لا أعلم السر الكامن وراء تقديم المسلسلات الدرامية الهابطة في رمضان، وبالخصوص تلك الدراما الرمضانية التي تركز على جسد المرأة أكثر من تركيزها على الموضوع، وفيها تتكلف وتجتهد الممثلات غاية التكلف والإجهاد والتنافس في لبس القصير والعاري والضاغط على الأجسام بصورة غرائزية قبيحة، والأقبح من ذلك أن تلك الأعمال سيتم عرضها في شهر رمضان الفضيل على قنوات عربية مسلمة. فبدلا من زيادة جرعات الاحتشام في رمضان ستزيد جرعات العري والتحلل الأخلاقي في مشاهد يمكن الاستغناء عنها تماما دون أن يتضرر السيناريو أو قصة العمل بأكمله. دراما رمضان أصبحت كارثية ولا تستقيم مع روحانية الشهر الفضيل، ومن المفارقات العجيبة والغريبة أنه في رمضان تختفي نوعا ما الأعمال الدينية ودراما السيرة النبوية؛ لأن المنتجين والممثلات انشغلوا بالأعمال التي تخاطب الغرائز، وهذه النوعية من الأعمال تؤكد أن الفن تحوّل الى تجارة وليس فنا، وحديث أي درامي عن رسالة الفن إنما هو نوع من التحايل على انهيار القيم الأخلاقية في الأعمال الدرامية ؛ لأن المسألة برمتها أصبحت تجارة بموضوعات سطحية لا تعالج أو تطرح قضية أو مشكلة، وإنما مساحة من استعراض أجساد الممثلات وملابسهن غير المحتشمة، وكأنما الدراما سوق لاستعراضهن. سنظلم أنفسنا وحقنا في أجر الشهر الفضيل عندما نقوم بمتابعة هذا الطفح الدرامي الهابط القادم الينا عبر الشاشة الفضية .. إنه قادم .. وإنه ينتظرنا في هذا الشهر الفضيل. هذه الأعمال اللامسئولة تعد انتهاكا لروحانية الشهر الفضيل، ولا أعتقد أنه يوجد صائم يمكنه أن يشاهد مسلسلا أو أي دراما رمضانية خلال النهار دون أن يجرح صيامه. وللحقيقة لم يعد هناك فن ولا يحزنون، وإنما هو عبث وتهريج درامي لا يحترم مشاهدا أو يقيم له وزنا، فكل رهان المخرجين والمنتجين على أجساد ممثلات غير عابئات باحترام القيم الاجتماعية وروحانية الشهر الفضيل. لذلك فإن أفضل الحلول في المتابعة التلفزيونية عدم مشاهدة الأعمال الدرامية سواء ليلا أو نهارا لأنها مسيئة وجارحة للصيام ولاحترام الإنسان لنفسه، فكثير من تلك الأعمال لم يعد صالحا لأن تشاهده الأسرة مجتمعة لما فيها من تعر وانحلال ومصدر كبير للإحراج والقلق التربوي. أكاد أجزم بأن الكثير من المسلسلات الدرامية التي سطل علينا عبر الفضائيات في رمضان هذا العام ستكون أكثر خدشاً للحياء .. لأن "اللي اختشوا ماتوا " كما يقول المثل الشعبي المصري. * مدير مراكز "اسكب" للاستشارات الأمنية والعلاقات العامة