وفق دراسة علمية عن الغطاء النباتي وما نعلم برأيَ العين من صحته فإن التنوع الأحيائي في السعودية يعاني أخطار الانقراض بسببنا نحن، وبسبب التغيير المناخي الذي يهدد مملكتنا كونها تقع في الجزء القاحل من العالم، مما يجعلها اكثر واسرع في الاحترار مقارنة بالبلدان الواقعة في المناطق الاستوائية أو المعتدلة. وقد لاحظنا في السنوات الأخيرة تعاقب واشتداد المواسم الغبارية، وازدياد تقلبات درجة الحرارة وانخفاض هطول الأمطار وهو اتجاه تحذيري لزيادة تواتر الظواهر المناخية القاسية. الغطاء النباتي والذي يشمل المانجروف على الساحل الشرقي والذي تأثر بمخلفات الحروب على شاطئ الخليج العربي وبدأت العديد من الدول ببرامج استزراعه وانشاء محميات له حفاظاً على الثروة السمكية، قد يكون أبسط تحدياتنا أمام انقراض عدد من النباتات البرية. فوفق هذه الدراسة القديمة نوعاً ما بعنوان (الوضع الراهن في المحافظة على النباتات في المملكة العربية السعودية) فحوالي 30٪ من الأنواع النباتية لدينا نادرة أو يتم مشاهدتها في مناطق محدودة، وحوالي 18 نوعاً منها يعتقد بأنها قد انقرضت محلياً. القائمة المؤقتة التي أعدتها هيئة الارصاد وحماية البيئة في عام 1985م للأنواع النباتية المهددة بالانقراض قائمة بشكل مبدئي على عمليات الجمع وملاحظات شيلا كولينت S.Collenete (وهي جامعة نباتات مشهورة) ولكن دون ترتيب لحالة كل نوع نباتي. في العام 1987م، كانت هنالك قائمة أخرى نُشر فيها50 نوعا نباتيا ذكرت حالة كل منها مثل الانواع المهددة بالانقراض، الانواع الضعيفة سريعة التأثر، الانواع النادرة، والانواع غير المعروفة جيدا. مع الاشارة لأن هذه القائمة لم تحتو على أي نباتات حولية مهددة بالانقراض ولا تلك التي انقرضت، وقد يشكل الجفاف في سنوات متتالية خطرا على النباتات الضعيفة إذا قل مخزون التربة من البذور بشكل كبير على مدى فترة من الزمن. إن أهمية التوعية وسط الجمهور والسعي لإنتاج واستزراع البذور دعماً لاستمرارية الجينات البرية أمر حيوي ومهم. في «تويتر» قبل أيام كانت هناك محاولات جميلة في إحدى محافظاتالرياض لزراعة نباتات مهددة بالانقراض، وفي دول الخليج أيضاً. الفكرة أننا بحاجة لاستراتيجية ودعم من الهيئات المختصة وتكوين فرق ميدانية في المجالس المحلية في المناطق لدعم الثروة النباتية، ولربما كان تخصيص جزء من الدعم الزراعي في وزارة الزراعة لدعم التنوع النباتي من الزحف الصحراوي والجفاف والرعي الجائر. ويمكننا الاستعانة ايضاً بالفرق التطوعية والحرص على أن يغرس كل مواطن ومقيم شجرة كل عام، وأن يتم دعم المزارعين في المملكة بأنواع نادرة من النباتات مع متابعة استزراعها من قبل مهندسي وزارة الزراعة في محميات مخصصة لذلك. ولمن لا يعتد بأثر البيئة وانعاكاساتها الصحية على البشر ولا يفكر الا بمنطق الرياضيات والأرباح فان النباتات ليست ذات قيمة جمالية فقط، فالصبار الذي ينمو في جنوب غرب المملكة يتم استزراعه في دول أخرى لاستخلاص الزيوت في تجارة تبلغ القيمة السنوية للبعض منها مليارات الدولارات. ▪▪▪ «لونظرت بعين قلبك شفتني ما معي مخلوق يستاهل غلاك ليتك من الحب ما خوفتني كان أعيش ألفين عمرن في رجاك» خالد الفيصل