تدخل المنطقة الشرقية اليوم منزلة (النعايم) الرابعة بفصل الشتاء، حيث يبدأ نوء «الشبط» بشدة البرد ليلاً ونهارا متزامنا بطول ساعات الليل، وتتسم الأجواء بطبيعة هذا الموسم بشكل متكرر في مثل هذه الفترة من كل عام، وتشير التوقعات إلى عودة الدفء مجددا خلال أسبوعين على الأكثر. وأظهرت الخرائط الجوية بوادر استمرار الموجة الباردة حتى نهاية الأسبوع مؤثرة على المنطقة، ولامست درجات الحرارة الصفر المئوي ليلا منذ أمس، بسبب امتداد سيطرة المرتفع الجوي السيبيري على المنطقة، مع التأثير المباشر في الاحساس بالبرودة نتيجة تراجع مستوى الرطوبة، فيما يستمر الطقس شديد البرودة بالمنطقة الوسطى، وتقترب درجة الحرارة الصغرى في الاطراف الشمالية من حاجز 5 - 7 مئوية تحت الصفر لليوم الثالث على التوالي، تشمل عرعر وطريف ورفحا واجزاء من منطقة حائل، وتكون السماء غائمة في مساحات واسعة مع تساقط الثلوج، وتشكل الصقيع في المرتفعات الجبلية في الشمال والشمال الغربي، ويستمر هبوب الرياح الشمالية الغربية بشكل عام مثيرة للأتربة والغبار في بعض المناطق، وتكون الاجواء باردة في معظم مناطق المملكة، بالإضافة إلى حالة نادرة من التقلبات الجوية الراهنة التي يتعرض لها الساحل الغربي ايضا، وانعكست بانخفاض درجات الحرارة. من جهتهم أوضح خبراء الطقس في تصريحات ل «اليوم» أن الاجواء تتأثر بعدد من العوامل القابلة للتشكل المفاجئ إلى جانب الكثير من التذبذب واختلال حركة المنخفضات الجوية واتجاهات الرياح، ما يعني عدم التشابه بين موسم وآخر، وبالتالي فان حالة الطقس بالمنطقة الشرقية قد لا تستقر في مستويات البرودة الشديدة خلال الأيام المقبلة لأكثر من أسبوعين، تصاحبها معدلات حرارة متهاوية الى حد ما، وبشكل متفاوت، كما ان الاستثناء يكون في بعض المحافظات مثل حفر الباطن؛ نظرا لبعدها عن الساحل، وبشكل عام فان منطقة الخليج العربي تتعرض للموجات السيبيرية بشكل ضعيف نسبيا مقارنة بدول الشام، وفي امكانية تدخل التغيرات المناخية كالاحتباس الحراري وغيرها من طوارئ الاحوال الجوية، تظل الاحتمالات واردة في بعض التأثيرات كما هو الوضع الحالي، من حيث عدم التمايز في منطقة الضغوط المرتفعة على حساب الضغوط المنخفضة، واتساع المرتفع الجوي الشمالي البارد وبالتالي زيادة رقعة الكتلة الهوائية السيبيرية. من جهتهم أشار الفلكيون إلى أن طالع النعايم يظهر من جهة الشرق فجراً قبيل طلوع الشمس بساعة ويتكون من ثمانية نجوم، معلنا بداية «الشبط» وهو النوء الذي يحل بعد «المربعانية» وفي السمات الخاصة بالطالع الاول النعايم ، يشتد البرد وتنخفض درجات الحرارة وغالباً ما تتكون السحب الركامية الرعدية الممطرة والتي تسمى الديمة، والرياح متقلبة الاتجاه وأغلبها شمالية غربية تشتد أحياناً في سرعتها وتكون على شكل دوامات هوائية سريعة، ويتكون الضباب فجراً وينزل الندى في الصباح الباكر، ونوء البطين صفة متداولة في الخليج العربي منذ القديم تنطبق على هذه الفترة متواصلة 26 يوما. وطالع النعايم يمثل 8 نجوم، منها أربعة يمانية في المجرة، نيرة، تشكل مربعا فيه أطراف وهي النعام الوارد وسميت بذلك لأنها لما كانت قريبة من المجرة شبهت بنعام وردت نهراً، وأربعة خارجة عن المجرة وهي النعام الصادر، وسميت صادرة لأنها لما كانت بعيدة من المجرة شبهت بنعام وردت ثم صدرت، وسمى العرب قديما المستطيل الشرقي منها باسم (النعام الصادر)، والمستطيل الغربي، باسم (النعام الوارد) وتصوروه على هيئة نعام، يروح ويغدو لشرب الماء من الطريق اللبني، كما عرفت باسم (الناقة)، حيث يضاف إليها نجم تاسع يسمى (سنام الناقة)، والظواهر الطبيعية زيادة البرد والصقيع، ويبلغ فيها متوسط الحرارة الصغرى في المنطقة الشرقية 3 درجات مئوية، والكبرى 18 درجة مئوية، وطالع النعايم المنزلة الرابعة بفصل الشتاء، فيما يتغير توقيت الطوالع من حساب إلى آخر وكذلك بين الفترات الزمنية المتعاقبة، حيث تتداخل التقلبات الطقسية وتتبدل من عام لآخر.
