عبدالعزيز بن سعود يرعى حفل تخريج 1935 طالبًا من كلية الملك فهد الأمنية    انطلق بمشاركة 100 كادر عربي وأوربي.. أمين الرياض: «منتدى المدن» يعزز جودة الحياة ويقدم حلولاً مشتركة للتحديات    حفل خريجي «المنشآت التدريبية» برعاية أمير تبوك.. غداً    عبدالعزيز بن سعد يشهد حفل تخرج جامعة حائل.. غداً    405 مليارات إجمالي إيرادات الربع الأول.. 80 مليار ريال توزيعات أرباح «أرامكو السعودية»    5.6 % نمو "غير النفطية".. ارتفاع الرقم القياسي للإنتاج الصناعي    ديوانية الأطباء تكرم البحرينية بثينة عجلان    كبرى شركات النفط تستعد لأوقات عصيبة مع تأثر المنتجين بانخفاض الأسعار    نائب أمير الشرقية يستقبل رئيس وأعضاء «غرفة الأحساء»    السعودية تقود المشهد من حافة الحرب إلى طاولة التهدئة    "اعتدال" و"تليجرام" يزيلان 16 مليون مادة متطرفة في 3 أشهر    بعد 50 عامًا في المدار… سقوط مركبة سوفيتية فاشلة    دبلوماسية الحسم    سياسيون ل«الرياض».. زيارة ترمب تفتح آفاق المستقبل للعلاقات الدبلوماسية    القادسية ل" الثالث".. والرائد إلى" الأولى".. الاتحاد يقترب من " روشن".. والشباب يعبر الأهلي    سورلوث مهاجم أتلتيكو يتفوق على ميسي ورونالدو    تحضيرًا لجولتي الحسم في تصفيات مونديال2026.. الشرقية تجهز الأخضر لمواجهتي البحرين وأستراليا    أسرة الجهني تحتفي بزواج عمّار    احتفال آل برناوي وآل سيامي بعقد قران حمزة    91 % نسبة رضا المستفيدين عن أداء الموظفين بديوان المظالم    «المظالم» يُسجّل قفزة في رضا المستفيدين    عودة «عصابة حمادة وتوتو» بعد 43 عامًا    أمريكية وابنها يحصلان على الماجستير في اليوم نفسه    الهروب إلى الخيال..    بتنظيم من وزارة الشؤون الإسلامية.. اختتام تصفيات أكبر مسابقة قرآنية دولية في البلقان    المملكة تواصل ريادتها الطبية والإنسانية    أبشر.. أكثر من 33 مليون عملية إلكترونية في مارس    العميد على بعد خطوة من التتويج    الاحتلال الإسرائيلي اعتقل 770 طفلًا من الضفة منذ بدء حرب الإبادة    نادي القادسية يتوّج بكأس وزارة الرياضة لكرة الماء    دوليون يستكشفون إرث المملكة الحضاري ونهضتها    «الدرعية لفنون المستقبل» و«سكاتاريلا أسوسياتي» يفتتحان «البصمة الخفيفة»    القادسية يحسم لقب الدوري الممتاز لكرة القدم تحت 17 عامًا    لوران بلان: الاتحاد لا يخشى أحدًا!    جراحة روبوتية لإنقاذ طفل مصاب بفشل كبدي بالرياض    جدة تستضيف بطولتي العالم للبلياردو والماسترز للسنوكر يوليو وأغسطس 2025    22.6 مليون ريال تعويضات عام لانقطاعات الكهرباء    زيلينسكي يرحب بعرض بوتين ويشترط وقفا شاملا للنار    الأمير سعود بن نهار يطلع على الخدمات المقدمة للحجاج في مطار الطائف    الحج بتصريح.. نظام يحفظ الأرواح ويعظم الشعائر    احتفاء باليوم العالمي للمتاحف    بدء