الأمير سلطان «رحمه الله» كان وسيظل وجها مميزا، من وجوه الإنسانية المشرقة والمشرفة في بلادنا إن لم يكن في العالم أجمع لما جمعه من خصال فريدة وأخلاق نبيلة. هكذا يحكي رئيس تحرير صحيفة اليوم محمد الوعيل عن مواقف سلطان التي يصفها بالرائعة، واللمسات التي تمس الوجدان مباشرة وتصل القلوب والعقول بلا حاجز وبشفافية مطلقة ومنقطعة النظير، ويضيف الوعيل: « يكفي سلطان الخير تلك الحميمية التي يتعامل بها مع كل من اقترب منه حتى يشعر المرء أنه امام أحد أفراد أسرته ببساطة متناهية وبدون تكلف، للدرجة التي يمكنه فيها أن يفاجئ المرء بسؤال غير متوقع للاطمئنان عليه، لم لا وسموه يمثل رمزا للوطن وتقاليده، ويحكي رئيس التحرير عن أحد هذه المواقف لسلطان الخير فيقول: « كنا في الوفد الاعلامي المرافق لسموه خلال زيارته الى روسيا في العام 1428 ه، نشعر بذلك القدر من الشفافية والاقتراب من كل خطوة يخطوها وكانت نظراته لنا مليئة بالفخر وكأنه يعبر لنا عن إعزازه بأبناء الوطن وتقديره لكل ما هو سعودي أينما كان، لمحنا ذلك في حنوه على الطلاب العرب الذين خرجوا للترحيب به ولمحنا ذلك في حرصه الشخصي على الاطمئنان على الوفد الاعلامي المرافق، لكن فرحتي شخصيا حينما فاجأني بالسؤال: « كيف حال اليوم يا محمد؟، لم أدهش للسؤال في حد ذاته، ولكني سعدت لقدرة سموه العجيبة على متابعة كل الاشياء بذهنية صافية وقدرته على الالمام بكل كبيرة وصغيرة، ويستطرد الوعيل: «كانت بهجتي بلا حدود حينما اختصني بالسؤال عن اليوم فكان مجرد السؤال وساما على صدري وصدر كل العاملين في الجريدة إدارة وتحريرا»، ويضيف قائلا: «تمنيت ساعتها لو رأيتم مشاعر سموه التي أحسست بها في هذه اللحظة الفريدة والحميمية جدا والتي تؤكد قرب القيادة من همومنا نحن العاملين في المجال الاعلامي الذي يلقى بالذات عناية خاصة واهتماما وتفاعلا كبيرين، وكثيرا ما كان سلطان يشيد بتوجهاتنا ولا يمانع أبدا في تقبل أي انتقادات، بل كان سموه يساعد في حل كثير من الاشكاليات رغم مشاغله ومهامه الجسام .. رحمك الله يا سلطان فقد كنت أمة في رجل.