شنت طائرات تحالف عاصفة الحزم غارات أجبرت الحوثيين والقوات الموالية للرئيس اليمني المخلوع علي عبدالله صالح على الانسحاب من قصر المعاشيق الرئاسي في عدن فجر امس بعد ساعات من سيطرتهم عليه، وواصلت الطائرات دك «بنك الاهداف» الحوثي في ارجاء اليمن، وأفادت مصادر محلية بأن بارجات بحرية تابعة لقوات التحالف قصفت الليلة قبل الماضية مطار عدن الدولي ومعسكر قوات الأمن الخاصة بالمدينة، واسفرت الحملة التي بدأت قبل تسعة ايام عن عرقلة تقدم المتمردين في هذا البلد الغارق في الفوضى، حيث تسعى القاعدة الى بسط سيطرتها بشكل تام على المكلا، كبرى مدن حضرموت، وقال سكان محليون إن انفجارات عنيفة هزت المطار ومعسكر قوات الأمن الخاصة، فيما قال مقاتلون في مدينة عدن بجنوب اليمن إن طائرات حربية تابعة للتحالف أسقطت أسلحة بالمظلات امس الجمعة على المقاتلين الذين يدافعون عن وسط عدن في مواجهة الحوثيين، فيما اطاحت عاصفة الحزم برئيس مخابرات ايران وأمنها الوطني، «محمد علوي» وعدد من القيادات البارزة في الحرس الثوري، بعد الاخفاق الأمني الاستخباراتي في توقع عملية «عاصفة الحزم». إسقاط أسلحة وقال المقاتلون إن أسلحة خفيفة وأجهزة اتصالات وقذائف صاروخية أسقطت على منطقة التواهي في عدن التي ما زالت تحت سيطرة الموالين للرئيس عبدربه منصور هادي. ونشرت صحيفة عدن الغد الموالية لهادي صورا لصندوق خشبي واحد على الأقل تحمله مظلة وقالت إنها هبطت في عدن. وشوهد مقاتلون من عدن وهم يضعون الصناديق على ظهور شاحنات صغيرة. الإطاحة بقادة إيرانيين وأطاحت إيران برئيس مخابرتها وأمنها الوطني، «محمد علوي» وأيضا بعدد من القيادات البارزة في صفوف الحرس الثوري، بعد الاخفاق الأمني الاستخباراتي في توقع عملية «عاصفة الحزم» ضد التمرد الحوثي الموالي لطهران في اليمن. وأدى الشعور بخطورة ما حدث إلى تشكيل لجنة تحقيق عليا بأوامر مباشرة من مرشد الثورة الإيرانية على خامنئي للوقوف على الخلل الذي تسبب في عدم توقع العملية العسكرية التي تقودها المملكة السعودية ودول عربية في اليمن، وسط توقعات بأن تطال التحقيقيات الأجهزة الاستخباراتية التابعة لوزارة الاستخبارات والأمن الإيرانية، لا سيما جهاز المعلومات الخارجية في الحرس الثوري الإيراني. ونتيجة «لعاصفة الحزم» أوقف جهاز المخابرات الإيراني التعامل مع جواسيسه في المنطقة العربية لدراسة ملفاتهم ومدى استفادة الجهاز المخابراتي من هؤلاء واكتشاف وتصفية غير متعاونين وإبعادهم وقد تصل هذه التصفيات إلى الحرس الثوري الإيراني. وكشف موقع «سكيوريتي ميدل إيست»، عن أن عملية «عاصفة الحزم» تمثل فشلًا للاستخبارات الإيرانية، التي يبدو أنها فوجئت هي والحرس الثوري بهجوم التحالف ضد الحوثيين باليمن. وتابعت مواقع امنية أن إيران كانت تسعى إلى ايقاظ الخلايا النائمة في الخليج في محاولة منها لإشعال الفتن داخل الوطن العربي ولكنها فشلت وهذا كان بداية الفشل. اما الفشل الثاني، فهو أن إيران تفاجأت بما حدث في اليمن والهجمات على الحوثيين المواليين لإيران، وفشلت إيران أمنيا واستخباراتيا في كشف هذه العملية وعدم تداركها. انسحاب الحوثيين ميدانيا، هاجمت اللجان الشعبية الموالية للرئيس اليمني عبدربه منصور هادي امس مواقع تمركز الحوثيين والقوات الموالية للرئيس المخلوع علي عبدالله صالح