يقف رجل المرور قبل شروق الشمس في موقعه، متحملاً عناء الوقوف تحت أشعة الشمس الحارقة في الصيف وزمهرير الشتاء البارد؛ لينظّم الحركة المرورية وفك الاختناقات المرورية على التقاطعات والأنفاق والإشارات المرورية، ولا يقف دوره عند ذلك، بل انه يقدم رسالة توعية وإرشاد للالتزام بالأنظمة التي تحمي الأنفس من الهلاك نتيجة الحوادث الشنيعة.. رجل المرور جنّد نفسه كي يصل الجميع إلى وجهاتهم بسلامة وحركة انسيابية وذلك بتوجيهاته ومتابعته المستمرة. تسهيل حركة السير ولخّص نجيد النجيدي ما يقوم به رجال المرور من خلال المواقف اليومية التي يراها أمام عينيه حيث قال: مع إشراقة كل يومٍ جديد، وفي طريقي نحو العمل أرى رجال المرور قد انتشروا في مواقع عدة، يقفون مستنفرين يجتهدون في تنظيم الحركة المرورية وتسهيل سير المركبات، ونجدهم في أكثر الأوقات ازدحاما وقد شمروا عن سواعدهم لفك الاختناقات في أوقات الذروة، وفي كل مناسبة نرى أثرهم واضحا وهم ينظّمون المواقع ويمنعون التجمهر ويتابعون المسارات، وأضاف إن هذا الجهد الحثيث ينعكس على حياتنا العملية، فعندما نصل إلى وجهاتنا في الوقت المحدد فإن هذا يرتبط بشكل مباشر بتنظيم الشوارع وتفويج المركبات بشكل سريع وانسيابي، وفك الاختناقات على التقاطعات والأنفاق والطرق الرئيسية، والتي يقوم بها جميعها رجال المرور. صمود ومثابرة وأشار محمد الشهري إلى الجهد الكبير الذي يراه في رجال المرور لأنهم يؤدون واجبهم بكل صمود ومثابرة وثبات، وأضاف: رجل المرور هو أول من يلتحق بواجبه صباحا من أجل خدمة المواطن وحثه على الالتزام بقوانين المرور خدمة للصالح العام والاخلاص لبلده، وعلى الرغم من الجهود التي يبذلها رجال المرور من خلال تطبيق قوانين السير والتي بدورها تحد من زيادة نسبة الحوادث، إلا أن بعض السائقين يستهترون بقيادة المركبات وبقواعد المرور وللأسف الشديد يؤدي ذلك إلى زيادة الحوادث المرورية، فيجب أن يحفز الجميع للتوعية المرورية والالتزام بقوانين السير والمرور حتى لا نفقد أي مواطن جراء الحوادث المؤسفة لان إصابة أي مواطن هي خسارة لنا جميعا. واقترح الشهري أن يتم إبراز جهود رجال الأمن في المدارس والمعارض، وأن يعاد افتتاح معرض المرور الذي كان تحت مسمى «معرض أسبوع المرور» على أن يكون أعم وأشمل، وأن تعلق في جنباته صور الرجال المثابرين في عملهم من منسوبي المرور. مساهمة في الكثير ويرى سعيد الزهراني أن مهمة منسوبي المرور هي التوعية وحماية الأرواح قبل أن تكون جهة تنظيم سير، وأن المهام التي يطبقها المرور لها علاقة بالجانب الأمني والاقتصادي والسياحي، حيث يقول: عندما تسهل حركة التنقل بين مكان وآخر فإن هذا الشيء يسهم في استقبال وسهولة تنقل المركبات بسلاسة وسلامة، ويؤثر في حركة النمو الاقتصادي والسياحي، لأن السياحة تعتمد على التنقل بين المواقع وكذلك التسوق، وأضاف: نحن نرى تواجد رجال المرور في أكثر الأماكن كثافة مثل الكورنيش والمجمعات التجارية والأسواق الشعبية بشكل مستمر، وهذا يدل على أهميتهم وتأثيرهم في توفير المواقف ومنع التجمع الذي تنتج عنه إعاقة الحركة، ولا يقف دورهم عند ذلك، بل ان دورهم الأبرز في زرع مفهوم الوعي والتوعية المرورية لدى الجميع، فهم يقومون بالتوجيه والإرشاد وتوضيح الأنظمة المرورية التي تحمي السائق والراكب وحتى المشاة مثل: ربط حزام الأمان، وأحقية المرور في التقاطعات، وكذلك الإلتزام بالسرعة القانونية، والوقوف باحترام لطريق المشاة. معلومة خاطئة وأشاد زكي الحرز بحرص أفراد المرور القائم على الوقاية والحماية من الوقوع في كوارث مرورية قد تُفقد فيها الأرواح أو الاصابة باعاقات تظل مصاحبة للشخص بقية عمره، وقال إن البعض ينظر إلى رجال المرور على أنهم يتصيدون السائق المخالف، وهذه المعلومة ليست دقيقة، بل انهم يطبقون النظام كي ينعم الجميع بأجساد سليمة من العاهات والإعاقات. وحث الحرز على التجاوب مع المرور بالانصياع التام للأنظمة حتى تنشأ لدينا بيئة خصبة للسلامة المرورية تنطلق من خلالها أجيال واعية تستوعب الدور الذي يقوم به رجال سخروا أنفسهم لخدمتنا ولتيسير حركة تنقلنا ولحماية أطفالنا ونسائنا من المتهورين الذين يسببون الذعر بقيادتهم الخطرة والتي تنتج عنها خسارة في الأرواح. تجاوزات المفحطين وأشار طارق النفيسي إلى الدور الأمني الصارم للمرور حيال تجاوزات المفحطين والذي يكشف عن بعض القضايا الأمنية، حيث قال: يقوم بعض المراهقين بقيادة السيارات لاستخدامها في عملية التفحيط واتلاف الممتلكات، وهذه الظاهرة تزيد خلال فترة الاختبارات، ووجود دوريات المرور عند المدارس يحد من تلك الظاهرة، كما أن دورهم لا يقف عند ذلك بل انهم يقومون بتتبع أولئك المراهقين للساحات التي يمارسون فيها ذلك العبث، ويقومون برصدهم والإطاحة بهم، وتقديمهم للعدالة. مواجهة الأجواء ووصف مسفر الشهراني حال جندي المرور والذي اختصره بالمشهد اليومي تحت أشعة الشمس في الصيف، وشدة البرودة في الشتاء، وقال الشهراني: استطاع هذا الرجل إثبات دوره ووجوده خلال الفترة الماضية وآثر على نفسه مواصلة الليل بالنهار من أجل تطبيق النظام وقواعد السير والمرور عند تقاطع الطرقات وفي الساحات والشوارع المزدحمة بالسيارات ساعات طويلة يقضيها رجل المرور تحت أشعة الشمس الحارقة وبرودة الجو والأمطار من أجل تقديم خدماته للمواطنين وتنظيم حركة السير والمرور على الرغم من المشاكل والمعوقات الكبيرة التي تواجه عملهم.