فصل الخدمات عن مبان آيلة للسقوط في جدة    سحب سامة تحاصر 160 ألف شخص في منازلهم    السعودية: ندعم حق الدول باستغلال ثرواتها الوطنية    جوازات مطار المدينة تستقبل أولى رحلات الحجاج القادمين من نيجيريا    من أعلام جازان.. اللواء الركن أحمد محمد الفيفي    الانتهاء من تطوير واجهات مبنى بلدية الظهران بطراز الساحل الشرقي    مستشفى الرس ينقذ طفلا تعرض لاختناق قاتل    ‫دعم مستشفى عفيف العام بأجهزة طبية حديثة وكوادر تخصصية    الأمير ناصر بن محمد يرفع الشكر للقيادة بمناسبة تعيينه نائبًا لأمير منطقة جازان بالمرتبة الممتازة    "فرع الإفتاء بعسير"يكرم القصادي و الخرد    جامعة الإمام عبد الرحمن تكرم الفائزين ب"جائزة تاج" للتميز في تطوير التعليم الجامعي    ارتفاع الرقم القياسي للإنتاج الصناعي بنسبة 2.0% خلال شهر مارس 2025    سمو ولي العهد يجري اتصالًا هاتفيًا بسمو أمير دولة الكويت    "الشؤون الدينية" تكلف 2000 كادر سعودي لخدمة ضيوف الرحمن.. 120 مبادرة ومسارات ذكية لتعزيز التجربة الرقمية للحجاج    انقطاع النفس أثناء النوم يهدد بالزهايمر    تعزيز الأمن الدوائي    «تعليم الرياض» يفتقد «بادي المطيري».. مدير ثانوية الأمير سلطان بن عبدالعزيز    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



باحث لبناني في الإرهاب: «داعش» ثأر روسي ضد الأمريكان وابن أمريكا سياسياً
لإيران وأمريكا المصلحة الأولى في كسر قداسة مبدأ المقاومة
نشر في اليوم يوم 31 - 10 - 2014

يجزم الباحث المتخصص في شؤون الارهاب والتطرف واستاذ الحقوق في الجامعة اللبنانية والجامعة اللبنانية الفرنسية، ومؤلف كتاب "داعش" الدكتور مازن شندب ان "داعش" "هو ثأر روسي ضد الأمريكان"، معتبراً ان "داعش" "هو تنظيم روسي في البعد الاستراتيجي، ولا يناقض ذلك ان تكون الاستخبارات الامريكية قد علمت ب"داعش" وتركته، واشار الى ان "الفرق بين "داعش" و"الاخوان" هو ان "داعش" يرفض الديموقراطية ويريد ان يقيم نهجاً خاصاً به.واكد في حوار مع "اليوم" أنه"ليس هناك استراتيجية دولية ولا عربية لمكافحة الارهاب"، مبدياً خشيته من "جيل إرثي جديد ل"داعش" يحرق الاخضر واليابس، مشدداً على ان "داعش" "هو ابن أمريكا سياسياً ونجل روسيا استراتيجياً".
ورأى ان "ايران وأمريكا لهما المصلحة الاولى في كسر قداسة مبدأ المقاومة، وغياب المشروع العربي الحقيقي ساهم سلبا ايضا لان كل دولة او مربع دول اضحى يعيش هاجس الامن القومي الضيق".
وقال شندب: " ان "تاريخ السنة والشيعة في لبنان هو التكامل وليس التوازن، اليوم الذي يحكم هو التوازن الزاحف بسرعة الذبح لا البرق، لا يمكن ان يستمر لبنان هكذا.
"داعش" والارهاب
 قلتم إن "داعش" أضحى علامة فارقة، عنفه وضع بنيانا آخر للارهاب. أكثر هولا ورعبا، الى ماذا اعتمدت في تقييم قوة وحضور وتأثير هذا التنظيم؟.
