زار وفد من أعضاء هيئة التدريس بجامعة الملك سعود مركز بسيطا الزراعي بمنطقة الجوف، واستهلت الزيارة بالشركة الوطنية الزراعية حيث كان في استقبالهم الرئيس التنفيذي للشركة المهندس إبراهيم أبوعباة مرحبًا بهم بمنطقة الجوف وبشركة الوطنية التي تعد أحد أكبر الشركات الزراعية بالمملكة. بعد ذلك اصطحب المهندس أبو عباة الوفد بجولة داخل الشركة بدأت بغرفة التحكم الإلكترونية التي يطلق عليها اسم "غرفة الاسكادا" التي يتم من خلال جهاز الكمبيوتر إدارة ري الرشاشات المحورية البالغ عددها أكثر من "280" رشاشًا محوريًا، ويقوم الكمبيوتر بري الزرع حسب قراءات المجسات والحساسات الموجودة تحت التربة وإعطائها القدر الكافي الذي يناسبها من المياه وبذلك يتم ترشيد استخدام المياه، كما أن هذه الغرفة تصدر إنذارًا حال حدوث أي خلل في أي من المحاور مع تحديد موقعه مما يوفر مزيدًا من الوقت للعاملين، بالإضافة إلى العديد من المزايا التي تقدمها الغرفة كمعرفة حالة الأرصاد الجوية في المنطقة وغيرها الكثير. بعد ذلك اطلع الوفد على مختبر المكافحة الحيوية للحشرات، ويتم داخلها تربية الحشرات النافعة للقضاء على الحشرات الضارة التي تتلف المحاصيل، كما أن هذا المختبر يقوم بإنتاج أصناف كثيرة من الحشرات النافعة. كما شملت الزيارة قطاع إنتاج الأغنام وقسم تحسين السلالات، فيما شاهد الجميع عملية التلقيح الاصطناعي، بالإضافة إلى العملية الآلية لفرز الأغنام حسب النوعية والوزن. بعد ذلك توجه الجميع إلى مجمع المصانع الذي يشمل "مصنع مركزات الطماطم ومصنع العصائر"، كما اطلع الوفد على معصرة الزيتون منذ بداية دخوله كمحصول حتى تعبئته وجاهزيته للاستخدام والذي يدار بأيدي نسائية سعودية. بعدها انتقل الوفد إلى حقول أشجار الزيتون، حيث شاهد الجميع الحقول الجديدة التي تستخدم التقنية الحديثة في زراعة أشجار الزيتون وتسمى "الزراعة المكثفة"، حيث تم مؤخرًا زراعة مليون شجرة زيتون بهذه الطريقة. كما زار الوفد مشروع البيوت المحمية التي يتم من خلالها زراعة الطماطم المكثف والذي يعد المصنع الوحيد في المملكة ويتم من خلاله إنتاج الطماطم المكثف الذي يباع على شركات التصنيع لتصنيع معجون الطماطم وغيره، كما شاهد الوفد البيوت المحمية لزراعة الخيار وغيرها من المحصولات الزراعية العضوية. وأخيراً شاهد الجميع حظائر الإبل وطريقة استخراج الحليب منها آليا. كما زار وفد من أعضاء هيئة التدريس بجامعة الملك سعود الأماكن الأثرية بمدينة سكاكا. وقد بدأت الزيارة بمركز المعلومات الذي أقامته الهيئة العامة للسياحة والآثار بالقرب من المواقع الأثرية حيث كان في استقبالهم المدير التنفيذي لفرع الهيئة العامة للسياحة والآثار بمنطقة الجوف حسين بن علي الخليفة حيث قدم لهم شرحاً عن الأماكن التي تحتضنها منطقة الجوف التي تعتبر من أقدم الأماكن الأثرية بالشرق الأوسط وتسمى بمنطقة الشويحطية حيث تشير أعمال المسح الأثري إلى أن الموقع يعد أقدم مكان استوطنه الإنسان في شبه الجزيرة العربية وتدل على ذلك الشواهد الأثرية التي تبين أن المنطقة مرت بفترة من الازدهار التاريخي منذ العصرين الآشوري والبابلي، الذي يجيء فيهما بداية ذكر المنطقة في المصادر المدونة. كما قدم الخليفة نبذة عن موقع الرجاجيل الذي يعد من المواقع الأثرية المهمة في منطقة الجوف ويتكون الموقع من مجموعة من الأعمدة الحجرية المنتصبة والمسماة بالرجاجيل، ويصل ارتفاع بعضها إلى أعلى من خمسة أمتار. بعد ذلك انتقل الجميع إلى بئر سيسرا المنحوت بالصخر مع وجود درج منحوت بالكامل، وفي أسفل الدرج فتحة قناة لنقل المياه إلى أنحاء المدينة، وتنقل المياه عبر نفق بعمق 12مترا تحت الأرص وبطول 1500 متر يصب في جبل أطلق عليه اسم قارة مندا. كما زار الوفد قلعة زعبل التاريخية وهي حصن من الحجر الرملي والطين ويسمى حصن زعبل أو قصر زعبل ويقوم على مرتفع في شمال غرب سكاكا ويطل عليها، ويتألف من سور يحيط به وأربعة أبراج للمراقبة وخزان للمياه، ويعتقد أنه أعيد بناؤه قبل 200 سنة ماضية، أما أصل البناء فيعود للقرن الأول الميلادي، ولا يمكن الوصول إليه إلا من جهة واحدة بواسطة درج حجري، ويحظى الحصن بأهمية أثرية وتراثية إضافة إلى أهميته التاريخية.