أشاد زوار معرض مكتبة الإسكندرية الدولي للكتاب، في دورته الحادية عشرة، والذي افتتح في السادس والعشرين من شهر مارس ويستمر حتى الثامن من ابريل، بجناح المملكة العربية السعودية وضيف شرف المعرض لهذا العام مركز الملك فيصل للدراسات والبحوث.فيما أشار الزوار إلى أنهم وفي كل عام عند زيارتهم للمعرض يقصدون جناح المملكة؛ لما يتمتع به من إصدارات في جميع المجالات والتخصصات من الجامعات والمراكز العلمية، بأقلام أساتذة الجامعات السعودية وعلماء الفقة والشريعة، مما يجعل الجناح مكان ثقة علمية ومعلوماتية للزائر. توحيد المملكة وذكر المشرف على جناح المملكة في معرض مكتبة الإسكندرية الدولي للكتاب أشرف عباس بالنيابة عن الدكتور خالد الوهيبي الملحق الثقافي بالقاهرة، أن الجناح هذا العام يقام على مساحة خمسين مترا، يحيطه من الخارج وبتصميم جديد من نوعة كسوة الكعبة المشرفة، فيما تمثل إصدارات الجناح 78 جهة ومؤسسة حكومية ومراكز علمية تحمل عناوينها كافة المجالات العلمية والثقافية والتراثية. كما يعرض الجناح مجموعة من الأفلام عن الحرمين الشريفين، والأماكن السياحية الأكثر شهرة بالمملكة، وتاريخ يحكي التطور الذي حدث على يد الملك عبدالعزيز في توحيد المملكة، بدءا باسترداد الرياض، من خلال الاستعانة بمواد فيلمية نادرة من الأرشيف، كما حكى الفيلم قصة المعارك الدبلوماسية والشجاعة والحكمة التي قادت المملكة العربية السعودية لمصاف دول العالم المتحضر، مع متابعة تحركات الملك عبدالعزيز الطويلة حتى أصبح حاكما لواحدة من أعظم الدول التي ترعى أقدس مدن الأض (مكةالمكرمة والمدينة المنورة)، وكيف نشر الملك عبدالعزيز أسس السلام والأمان في بلاده، لينتهي الفيلم بتأسيس ورفع علم المملكة، التي أصبحت نموذجا حيا للدول العربية المستقلة وفق أسس الشريعة والمبادئ السمحة. إهداءات ويقدم الجناح إهداءات من كتب قيمة منها (الخط العربي.. كمال الأدب وتمام الأخلاق)، وهو يتناول تاريخ التدوين ومسيرة الخط العربي وفلسفته والخصائص الجمالية للخط، وعلاقة الخط بالفن التشكيلي والتعبير، مستعرضا أنواع الخط العربي من النسخ والثلث والإجازة وفارسي والرقعة وديواني والكوفي والطغري والمغربي، والاهداء الثاني كتاب (كسوة الكعبة) ويلقي لمحة تاريخية عن كسوة الكعبة ومصنع الكسوة ونشأته وتطوره، والمرحلة التي بدأت فيها مصر تصنيع الكسوة والطقوس التي كانت متبعة لتوصيلها من مصر إلى أراضي المملكة. كما تناول الكتاب مواضيع أخرى تتعلق بكيفية تجميع الكسوة وحزامها الذي يحمل نصوص الآيات ومكتوبة بالتطريز المذهّب. ومن إهداءات الجناح أيضا إصدار (الرياضالقاهرة.. والعلاقة التي ربطت بين المدينتين)، إضافة للكتاب الذي نفد في اليوم الثاني من المعرض؛ لحرص الزائرين على اقتنائه، وهو (العلاقات السعودية المصرية.. ملوك ورؤساء مائة عام من التضامن)، وتناول العلاقات السعودية في عهد الملك عبدالعزيز وتوقيع أول معاهدة بين البلدين، وزيارة الملك عبدالعزيز للمملكة المصرية 1364 هجرية، والعديد من المواقف التاريخية بين البلدين، كما حرصت الملحقية الثقافية السعودية بالقاهرة على تقديم مجلة رسالة لكل زائر مع المصحف الشريف والبوسترات للأماكن المقدسة والأعلام والتيجان للأطفال. انطباعات الزوار وعن آراء زائري الجناح السعودي، يقول الدكتور طارق عبدالحليم - الأستاذ بكلية الآداب جامعة دمنهور - إن جناح المملكة مميز من حيث التنظيم الجيد والتنسيق المعماري الرائع، سواء داخليا أو خارجيا، فضلا عن الكتب التي تتميز بالتحقيق العلمي الدقيق في مجال اللغة العربية والشريعة الإسلامية، وهو ما جعل الكتاب السعودي محل احترام وتقدير من طلاب العلم في العالم الإسلامي.وأضاف الطالب السعودي تركي الجعيد، تنظيم الجناح السعودي رائع ويضم مجموعة من الكتب عن النقل واللوجستيات لنخبة من الأساتذة بالمملكة، مشيرا الى أنه سيستفيد من هذه الإصدارات في دراسته الأكاديمية، وهو ما اتفق معه الطالب السعودي خالد ابو طالب الذي ذكر أن الجناح السعودي معروف بتميزه في جميع مشاركاته، مشيدا بالاصدارات السعودية التي تمتاز بالمادة العلمية الجيدة التي يُرى منها مكانة المؤلف السعودي الذي يهدف للتنمية وإثراء الثقافة، ليكون بذلك خير سفير للحركة الأدبية في المملكة. كما تحدث مدير فرع "مصر للطيران بالإسكندرية" جمال منصور عن تميز الجناح، خصوصا في عرضه لصور الملك عبدالعزيز آل سعود، وصور خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، إضافة لتوفير الجناح للمصاحف باللغات المتعددة، ولوحات تم اختيارها بعناية شديدة لكسوة الكعبة وساعة مكة الشهيرة. من جانبه، قال الشيخ خالد عبدالعظيم بمديرية الأوقاف بالإسكندرية: "أحرص على زيارة جناح المملكة العربية السعودية؛ للتعرف على أحدث الإصدارات من كتب التفسير خاصة وأن معظم الكتب تحتوي على مادة علمية رصينة بعيدة عن الغلو والتشدد، كما تدعو إلى الوسطية والاعتدال". وأضافت حنان حسن خريجة تربية قسم تاريخ: "جناح المملكة رغم صغر حجمه إلا أنه متميز شكلا ومضمونا، وكنا نأمل مشاهدة جانب من التراث السعودي في بعض اللوحات والأفلام من خلال إعداد CD عن تراث المملكة لمن يرغب معرفة المزيد، وأملي أن يقام الجناح على مساحة أكبر في المرات القادمة من أجل عرض مزيد من الكتب العلمية المتخصصة، والتي يصعب الحصول عليها من المكتبات المصرية، كما وأسعدني الحصول على إهداءات الجناح من كتاب (الخط العربي ..كمال الأدب وتمام الأخلاق) وكتاب (كسوة الكعبة)، وهي إهداءات قيمة وتعريفية، وسوف أستفيد بها؛ لتعريف طلابي في المدرسة بتاريخ كسوة الكعبة؛ لأنها تعبر عن عمق العلاقات بين مصر والسعودية منذ أكثر من قرن، كما حصلت على إهداءات المملكة من المصحف الشريف والبوسترات".