اعتقد ان هذا السؤال هو السؤال الاهم، عندما تطرح اسئلة وتساؤلات حول "داعش"، فأي اجابة عن اي سؤال يتناول "داعش" قد تكون موضوع أخذ ورد، لكن ان تتحدث عن "بنيان الارهاب عند داعش"، كما توسعت وشرحت في كتابي، فهنا تبلغ مخاطر الارهاب ذروتها، لانك هنا تتحدث عن حقيقة حصلت بل قل عن حقائق حصلت، فيبدو ان "داعش" قام بقراءة سردية لكل اشكال "العنف الارهابي" التي حصلت عبر التاريخ البشري، وقرر المزايدة في هذا الشأن، وانا لست في هذا الشأن مع النظرية التي تقول: إن هناك الكثيرين وقبل قرون قد مارسوا ارهاباً مثل الذي مارسه "داعش" واكثر، فالمسألة هنا لا يمكن ان تقاس بماهية الفعل او بتصويره كمشهد، بقدر ما تقاس بالعمق الحضاري أو التوسع المفاهيمي للحضارة واحترام الانسان ونحن في القرن الحادي والعشرين. صحيح ان افعال الذبح قد حصلت منذ قرون غابرة في التاريخ، لكن أن تستحضر التاريخ لتمارس نفس الفعل بهدف صدم البشرية وزرع بذور التشكيك في كل الحالات التي اعطيت للانسان، فتلك هي المسألة، ومن هنا انطلق علماء النفس عند "داعش"، لقد قرر هؤلاء نسف قيم ظنت البشرية انها باتت مسلمات، واذ بالشك البشري يصاب بالذبح.
هجمات 11 سبتمبر اقتصرت الصدمة فيها على الامريكيين، وتفجير سيارات مفخخة اقتصرت الصدمة فيها على ابناء الحي المفجوع، وحتى الابادة كجريمة لا يمكن ان تهز اكثر من المعنيين بها سياسياً وانسانياً بالمعنى التضامني مع قضية، لكن ان تذبح "آدميا"، فأنت ذبحت الحضارات ووحدتها ضد فعل الذبح، وهذا ما اراد "داعش" ان ينجزه وقد فعل، فالتوحد الكوني ضده هو هدف استراتيجي، القصد منه مصادرة الاسلام السياسي اعلامياً وسياسياً، والقصد منه الزحف بسلاح الرعب على كل الاهداف التي يريد، وهذا هو منطق الارهاب.
"القاعدة" والتطرف
 علاقة "داعش" بتنظيم القاعدة، هل هو ولادة من ذات الرحم، وعملية تقاسم أدوار كما اشرتم، ام انه مشابه له ومختلف عنه؟
"داعش" "الفكرة السياسية" لم يولد مع ابي بكر البغدادي وانما ولد مع زعيم القاعدة في العراق ابي مصعب الزرقاوي، وأعتقد ان الانفصال عن "القاعدة" وان ترسخ مع زعيم "داعش"، الا ان بوادره انطلقت مع الزرقاوي، الذي كان يجد نفسه أهم من ابن لادن والظواهري، غير ان الانقلاب الكبير الناتج عن صفقة سياسية كبرى قد ظهر بشكل جلي مع داعش. طبعا "داعش" و"القاعدة" ينتهجان السلفية الجهادية، لكن البعد السياسي جعلنا نرى ان الشرخ كبير بين التنظيمين. وعلى اية حال، فالبرنامج السياسي الكبير للقاعدة لم يعد نفسه بالنسبة ل"داعش".
 اين تكمن جذور التطرف والارهاب، خصوصاً واذا ما تتبعنا تاريخياً وجدنا غالبية هذه التنظيمات استغلت الدين لصالح علاقاتها ومصالحها المشبوهة؟
* علينا ان نبدأ لنكون موضوعيين في الحكم، فالمتطرف هو الذي يغالي في الاعتناق فيرفض معتنق الآخر ويكفره، وهذا سببه تفسيره الاحادي لمبادئ المعتنق دون وجه حق او حقيقة يساعده في ذلك بعض الغموض او الالتباس. اذن التطرف غير مرتبط بأسباب سياسية او اقتصادية او اجتماعية وهي الاسباب التي تشكل الحقل الذي ينبت فيه الارهاب. من هنا نفهم ان "داعش" قرر ان يكون تنظيما متطرفا وقرر امرا آخر وهو ان يكون ارهابيا، غير ان الذين مشوا في مسيرته عسكرياً وسياسياً ليس بالضرورة ان يكونوا متطرفين، لكن اسباب وعوامل الارهاب قادتهم الى احضانه. فالسنة العراقيون مثلا ممن انضموا الى داعش ليس لانهم متطرفون، وانما لان السياسات الخطأ الكيدية حينا والثأرية احيانا والالغائية احيانا اخرى المتبعة من النسق السياسي الجديد في العراق هي الحامل على فعل ذلك.
