رغم ما يجري في الساحة الدولية من أحداث سياسية كبيرة في الوقت الحالي، إلا أن الحديث عن الطقس والحرارة في هذه الأيام أصبح حديث ليس فقط هذا المجتمع، بل وعلى المستوى العالمي. ومنذ فترة تقوم وكالة «ناسا» لعلوم الفضاء بمتابعة دقيقة حيال ما يجرى من تغيرات جوية في الكرة الأرضية، وتستخدم في ذلك أقمارا صناعية خاصة لمعرفة نقاط ارتفاع الحرارة أو انخفاضها على مدار الساعة على الكرة الأرضية، وقبل عدة أشهر عقد في فرنسا مؤتمر عالمي حيال التغير المناخي. ولكن وقبل عدة أيام قام مركز مراقبة الطقس وعلوم البحار الوطني التابع لوزارة التجارة الأمريكية بالإعلان عن كون شهر يونيو الماضي جزءا من 14 شهرا ازدادت فيها الحرارة بمعدل وصل إلى 1.62 درجة مئوية في وقت يحاول فيه العالم خفض الحرارة إلى درجتين مئويتين للوصول إلى معدل مقبول. وفي مجتمعنا بدأ الكثير في وسائل الاتصال بالمبالغة في أسلوب الحديث عن درجات الحرارة، وهم في ذلك يعتمدون على ما يشاهدونه في بعض المواقع والأجهزة التي تقوم بإظهار درجات الحرارة ومنها السيارات الخاصة. ولكن هذه القراءات غير صحيحة البتة ولا يؤخذ بها من ناحية علمية، فدرجة الحرارة يتم قياسها وسط ظروف محددة مثل وجود الظل وغياب أي رياح في مكان القياس، وكذلك يقوم الكثير بالحكم على درجة الحرارة من خلال ما يشعر به الإنسان، ولكن هذا أيضا قياس فيه الكثير من عدم الدقة، فمثلا لو كانت الحرارة 35 درجة مئوية والرطوبة 90 بالمئة، فالإنسان سيحس بحرارة أكثر من لو كانت الحرارة 45 درجة مئوية ولكن الرطوبة 10 بالمئة. ورأينا لقطات توضح أن الحرارة في بعض مناطق المملكة وصلت إلى أكثر من 60 درجة مئوية. ولكن هذا حاليا غير صحيح وقد يكون جهاز القياس معرضا لمصدر حراري آخر. ولكن في الوقت الحالي معدل درجة الحرارة اليومية في المناطق غير الجبلية في المملكة يصل إلى 46 درجة مئوية. وهذه حرارة تعتبر عالية بكل المقاييس خاصة أنها درجة حرارة مستمرة لمدة طويلة لصيف طويل. وفي هذه الأيام يذكر العلماء أن الحرارة في الكرة الأرضية في مرحلة نزول في الكثير من الأماكن ولكن تأثير هذه الحرارة بهذا المستوى له آثار صحية وبيئية كثيرة. فحرارة الجو يصاحبها تكوين أكثر من الكربون وهذا يسبب مشاكل تنفسية كثيرة، إضافة لكون الحرارة العالية لها أثر كبير على ما يجري في البحار. وأكثر ما يزعج علماء البيئة هو التغير في نمط الحياة الفطرية وقد تم مثلا ملاحظة أن الطيور تقوم بتغيير أوقات هجرتها لأن الكثير من المناطق بدأ يقصر الشتاء فيها ويطول فصل الصيف، وأكثر تأثير على الإنسان حاليا هو حاجته لحرق وقود أكثر في المناطق الحارة مثل منطقتنا لكي يقوم بتبريد بيئته من خلال تشغيل وحدات تبريد هي بدورها تزيد من ظاهرة الاحتباس الحراري. وبالطبع لا ننسى تأثيره السلبي على المخزون المائي.