بدأت مصر السبت تكثيف رحلات إعادة المصريين العاملين فى ليبيا والنازحين منها؛ بسبب الوضع الأمني من مطار جربا التونسى بمعدل 1800 راكب يوميا. فيما صرح وزير الخارجية المصري سامح شكري أن اللجنة الوطنية المعنية بمتابعة أوضاع المصريين في ليبيا، والتي وجه رئيس الوزراء بتشكيلها وتضم ممثلين عن وزارات الخارجية والدفاع والداخلية والنقل والطيران المدني والصحة في حالة انعقاد دائم. وقال شكري -في بيان تلقت وكالة الأنباء الألمانية نسخة منه السبت-: إنه يجري التواصل بين أعضاء اللجنة لمتابعة تطورات أوضاع المصريين في ليبيا بشكل عام، والمتواجدين منهم على الحدود الليبية التونسية بشكل خاص أولاً بأول؛ لتسهيل إجراءات عودة الراغبين منهم إلى أرض الوطن. وأضاف الوزير: إن اللجنة قامت بالفعل بإعداد تقدير موقف للأوضاع على الأرض في ليبيا، خاصة على جانبي الحدود الليبية التونسية وطرح الحلول والبدائل المناسبة للتعامل مع الوضع، حيث تم زيادة عدد أفراد الطاقم القنصلي المتواجد على الجانب التونسي من الحدود، كما تم موافاة السلطات التونسية بقائمة تضم بيانات الطائرات التي سيتم إرسالها تباعاً إلى مطار جربا، لتسهيل سفر المصريين الراغبين في العودة إلى مصر، حتى يتسنى الحصول على التصاريح اللازمة لها. وأوضح شكري أنه وجه سفير مصر في ليبيا بالسفر فوراً للتواجد على الجانب الليبي من الحدود بين ليبيا وتونس لتنسيق عمل الطاقم القنصلي، بحيث يتولى إجراء الاتصالات اللازمة مع السلطات الليبية ومع العشائر لتوفير التأمين اللازم للمصريين المتواجدين على الجانب الليبي من الحدود مع تونس وسبل الإعاشة لهم. وطلب الوزير شكري من سفير مصر في تونس التوجه على الفور إلى منفذ رأس جدير، للاطمئنان على أوضاع المصريين الموجودين على الجانب التونسي من المنفذ والتنسيق مع السلطات التونسية؛ لسرعة إنهاء إجراءات عودتهم إلى مصر، والاطمئنان على انتظام الحركة ونقل المواطنين من المنفذ إلى مطار جربا، على أن يعود بعد ذلك إلى العاصمة تونس لمتابعة الاتصالات مع السلطات التونسية لإتمام التنسيق المطلوب في هذا الشأن. وأكد وزير الخارجية المصري أنه يتم التنسيق حالياً في إطار اللجنة وبالتعاون مع السلطات الليبية والتونسية لسرعة إرسال مساعدات طبية وغذائية عاجلة إلى الحدود الليبية التونسية من خلال الجهات المعنية والهلال الأحمر المصري لإعاشة المصريين المتواجدين هناك لحين إنهاء إجراءات عودتهم إلى أرض الوطن، ودون تحميل المواطن أية أعباء مالية. السفارة البريطانية وفي سياق متصل، قال مسؤولون: إن بريطانيا ستغلق سفارتها في العاصمة الليبية طرابلس اعتبارا من الرابع من أغسطس، وستجلي أفراد طاقمها الدبلوماسي إلى تونس بعد وصول القتال بين كتائب مسلحة متناحرة إلى المدينة. وكانت بريطانيا من بين دول غربية قليلة أبقت على سفاراتها في طرابلس مفتوحة بعد أن أجبرت اشتباكات في الشوارع بين ميليشيات منذ أسبوعين أطقم دبلوماسية أمريكية وأوروبية ومن الأممالمتحدة على المغادرة. وقال مايكل ارون السفير البريطاني في ليبيا عبر حسابه على موقع تويتر: قررنا على مضض المغادرة ووقف عمليات السفارة في ليبيا مؤقتاً، إن خطر التضرر من تبادل إطلاق النار كبير