 كيف تربط مثلا بين صعود الاسلاميين في الثمانينيات (حزب الله، حماس، الثورة الايرانية، طالبان) وبين سياسة الستار الديني التي عملت عليها واشنطن لمواجهة الشيوعية؟
نعم اربط ولذلك قلت في كتابي ان "داعش" هو ثأر روسي ضد الأمريكان ولم ازل مصرا على رأيي هذا. ف"داعش" هو تنظيم روسي في البعد الاستراتيجي. ولا يناقض ذلك ان تكون الاستخبارات الامريكية قد علمت بداعش وتركته.
 الا تعتقد بأن هناك علاقة استراتيجية تربط ايران بواشنطن، ساهمت في دفع ايران للتأجيج الطائفي، وتقسيم المنطقة طائفياً؟
انا لا اتحدث عن علاقة استراتيجية بين ايران والولايات المتحدة، لكني اجزم انه لا يوجد عداء استراتيجي او حتى ايديولوجي بين هذين البلدين. لا يمكن لايران ان تكون عدوة لأمريكا ولا يمكن لأمريكا ان تكون عدوة لايران. واعتقد ان كل السياسات الايرانية ما بعد الثورة تهدف الى امر واحد في البعد الاستراتيجي: اذ تريد ايران ان تقول لأمريكا باني املك عناصر القوة لاكون وكيلتك في الشرق الاوسط بدل اسرائيل التي لا تملك ذلك، وضمن هذه المعادلة بامكاننا ان نفهم اهم المحطات العسكرية في الشرق الاوسط في العقدين الاخيرين خصوصا.
"الاخوان" والوعود الأمريكية
 لماذا برأيكم استعجل "الاخوان المسلمون" استلام السلطة والاستحواذ عليها، هل صدقوا فعلا الوعود الامريكية لهم، ام انكشف قصورهم الفكري والسياسي وسقطوا؟
هم لم يستعجلوا، هم خافوا ان تسبقهم العجلة، فكانت العجلة هي "داعش". لقد كان الاخوان مدركين ان الشعوب العربية في زمن الحراك العربي امام احتمالين: اما القيام بثورات خاطفة تمنحهم القيادة السياسية، واما اندلاع الحروب العربية الاهلية فتكون القيادة للجناح المتطرف، ولان الذي حصل لم يكن ثورات، ولانهم ظنوها ثورات انطلاقا من عقدة السلطة عندهم. نجدهم مارسوا السلطة بكيدية فسقطوا السقوط الطبيعي.
 هناك معلومات تؤكد وجود عدد كبير من اعضاء تنظيم "الاخوان المسلمين" انضم الى "داعش"، خصوصاً وان بعضهم انضم سابقا للقاعدة، وانهم وراء مناظر الدم والقتل، لأنهم يروجون الى ان ما يجري سببه غياب الديموقراطية؟.
بالطبع الديموقراطية هي نظرية وحجة الاخوان خصوصاً بعد تجربتهم في مصر، مع العلم ان ليس الديموقراطية ما اتت بهم الى الحكم وانما التنظيم الجيد والمال السياسي وهم يشبهون داعش والقاعدة في هذين البعدين. الفرق بين "داعش" و"الاخوان" هو ان "داعش" يرفض النهج باكمله ويرفض الديموقراطية ويريد ان يقيم نهجاً خاصاً به. وبالفعل "داعش" اليوم هو من يقود نهج السياسة الدولية. "الاخوان" لجؤوا الى العنف عبر تاريخهم وفي حاضرهم لكن تمسكهم بلعبة الديموقراطية اوقعتهم في مأزق عدم الجمع بينها وبين العنف. اذن عليهم ان يمارسوا العنف الجسيم خارج اطار التنظيم الاخواني. ربما تسللوا الى داعش وربما "داعش" علم بهم وقام بحملة تصفيات داخلية قد يكون اخوانيون في عدادها.
استراتيجية عربية لمكافحة الإرهاب
 هناك جهد دولي لمكافحة الارهاب، وهناك استراتيجية عربية لمكافحة الارهاب، ولكن هناك انتعاشا للارهاب والتطرف، ترى ما الاستراتيجية التي ترونها مناسبة لتجاوز هذه الازمة؟.
