريق الشباب أن يُفجر نجاحاً ثانياً ومبهراً بتقدمه على التعاون (1/2) حتى الدقيقة (87) إلا أن الدولي حسن معاذ سجل هدف التعادل بالخطأ لصالح التعاون بمرمى فريقه، ومع ذلك فإن المؤشرات توحي بقدوم الليث للمنافسة على الصدارة.. ورغم تعثر التعاون في اولى مبارياته إلا أن بصيص الأمل بعودته الى مكانه الطبيعي لن يتأخر.
̧ يبدو أن فريق الفيصلي عازم المنافسة على صدارة الدوري بعد صعوده إلى المركز الرابع دون خسارة حتى الآن وبعد فوزه السهل على فريق الوحدة (1/2) اضافة لتفوقه في الاداء الجماعي النوعي، فيما أصابنا فريق الوحدة بالحيرة لأن كلامه شيء.. وأفعاله شيء آخر يناقض الواقع، وهذا يذكرنا بالمثل المصري (اسمع كلامك اصدقك.. واشوف عمايلك استعجب)، فلم نلمس الروح القتالية والحماس من لاعبيه كما غابت قدرة الصمود والتوازن، نأمل بوضع افق لوقف النزف والمركز (12) لا يليق بالوحدة.
̧ استعاد فريق الخليج وجهه الحقيقي وألقه الغائب وانتزع أول فوز في تاريخه على النصر في الرياض بهدف سانتوس وفاحت رائحة التصميم والنجاح من قمصان لاعبيه خاصة الحارس آل فريج إضافة للروح القتالية للاعبي الدانة الذين احبطوا كل محاولات العالمي لتغيير النتيجة ومزقوا خرائطه، ولم يتوقع أحد انهيار النصر إلى هذا الحد المحبط نتيجة الثقة المفقودة والقضايا العالقة بملفات بعض اللاعبين الذين هم عالة وعبء على الفريق ولن ينصلح الحال إلا باستبعادهم.
̧ يقال: ان التكتيك المنسق والتنظيم الجماعي وفتح فضاءات اللعب بضوابط هي عناصر السلاح ومفاتيح الفوز، ولأن فريق الاتفاق يجيد هذه النظرية المتقدمة فلم يجد صعوبة في هزيمة فريق الباطن (1/2)، والامانة تقتضي الاعتراف بأن الباطن فريق نشط ومجتهد ويتقن التكتيك الدفاعي والهجومي المتوازن ولديه قدرة فائقة على الصمود والثبات في وجه العواصف.
̧ فريق القادسية متكامل ومتجانس لا يُسقط من حساباته قدرة الفرق الاخرى.. ويقيم توازناً بين ما يرغب فيه.. وما يرغب الآخرون فيه.. الواقع أنه اتبع نهجاً منظماً أمام فريق الهلال وقدم لاعبوه جهداً سخياً وأحرجوا الزعيم وحاصروه وطوقوه.. لكن خبرة واحترافية لاعبي الهلال رجحت الكفة.. فعاد الهلال من الدمام فائزاً بصعوبة (1/2) مع أن الزعيم لم يظهر بمستواه المعروف وواصل اداءه السلبي ما دفع الادارة لإقالة مدربه الارجواياني ماتوساس والاستعانة بمواطنه المدرب كارينيو.
̧ الكل يشهد أن فريق الرائد لبس (لوكا) جديدا هذا الموسم وظهر بمستوى عتيد قياساً بما كان عليه في المواسم الماضية وقفز إلى أعلى فرق الوسط ب (6 نقاط) بعد فوزه على فريق الفتح (2/3) وتفوق في الشوط الاول ومطلع الثاني وسجل ثلاثة أهداف لكنه تراخى بعد ذلك وتقوقع تحت وقع صحوة الفتح الذي رد عليه بهدفين وقلص الفارق لكن الوقت لم يُسعفه وبقي الفتح في سلم المؤخرة وحدة بنقطة واحدة.. وإلى اللقاء.