في مطار عدن بعد قصفه خلال الليل من قبل قوات التحالف. واضطر المتمردون الحوثيون وحلفاؤهم الى الانسحاب قبل فجر امس من القصر الرئاسي في عدن بجنوب اليمن بعد غارات جوية شنها التحالف. ونسبت وكالة فرانس برس لمسؤول كبير طلب عدم كشف اسمه ان «المسلحين الحوثيين وحلفاءهم انسحبوا قبل فجر امس من قصر المعاشيق» الذي سيطروا عليه الخميس «بعد غارات جوية للتحالف». وبعد سيطرة المتمردين على القصر، وهو اخر رموز الدولة اليمنية الذي لم يكن خاضعا للحوثيين، اندلعت اشتباكات مع «اللجان الشعبية» المؤيدة للرئيس عبدربه منصور هادي، بحسب مصدر امني. وتحت ضغط الغارات الجوية، اضطر الحوثيون والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح الى الانسحاب الى خور مكسر، الحي المجاور الذي سيطروا عليه الاربعاء الماضي، وفقا لعدد من الشهود. عدن بيد المقاومة من جهته، أكد مسؤول محلي بمحافظة عدن جنوبي اليمن أن أكثر من 90% من مناطق المحافظة يسيطر عليها عناصر المقاومة الشعبية الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي، وأن مليشيات جماعة الحوثي والموالين للرئيس المخلوع علي عبدالله صالح لا يسيطرون إلا على أجزاء بسيطة من المدينة بمناطق كريتر وخور مكسر ودار سعد. وقال وكيل محافظة عدن نايف البكري إن المقاومة تسيطر على كامل تلك المساحة، وإنها قاومت بشراسة الحوثيين وحلفاءهم في منطقة كريتر، الأمر الذي اضطرهم للاكتفاء بالسيطرة على طريق فرعي يؤدي للقصر الرئاسي بمنطقة المعاشيق وقصف أحياء سكنية بالأسلحة الثقيلة، ما أدى لسقوط عشرات القتلى والجرحى. القاعدة في المكلا من جهته، اغتنم تنظيم القاعدة الفوضى السائدة في اليمن من اجل تعزيز سيطرته في مناطق الجنوب والجنوب الشرقي حيث يحظى بوجود ملحوظ في حضرموت خصوصا. وقال مسؤول وسكان ان مقاتلي القاعدة فرضوا امس سيطرتهم بشكل جزئي على مدينة المكلا، غداة اقتحامهم السجن المركزي لتحرير احد قادتهم ونحو 300 موقوف. وأفاد شهود ان بين 200 و300 مسلح انتشروا في وسط المكلا وغربها واقاموا حواجز تفتيش ورفعوا راياتهم السوداء. وأوضح مسوؤل محلي لفرانس برس ان مقاتلين من القاعدة «يسيطرون على احياء وليس على مجمل المكلا». وأضاف ان النقاط الحساسة وبينها قاعدة كبيرة للجيش والمطار في شرق المكلا «لا يزالان تحت سيطرة القوات الحكومية». لكن مقاتلي القاعدة سيطروا على المرفأ من دون اية مقاومة بحيث تخلى عناصر الامن عن اسلحتهم بحسب احد العمال وشهود عيان. وقال سكان ان المقاتلين وجهوا نداء عبر مكبرات الصوت الى القاطنين قرب قاعدة الجيش في شرق المدينة لمغادرة اماكنهم. وبعد دخولهم المدينة وجه عناصر القاعدة نداء عبر المساجد «للجهاد ضد الروافض والحوثيين»، كما سيطروا على كتيبتين من الجيش مستخدمين دبابات ومصفحات. تموين جوي امريكي وفي السياق، أعلن مسؤول عسكري امريكي كبير ان الولاياتالمتحدة ستقوم بعمليات تزويد بالوقود في الجو للطائرات الحربية المشاركة في عملية «عاصفة الحزم» ضد المتمردين الحوثيين في اليمن. وقال المسؤول طالبا عدم ذكر اسمه لصحافيين ان سنتكوم «القيادة العسكرية الاميركية في الشرق الاوسط» أعطت الضوء الاخضر لنشر طائرات لتموين طائرات التحالف، موضحا ان تزويد طائرات التحالف العربي بالوقود في الجو سيتم خارج المجال الجوي اليمني.