أختلف معك بالرأي، فليس هناك استراتيجية دولية ولا عربية لمكافحة الارهاب. وان اردنا ان نحسن النوايا نقول ان هذه الجهود اهتمت بالتفاصيل واغفلت الجوهر. نسأل: من قدم فكراً تنويرياً جديداً لقيم الاسلام؟. من قام بابداء النصح المبني على قيم حقة؟. من قام بعملية حساب تاريخي لارهاب مرتكب باسم اليهودية والمسيحية؟. من أنشأ صناديق مالية لمكافحة الفقر المؤدي الى الارهاب؟ من رعى وحمى الاقليات في العالم؟ لماذا نقف الى جانب الاتراك ونركض وراء كراهية الاكراد؟ لماذا ننسى قضايا الاكراد في ايران؟ وهم ملايين؟ هل نتذكر اكراد سوريا فقط لان كوباني تتعرض لهجمات داعشية؟ هل قمنا نحن العرب بتحصين نفسنا واحتضنا أقلياتنا التي هي متشربة للحضارة العربية؟ الاسكوتلنديون تعلموا من التاريخ ورفضوا الانفصال، والانكليز لم يرفضوا حق تقرير مصير هؤلاء فكانت النتيجة ان الوئام بين الفريقين قد ساد.
 كثيراً ما يتداول الاعلاميون (المستنقع الافغاني، العراقي السوري الليبي اليمني) لماذا فشلت هذه الدول، ولماذا صعدت وتكاثر في رحمها الارهاب؟.
لأن التطرف يوجد دون اسباب. بينما الارهاب لا يمكن ان يوجد دون اسباب، هذه دول غير فاشلة فهي لم تكن في الاساس ناجحة وهذا امر يسري على كل الدول العربية. المشكلة ليست في الانظمة العربية، وانما بتعاطي الشعوب العربية مع فكرة الدولة. علينا ان نحدد ماذا نريد من الدولة؟ السلطة ام حفظ الكرامة؟، ان اردنا السلطة فكيف نجمع بين الفكر الديموقراطي وبين موروثاتنا التي تجعل كبيرنا قائدنا؟. وان اردنا حفظ الكرامة فنقول للدولة: وليناك لتحفظي كرامتنا وتؤمني لنا مقومات عيشنا الرغيد. الغرب انجز هذا العقد لكننا لم ننجزه الا بشكل حصري. انحسار هذا العقد في المملكة وقلة من الدول العربية لا يكفي لقمع الارهاب. اذن اولى نبتات الارهاب هي المشكلات السياسية. اي الفهم الخاطئ لما نريده من الدولة وكيف نكون حماة للدولة. المسألة حق وواجب، أيضاً النظم لم تكن وفية لمتطلبات شعوبها، فكثير منها غير التي ذكرتِها استقوت بالغرب والغريب ليس على شعوبها وانما على موروثات الشعب.
 برأيك ما السبب الرئيسي وراء الانغماس الامريكي في الخارج، وعسكرة سياساتها الخارجية، وان الادارات الامريكية المتعاقبة لم تصنع السلام قدر صناعتها الحروب؟
أمريكا منذ انهيار المعسكر المضاد تتربع منفردة على عرش الاحادية القطبية، ولم تزل الى اليوم. روسيا تحاول الصعود أما أمريكا فتعمل على منعها تارة بالسياسة وتارة بالحرب. اذن حرب أمريكا حول العالم هي لوقف اي تمدد روسي او للقضاء على تواجد روسي. الحرب هي الوجه الآخر للسياسة والقوي لا يصنع سلاما وانما يعمل على فرض استسلام. الخوف ان تفلت الامور من يد الامريكيين نتيجة العنف الامريكي. الخوف هو من جيل ارثي جديد ل"داعش" يحرق النفط العربي بدل المتاجرة به. يذبح بالضفر بدل السكين. "داعش" هو ابن أمريكا سياسيا ونجل روسيا استراتيجيا، ونحن وقود تارة في السياسة وتارة في الاستراتيجية.
 لماذا برأيك لم تستطع القوة الامريكية القضاء على حركة "طالبان"، رغم اختلاف طالبان عن القاعدة وداعش وغيرها، لا بل وعملوا على الاتصال بها؟.
