أفرزت التطورات التقنية التي شهدها العالم وما صاحبها من تطور الصناعات الكثير من الأخطار، فقد يصاب بسبب قلة الاهتمام أو الإهمال ولو للحظات قليلة مئات الاشخاص او ربما الآلاف. والاكيد ان المصانع تعتبر بيئات ذات خصوصية من حيث درجات الحرارة العالية واحتمالية الانبعاثات السامة للغازات. وضمن هذا الاطار، تكررت حالات رصد تسرب لغاز النشادر الخطر في أحد المصانع بالمدينة الصناعية الأولى بالدمام. ويؤدي التعرض لغاز النشادر الى حدوث عدد من المضاعفات مثل التهابات الجهاز التنفسي والعين وتأثيرات ضارة أخرى على صحة الانسان. وتضم المدينة الصناعية الأولى بالدمام أكثر من 165 مصنعا، بينها 10 مصانع شديدة الخطورة على الأحياء المجاورة. وهذا يعنى ان هذه المناطق المزدحمة بالسكان موعودة بكوارث كبيرة فى حالة تم تسرب من أحد هذه المصانع، ولذلك فان الجهات المختصة مطالبة بسرعة معالجة الوضع قبل أن يتسبب في نتائج كارثية. لقد تم ايقاف هذا المصنع الذى جاء التسرب منه من قبل إدارة الصناعية الأولى منذ سنتين، وتم نقله إلى خارج المدينة، ويحسب لإدارة الصناعية الأولى بالدمام وجود جهاز مخصص لرصد وقراءة الغازات السامة المنبعثة من المصانع التي تعمل داخل المدينة الصناعية. وكانت فرق الدفاع المدني للتدخل في حوادث المواد الخطرة قد باشرت وسيطرت على حادث تسرب في الأسبوع الماضي من أحد مصانع الصناعية الأولى والمغلق من قبل هيئة المدن منذ سنتين. لا شك أن إدارة الدفاع المدني في المنطقة الشرقية تتعامل مشكورة بكل حزم مع المصانع المخالفة لإجراءات الأمن والسلامة في المدن الصناعية؛ كما ان الجهات الرقابية على المدن الصناعية تفتش وتراقب بطريقة دورية المصانع في المنطقة بهدف منع وقوع أي حوادث جراء وقوع اى مخالفة. كما ان هذه الجولات التفتيشية مجدولة على جميع المصانع والمنشآت العامة والخاصة، وتتخذ الإجراءات بحسب نوع المخالفة. والجدير بالذكر ان هنالك عقوبات على المصانع المخالفة وفقاً للنظام المعمول به، حيث قد يغرّم المصنع المخالف بمبلغ بين 300 و500 ألف ريال. وقد تصل عقوبة المصنع المخالف إلى حد الإغلاق في حال عدم تجاوبه مع تعليمات الدفاع المدني. إن سلامة المصنع والعاملين فيه والسكان المدنيين هم المقصد الأول للشركات، وعليها يجب المحافظة على إجراءات ومعايير السلامة والتركيز على البرامج التي تتخذها المصانع، في الحفاظ على السلامة. ان حصول أي ضرر في المصنع سيطاله والعاملين فيه بالدرجة الأولى، وفي حال انعدام النظام في عملية الإطفاء مثلاً، أو حدوث خلل في أحد عوامل السلامة، تكون الشركة والعاملون فيها معرضين للخطر في أي لحظة. لا شك ان وجود وحدات للصيانة فى كل مصنع مع جهود الدفاع المدني في حال وقوع كوارث هو حماية كبيرة للمصنع. ويجب على الشركات نفسها والمصانع ان تضمن الجودة في تطبيق معايير السلامة. والاكيد ان السلامة مسؤولية كل فرد في موقع عمله، وهى مجموعة من الاجراءات الهادفة لمنع وقوع الحوادث وإصابات العمل، وهي لا تقل عن أهمية الانتاج وجودته. ويجب أن يكون هناك تدريب وإشراف صحيح للعاملين على هذه الأنظمه لتجنب العديد من الإصابات والوفيات التي قد تحدث للعمال في بيئات العمل المختلفة. لقد حصلت عدة تسربات للغازات السامة فى الحاضر والماضى القريب، ويبدو ان التحكم في العامل البشري من الصعوبة بمكان. ولذلك قد يكون من المناسب للحفاظ على صحة المواطنين نقل اي مصنع خطر يتعامل مع عمليات كيميائية تحتوى على غازات ضارة، مثل النشادر واول اكسيد الكربون والعطريات بانواعها الى خارج النطاق العمراني وذلك لان صحة المواطنين أغلى وأهم من المنتجات الصناعية.