بعد اختبار الثانوية العامة من كل عام أتشرف بمساعدة من أستطيع بغض النظر إن كان قريبا أو صديقا أو إنسانا لا أعرفه. وتختلف درجات المساعدة سواء النصح بأفضل الجامعات أو المساعدة في شرح أفضل الطرق لأداء الاختبارات. ولا يوجد لدي أفضلية لمن أخدم سواء أكان شماليا أم جنوبيا أم غربيا أم شرقيا. فدعونا نكن صريحين الكل يبحث عن واسطة لأننا جعلنا الأمور صعبة في الدخول للجامعات والأب والأم يتعلقان بأي شيء يعطيهما أملا. وفي هذا العام طلب مني اقرب صديق وأعز ابن عم مساعدة ابنه في الدخول لكلية ذات تخصص معين وبالفعل وعدته وقلت له ابنك هو كابني. وكنت واثقا أنني سأستطيع تحقيق حلم ابنه لأن درجات ابنه تؤهله لدخول هذه الكلية. وأنا لا آخذ مقعد أحد بل أطلب زيادة مقعد من المتنفذين. وأحيانا أنجح وأحيانا أخفق. ولكن هذه السنة لا أستطيع أن أخذل أعز أصدقائي. ولذلك طلبت شفاعة أناس يخدمون الناس لوجه الله سبحانه وتعالى. وتفاجأت بأنني أخفقت دون أن أعرف السبب. ولحرصي على هذا الإنسان الخلوق قمت بالاتصال بأحد الزملاء لطلب مساعدته لأنني أصبت بأرق غير طبيعي. واعتذر زميلي قائلا إنه موجود في واشنطن لعمل خاص. فقلت له أنا قادم لأراك وبالفعل قمت بالسفر لواشنطن لأنني لن أتحمل أن تتأثر علاقتي بأغلى ابن عم. تكلم بعضهم وهو يبكي لأن آمال وأحلام ابنه أو ابنته تبخرت بسبب اختزال اثني عشر عاما في اختبار ساعتين اسمه اختبار قدرات وأنا أسميه مفرق العائلات. فالكل يعلم ما يسببه هذا الاختبار من مشاكل عائلية بين الزوج وزوجتهوالآن ما الذي جعلني أفعل ذلك؟. الجواب هو أن القبول في جامعاتنا أصبح كابوسا لدرجة أن الأب أو الأم اللذين لديهما طالب ثانوي يعيشان في دوامة لا يعلمها إلا الله. وللعلم فقد اتصل غير ابن العم بي لطلب المساعدة وقد تكلم بعضهم وهو يبكي لأن آمال وأحلام ابنه أو ابنته تبخرت بسبب اختزال اثني عشر عاما في اختبار ساعتين اسمه اختبار قدرات وأنا أسميه مفرق العائلات. فالكل يعلم ما يسببه هذا الاختبار من مشاكل عائلية بين الزوج وزوجته. والآن سأكون في أرض الوطن بعد عدة أيام ولكن لن تكون علاقتي مع بعض الأقارب والأصدقاء على ما كانت عليه. وأصبحت بالنسبة لي خسارة بعض الأصدقاء والزملاء حدثا سنويا.