لان "طالبان" بطريقة او بأخرى تمثل قضية شريحة واسعة من الشعب الافغاني. اخطر شيء في العنف عندما تتوافر له بيئة سخية وليس فقط حاضنة. صحيح ان كثيرين من عناصر "طالبان" كانوا قد قاتلوا السوفيات ودعموا من أمريكا لان المسألة اختلفت عندما ارادت أمريكا ان تلعب دور السوفيات. ألم يبدأ في لبنان الكثير من بيئة "حزب الله" يراجعون حساباتهم نتيجة سياسات خاطئة؟ كم من هؤلاء بدأ ينظر اكثر لحكمة الرئيس نبيه بري مثلا؟.
التدين والتطرف وتفتيت المنطقة
 لماذا هناك عملية خلط بين التدين وبين والتطرف، هل هناك استراتيجية غربية لقسمة الاسلام وتفتيت المنطقة، عبر التلاعب بها من الداخل؟
التدين حالة ايمانية لا شك والتطرف حالة غير طبيعية. اعتقد ليس هناك من خلط، لكن هناك من يصور التدين على انه مشروع تطرف او بداية خيط. الغرب يلعب دوراً كبيراً لانه يخاف الاسلام عبر تاريخه. الغرب يعيش لعنة الديموغرافية الاسلامية التي تجتاحه، فيما يدعو الاسلام الى الزواج بينما الثقافة الغربية تدعو الى المساكنة ثم يأتي الغرب ويجد ان عدده يتناقص ويزداد عدد المسلمين ولا يسأل لماذا؟ أو يسأل ولا يريد ان يعترف، علما ان المسيحية تنادي بالزواج. لكن الغرب كما المتطرفين عندنا. مدنية الغرب هي اسقاط للتطرف، لا يستطيع الغرب تحصين مجتمعه فيعمل على تفتيت مجتمعنا ليس الغرب وحده، بل الاستثناء ايضا يمارس نفس الفعلة بحق المبدأ، لهذا يشيع الصراع المذهبي في عالمنا الاسلامي.
 هناك عملية خلط بين الارهاب والتطرف الديني وبين حركات التحرر الوطني، وهناك عمليات تشويه لها، وهناك عملية انتقالية من الهوية العربية والاسلامية الى الهويات الضيقة والمتقاتلة .. ما تعليقكم ؟
هناك فرق بين الارهاب وحركات التحرر وان كانت هذه الحركات قد استثمرت في السياسة فشاب بعض سلوكياتها عيب الارهاب. لم يعد هناك من حركة تحرر نظيفة على الاطلاق، الكل دخل في لعبة النسق ووقع في فخ التسييس والاستثمار. "حزب الله" يندم على اخطائه و"حماس" تشعر بأنها باعت نصف قيمتها، فالقضية تم التضحية بنصفها لاجل احلال غايات لا ترتقي الى مرتبة القضية بل هي ثانوية ومشوهة احيانا. ايران وأمريكا لهما المصلحة الاولى في كسر قداسة مبدأ المقاومة، وغياب المشروع العربي الحقيقي ساهم سلبا ايضا لان كل دولة او مربع دول اضحى يعيش هاجس الامن القومي الضيق.
"داعش" وعودة امريكا للمنطقة
 هل اتخذت "داعش" كذريعة لعودة امريكا للمنطقة، هل كان خروجها من العراق، بناء على خياراتها الاستراتيجية، ام كانت هزيمة فعلا، ولماذا يتحدثون الآن عن الفشل والتدخل العسكري؟
أمريكا غير قادرة على كل شيء، الظلم والحقد والحرمان أسباب تتآمر مع الخارج دوماً. "داعش" حقيقة وليس وهما، والذين يقاتلون مع "داعش" اختاروا ذلك بملء ارادتهم، هم سيموتون في المعركة لكن سيأتي غيرهم. أمريكا وايران وروسيا قادرون على الخرق. المعركة في قلب عالمنا العربي وليس خارجه، هناك توازن نفسي انجزه "داعش" مع الاستثناء، رغم ان "داعش" لا يمثل المبدأ. داعش ليس ذريعة بل خط امامي، ليس بالضرورة لأمريكا، قد تكون لروسيا. "داعش" لم تقرر الدخول الى بغداد ولا الى دمشق لانهما عاصمتان روسيتان. المعركة ستكون لصالح الخطاب الكردي، تركيا ستكون من الخاسرين والمعركة لم تزل في بدايتها.