جدا. وذكرت الخارجية البريطانية في بيان في وقت متأخر من مساء الجمعة أنها لن تتمكن من تقديم الخدمات القنصلية في طرابلس بعد الرابع من أغسطس عندما تتوقف أعمال السفارة. حرب أهلية من جهة أخرى، أكد يونانيون عائدون من ليبيا السبت ان ليبيا تنزلق بسرعة نحو حرب اهلية هي "أسوأ بكثير" من اعمال العنف التي ادت الى اسقاط نظام معمر القذافي في 2011. وقالت باراسكيفي اثينو التي كانت تقيم في ليبيا لفرانس برس: "عشنا الحرب من قبل مع القذافي، ولكن ما يحصل اليوم أسوأ بكثير". وأضافت: "هناك فوضى كاملة، الحكومة غير موجودة، والحصول على الطعام والبنزين صعب جدا، والكهرباء والماء مقطوعة باستمرار". عادت اثينو الى اليونان ضمن مجموعة من 186 شخصا تم إجلاؤهم من طرابلس، بينهم السفير الصيني وعدد من الدبلوماسيين على متن فرقاطة يونانية وصلت الى مرفأ بيرايوس في الصباح الباكر السبت. ونقلت فرقاطة البحرية اليونانية 77 يونانيا و78 صينيا و10 بريطانيين و12 قبرصيا و7 بلجيكيين والبانيا وروسيا. وتشهد ليبيا حالة عدم استقرار واضطرابات منذ مقتل القذافي وانهيار نظامه في 2011، حيث تسيطر الميليشيات التي اسهمت في اسقاط النظام السابق على اجزاء من البلاد، في حين يتنامى نفوذ الجماعات الاسلامية. وقال أسامة منصور (35 عاما) الذي يعمل مع منظمة غير حكومية في طرابلس: "ضحى كثيرون بحياتهم من اجل حياة افضل في ليبيا، ولكننا اليوم نعيش حربا اهلية ونقتل بعضنا بعضا". وأدى القتال بين الميليشيات المتناحرة في طرابلس الى اغلاق المطار الدولي، في حين تقاتل مجموعات اسلامية الوحدات الخاصة في الجيش في مدينة بنغازي في الشرق. وقالت أثينو: إن "طرابلس في حالة حرب والمدنيون عالقون بين نيران الطرفين". وقال علي الغرياني، وهو ليبي متزوج من يونانية: "الوضع أسوأ من 2011، حينها كنا تحت نيران قصف الحلف الاطلسي ولكن اليوم يقصفنا الليبيون، هذا يجعلنا حقيقة نشعر بالعار". احتجاجات وفي بنغازي، تظاهر ألفا شخص الجمعة احتجاجا على المتشددين الإسلاميين والميليشيات المتمردة سابقا، والذين يحاربون القوات المسلحة وسيطروا على قاعدة عسكرية مهمة في تلك المدينة الواقعة في شرق ليبيا. وأجبر مجلس شورى ثوار بنغازي -وهو تحالف شكله متمردون سابقون ومتشددون إسلاميون من أنصار الشريعة التي تصنفها واشنطن على أنها منظمة إرهابية- الجيش على الانسحاب من بنغازي. وسار المحتجون الذين كانوا يرددون شعارات تشيد بالجيش الليبي وتدين التطرف في بنغازي وهي المدينة التي قتل فيه السفير الأمريكي وثلاثة أمريكيين آخرين عام 2012 في هجوم على مقر البعثة الأمريكية يلقى باللائمة فيه على مقاتلين إسلاميين. وقال سراج بيوك وهو طبيب: "إننا هنا لنقول إن بنغازي لن تصبح موصلا أخرى"، في إشارة إلى مدينة الموصل العراقية التي سقطت في يد تنظيم الدولة الإسلامية. ويدور القتال في بنغازي بين إسلاميين متشددين وميليشيات ضد القوات الخاصة التي وحدت صفوفها مع اللواء خليفة حفتر وهو ضابط جيش متمرد سابق تعهد بطرد المتشددين من المدينة. وعلى الرغم من حصول حفتر في بادئ الأمر على دعم من بعض الليبيين الذين ضجروا من هجمات المتشددين والاغتيالات التي يقومون بها، فقد فشل في تحقيق مكاسب كبيرة.