كشفت الرؤية التنموية الإقليمية المقترحة لواحة الأحساء، بحسب أبحاث ودراسات المخطط الإرشادي، عددا من المحددات تتمثل في أن الأحساء هي منطقة التعاون الخليجي الحدودية، وأن معظم المشروعات المقررة بها تخدم المملكة بصفة أساسية ودول مجلس التعاون الخليجي بصفة خاصة، والتي يمكن أن تقام باستثمارات مشتركة. وأكد أمين الأحساء المهندس عادل الملحم، أن الأحساء إقليم ذو طبيعة خاصة، حيث إن معظم مناطقه اقتصادية، والواحة على المستوى الوطني هي قطب نمو وطني ينافس مدن الرياضوجدة ومكة والدمام، وهي متعددة الوظائف اقتصادياً وتتكون قاعدتها الاقتصادية من: الزراعة، البترول، السياحة، والصناعة المتنوعة، إضافة إلى قاعدة مناطق اقتصادية حرة ذات طبيعة خاصة. وأضاف الملحم: تؤكد الدراسات للمخطط الإرشادي "والذي تم التعاون فيه بين الأمانة و39 قطاعا حكوميا وشركات خاصة، أنه من أكبر المشاريع على مستوى المملكة في مجال التخطيط الإقليمي"، مؤكداً أن الأمانة تسعى إلى تعزيز خطتها الإستراتيجية في تنفيذ المشاريع التنموية والخدمية للمدن والبلدات في ظل الدعم والاهتمام اللا محدود من لدن قيادتنا الرشيدة -حفظها الله-، حيث إن المخطط الإرشادي للأحساء يمثل نظرة شمولية لترجمة رؤى وتطلعات قيادتنا الرشيدة لتنمية أشمل لمناطق المملكة. وقال إن دراسات المخطط الإرشادي للأحساء بيّنت ان نتائج التعداد السكاني في العام 1431ه أكدت الصفة الحضرية للأحساء، حيث أشارت النتائج إلى وقوع مدينتي " الهفوف والمبرز " ضمن أكبر 10 مدن على مستوى المملكة، ويغلب على المحافظة النمط المُركز حيث يصل نسبة سكان التجمعات حول الهفوف والمبرز حوالي98.2% من إجمالي السكان، ومن المتوقع أن يصل عدد سكان الأحساء عام 1450ه من منظور الدراسات الديموغرافية والسكانية بما يقدر ب 2.28 مليون نسمة، بينما أوضحت الدراسات في جانب مشروعات الخدمات والبنية الأساسية الإقليمية أنه من المتوقع أن يبلغ عدد الفصول الدراسية للتعليم العام الابتدائي "بنين وبنات" حتى عام 1450ه حوالي 3722 فصلا، بما يمثل 312 مدرسة، بينما يبلغ إجمالي عدد الفصول للمرحلة المتوسطة حوالي 1762 فصلا للبنين و 1789 فصلا للبنات، بما يمثل 256 مدرسة، أما فصول المرحلة الثانوية فستبلغ حوالي 1502 فصل للبنين و 1707 فصول للبنات تُمثل 203 مدارس، واقترحت الدراسات توفير 5 مراكز تدريب مهني، و5 كليات تقنية، وإقامة جامعتين متكاملة الكليات بخلاف الجامعة القائمة لخدمة أهالي المحافظة، وفي مجال الخدمات الصحية توقعت دراسات المخطط أن يبلغ إجمالي عدد المراكز الصحية حتى عام 1450ه حوالي 173 مركزا صحيا، وإقامة 4 مستشفيات مركزية، سعتها الإجمالية 4243 سريرا - حتى نهاية خطة التنمية المقترحة-، وبناءً على تقديرات الدراسات فمن المتوقع أن يبلغ معدل استهلاك الفرد من مياه الشرب حوالي 280 لتر / يوما وعلى ذلك فسوف يبلغ حجم مياه الشرب المطلوبة عام 1450ه في الاحساء حوالي 597,5 ألف م3/يوما ولهذا توصي الدراسات باستغلال جميع الموارد المتاحة وخاصة مياه الصرف الصحي بعد معالجتها، بالإضافة الى تحلية مياه البحر، وذلك لمحاولة ترشيد الاستهلاك من المخزون الطبيعي للمياه. وفيما يخص الأهمية التعدينية والصناعية للأحساء، أشارت دراسات المخطط الإرشادي إلى ان إنتاج البترول في الأحساء يُمثل 60% من إجمالي انتاج المملكة، حيث يوجد بها اهم حقل بترولي "حقل الغوار" ويقدر إنتاجه ب 5 ملايين برميل من النفط بما يعادل 6.25% من الإنتاج العالمي، وفي الآونة الأخيرة تم اكتشاف حقل دروازة على بعد 70 كم جنوب شرق الغوار بمعدل 3915 برميلا و11.9 مليون قدم مكعبة من الغاز يوميا، بالإضافة الى بئر نجيمان المكتشف حديثاً بطاقة إنتاجية 60 مليون قدم مكعبة يومياً، وتضم الاحساء 10 حقول غاز تمثل نسبة 76% من حقول الغاز بالمملكة بالإضافة الى الثروات التعدينية الأخرى (حجر جيري وجبس) طبقا لبيانات وزارة البترول والثروة المعدنية. وفي الجانب الصحي والرياضي، فإن واحة الاحساء تضم 10 مستشفيات حكومية مركزية ومتخصصة بما طاقته 1637 سريراً طبقا لبيانات مديرية الشئون الصحية بالأحساء، اضافةً الى وجود 5 مستشفيات خاصة تستوعب حوالي 500 سرير، وفي الجانب الرياضي فتضم الاحساء 11 نادياً يتبع لها حوالي 4 آلاف لاعب في مختلف الألعاب الرياضية، وتمثل مدينة الأمير عبدالله بن جلوي الرياضية بسعة 20 ألف مشجع المعلم البارز لهذا المجال، وذكرت الدراسات انه هناك طلبات حكومية لتخصيص 200 هكتار لإقامة استاد رياضي دولي بالأحساء من ضمن خطة المملكة لإقامة 11 استادا دوليا، وتخصيص منطقة لإقامة قرية رياضية أولمبية دولية متكاملة. وأوضح أن الدراسات للمخطط الإرشادي لفتت إلى أن المشاريع المُسّلمة بساحل الأحساء بلغت 20 مشروعاً، ويتضمن ذلك: (التنمية السياحية للعقير التابعة للأمانة، والتنمية السياحية للعقير التابعة للهيئة العامة للسياحة والآثار، محطة تحلية المياه، ميناء العقير، مزارع الثروة السمكية، مطار العقير المقترح، محطة طاقة شمسية، مدينة سلوى الصناعية، موقع مخصص لإسكان شركة أرامكو، مستشفى جامعة الملك فيصل، جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، مدينة الملك عبدالله للتمور، مركز الملك عبدالله الحضري، الواحة الطبية، الجامعة الإلكترونية، كليات التقنية، استاد رياضي، موقعان ترفيهيان. مرمى نفايات، مواقع إسكان معتمدة). كما أن الأعمال جارية لتسليم 4 مشاريع أخرى هي: (مركز أبحاث الثروة السمكية، فرع وزارة الزراعة للثروة السمكية، الكلية البحرية الأهلية، قاعدة أمن المنشآت).