 كيف تنظر الى صدام المصالح بين تركيا وايران على المنطقة، على العراق وسوريا واليمن، مع ان هذه الدول تتحدث بأنها داعمة للامن والاستقرار الاقليمي؟
لنعترف بأنه في ظل غياب مشروع عربي فإن تركيا وايران هما القوتان الاقليميتان الاقوى في المنطقة، لكل منهما عناصر قوة ذاتية وخارجية. اما نقاط الضعف فيهما فتتمثل بان كل منهما يشكل استثناء، تركيا اختارت الاسلمة السياسية وفق نظرية الاخوان التي تشكل استثناء بدليل سقوط الاخوان في عالمنا العربي وما يعنيه ذلك من خسارة لجسور مد النفوذ، وايران تشكل استثناء على مبدأ يسود عند مليار ونصف انسان مسارهما تشتت وتمزق واقتتال بين العرب، وقوتهما حياكة تحالفات مع الغرب، هم يستخدمون الدين للتمدد اي لتمدد القومية التي هي رابطتهم الاهم، لذلك فخطرهما محدود، فأي ثنائية دولية تصعد من جديد ستحجم قوتهما لان العرب سيكونون حاجة وبالتالي ستتشكل القوة بشكل تدريجي. ان عمقا عربياً مرتكزاته مصر والسعودية قد يثمر في بناء قوة اقليمية ثالثة تحدث توازنا ينوب عن كل العرب، وان دولاً عربية صغرى يجب ان تسمع نداء الواجب وتمتنع عن ان تكون حامل ميزان قوة لهاتين الدولتين، لا سيما عندما تكون في صلب اللعبة.
 هل معركة عين العرب فيها تنسيق بين داعش والاتراك لفرض اتفاقات وتفاهمات استراتيجية بين انقرة وحزب العمال الكردستاني، واين هي سياسة تصفير المشكلات؟
سياسة التصفير كانت لغماً انفجر بنا نحن العرب، واعتقد دوما ان تركيا ستنفجر من الداخل ليس بين الاخوان والقوميين فحسب بل بين الاتراك والاكراد ايضا، وبين الجيش والشعب، ومعركة عين العرب ليست على هذا الوصف فلو كانت كذلك لتدخل الجيش السوري لحماية الاكراد من داعش وبالتالي لبتر مخطط تركي يحاك، أبحث عن العكس.
 الحوثيون وسيطرتهم على صنعاء واعطاء الشرعية للتنظيمات المتطرفة الاخرى لفرض خياراتها في اليمن، ما هدف ايران من دعمها الحوثيين ودعم انفصال اليمن؟
الهدف من دعم الحوثيين اعتقد اولا هو للقول للرأي العام الاسلامي والدولي أني أريد ان اجلس على خاصرة السعودية؛ لان السعودية تعمل على الجلوس جانب خاصرتي وكأن ايران تريد القول ان المملكة هي من يقف وراء داعش، واعتقد انه ليس المملكة كدولة مستهدفة بقدر ما هو مستهدف مرتكزات المبدأ بقصد تسويد الصورة. هنا تظهر ايران وكأنها في ذروة العبقرية، اضافة الى محاولة جر مقاتلي السلفية الجهادية الى ارض اليمن لاراحة الجبهات في العراق وسوريا ولبنان.
 هل استجلاب الإرهاب الى لبنان، الانعكاس الوحيد للأزمة السورية وانخراط "حزب الله" فيها، أما الآتي أعظم؟
الارهاب ليس بحد ذاته ما يشكل خطراً على لبنان، الخطر كأمن في التهيؤ لارهاب مستقبلي ساهم في صنعه مشاريع لا دخل للبنان الدولة والصيغة بها. اخاف على الشيعي قبل السني من مساعي احداث توازن رعب بين داعش و"حزب الله". تاريخ السنة والشيعة في لبنان هو التكامل وليس التوازن، اليوم الذي يحكم هو التوازن الزاحف بسرعة الذبح لا البرق، لا يمكن ان يستمر لبنان هكذا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.